Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-11)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } أي إن تعجب يا محمد من تكذيبهم لك بعد ما كنت عندهم من الصادقين فأعجب منه تكذيبهم بالبعث ، والله تعالى لا يجوز عليه التعجب لأنه تغير النفس بشيء تخفى أسبابه وإنما ذكر ذلك ليعجب منه رسوله وأتباعه . قال الزجاج أي هذا موضوع عجب أيضاً أنهم أنكروا البعث ، وقد بين لهم من خلق السموات والأرض ما يدل على أن البعث أسهل في القدرة . وقيل الآية في منكري الصانع ، أي إن تعجب من إنكارهم الصانع مع الأدلة الواضحة بأن المتغير لا بدّ له من مغير ، فهو محل التعجب ، والأول أولى لقوله { أإذا كنا تراباً أئنا لفى خلق جديد } وهذه الجملة في محل رفع على البدلية من { قولهم } ، ويجوز أن تكون في محل نصب على أنها مقول القول ، والعجب على الأول كلامهم ، وعلى الثاني تكلمهم بذلك ، والعامل في « أإذا » ما يفيده قوله { أإنا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } وهو نبعث أو نعاد ، والاستفهام منهم للإنكار المفيد لكمال الاستبعاد ، وتقديم الظرف في قوله { لَفِى خَلْقٍ } لتأكيد الإنكار بالبعث ، وكذلك تكرير الهمزة في قوله " أإنا " . ثم لما حكى الله سبحانه ذلك عنهم حكم عليهم بأمور ثلاثة الأول { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ } أي أولئك المنكرون لقدرته سبحانه على البعث هم المتمادون في الكفر الكاملون فيه ، والثاني { وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } الأغلال جمع غلّ ، وهو طوق تشد به اليد إلى العنق ، أي يغلون بها يوم القيامة ، وقيل الأغلال أعمالهم السيئة التي هي لازمة لهم لزوم الأطواق للأعناق . والثالث { وَأُوْلـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ، وفي توسيط ضمير الفصل دلالة على تخصيص الخلود بمنكري البعث . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } السيئة العقوبة المهلكة ، والحسنة العافية والسلامة . قالوا هذه المقالة لفرط إنكارهم وشدّة تصميمهم وتهالكهم على الكفر . وقيل معنى الآية أنهم طلبوا العقوبة قبل الحسنة ، وهي الإيمان { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلَـٰتُ } . قرأ الجمهور " مثُلات " بفتح الميم وضمّ المثلثة جمع مثلة كسمرة ، وهي العقوبة . قال ابن الأنباري المثلة العقوبة التي تبقى في المعاقب شيئا بتغيير بعض خلقه من قولهم مثل فلان بفلان إذا شان خلقه بقطع أنفه وسمل عينيه وبقر بطنه . وقرأ الأعمش بفتح الميم وإسكان المثلثة تخفيفاً لثقل الضمة ، وفي لغة تميم بضم الميم والمثلثة جميعاً ، واحدتها على لغتهم مُثلة ، بضم الميم وسكون المثلثة مثل غُرفة وغُرفات . وحكي عن الأعمش في رواية أخرى أنه قرأ هذا الحرف بضمها على لغة تميم . والمعنى أن هؤلاء يستعجلونك بإنزال العقوبة بهم ، وقد مضت من قبلهم عقوبات أمثالهم من المكذبين ، فما لهم لا يعتبرون بهم ، ويحذرون من حلول ما حلّ بهم ، والجملة في محل نصب على الحال ، وهذا الاستعجال من هؤلاء هو على طريقة الاستهزاء كقولهم { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } الأنفال 32 الآية . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } أي لذو تجاوز عظيم { لّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } أنفسهم باقترافهم الذنوب ووقوعهم في المعاصي إن تابوا عن ذلك ، ورجعوا إلى الله سبحانه ، والجارّ والمجرور أي على ظلمهم في محل نصب على الحال أي حال كونهم ظالمين ، و " على " بمعنى " مع " أي مع ظلمهم ، وفي الآية بشارة عظيمة ورجاء كبير لأن من المعلوم أن الإنسان حال اشتغاله بالظلم لا يكون تائباً ، ولهذا قيل إنها في عصاة الموحدين خاصة . وقيل المراد بالمغفرة هنا تأخير العقاب إلى الآخرة ليطابق ما حكاه الله من استعجال الكفار للعقوبة . وكما تفيده الجملة المذكورة بعد هذه الآية . وهي { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يعاقب العصاة المكذبين من الكافرين عقاباً شديداً على ما تقتضيه مشيئته في الدار الآخرة . { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبّهِ } أي هلا أنزل عليه آية غير ما قد جاء به من الآيات ، وهؤلاء الكفار القائلون هذه المقالة هم المستعجلون للعذاب . قال الزجاج طلبوا غير الآيات التي أتى بها فالتمسوا مثل آيات موسى وعيسى ، فقال الله تعالى { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ } تنذرهم بالنار ، وليس إليك من الآيات شيء . انتهى . وهذا مكابرة من الكفار وعناد ، وإلاّ فقد أنزل الله على رسوله من الآيات ما يغني البعض منه ، وجاء في { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ } بصيغة الحصر لبيان أنه صلى الله عليه وسلم مرسل لإنذار العباد ، وبيان ما يحذرون عاقبته ، وليس عليه غير ذلك ، وقد فعل ما هو عليه ، وأنذر أبلغ إنذار ، ولم يدع شيئاً مما يحصل به ذلك إلاّ أتى به وأوضحه وكرره ، فجزاه الله عن أمته خيراً . { وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } أي نبيّ يدعوهم إلى ما فيه هدايتهم ورشادهم . وإن لم تقع الهداية لهم بالفعل ولم يقبلوها ، وآيات الرسل مختلفة هذا يأتي بآية أو آيات لم يأت بها الآخر بحسب ما يعطيه الله منها ، ومن طلب من بعضهم ما جاء به البعض الآخر فقد بلغ في التعنت إلى مكان عظيم ، فليس المراد من الآيات إلاّ الدلالة على النبوّة لكونها معجزة خارجة عن القدرة البشرية ، وذلك لا يختص بفرد منها ، ولا بأفراد معينة . وقيل إن المعنى { ولكل قوم هاد } ، وهو الله - عزّ وجلّ - فإنه القادر على ذلك ، وليس على أنبيائه إلاّ مجرد الإنذار . { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } الجملة مستأنفة مسوقة لبيان إحاطته بالعلم سبحانه ، وعلمه بالغيب الذي هذه الأمور المذكورة منه ، قيل ويجوز أن يكون الاسم الشريف خبراً لمبتدأ محذوف ، أي ولكل قوم هاد وهو الله . وجملة { يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } تفسير لهاد على الوجه الأخير ، وهذا بعيد جداً ، و " ما " موصولة ، أي يعلم الذي تحمله كل أنثى في بطنها من علقة ، أو مضغة ، أو ذكر ، أو أنثى ، أو صبيح ، أو قبيح ، أو سعيد ، أو شقي . ويجوز أن تكون استفهامية ، أيّ يعلم أي شيء في بطنها ، وعلى أيّ حال هو . ويجوز أن تكون مصدرية أي يعلم حملها { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ } الغيض النقص ، أي يعلم الذي تغيضه الأرحام ، أي تنقصه ، ويعلم ما تزداده . فقيل المراد نقص خلقة الحمل وزيادته كنقص إصبع أو زيادتها . وقيل إن المراد نقص مدّة الحمل على تسعة أشهر ، أو زيادتها ، وقيل . إذا حاضت المرأة في حال حملها كان ذلك نقصاً في ولدها ، وقيل الغيض ما تنقصه الأرحام من الدم ، والزيادة ما تزداده منه ، و « ما » في { ما تغيض } { وما تزداد } تحتمل الثلاثة الوجوه المتقدّمة في { ما تحمل كل أنثى } { وَكُلُّ شَىْء عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } أي كل شيء من الأشياء التي من جملتها الأشياء المذكورة عند الله سبحانه بمقدار ، والمقدار القدر الذي قدّره الله . وهو معنى قوله سبحانه { إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ } القمر 49 أي كل الأشياء عند الله سبحانه جارية على قدره الذي قد سبق وفرغ منه ، لا يخرج عن ذلك شيء . { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } أي عالم كل غائب عن الحسّ ، وكل مشهود حاضر ، أو كل معدوم وموجود ولا مانع من حمل الكلام على ما هو أعمّ من ذلك { ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } أي العظيم الذي كل شيء دونه ، المتعالي عما يقوله المشركون ، أو المستعلي على كل شيء بقدرته وعظمته وقهره . ثم لما ذكر سبحانه أنه يعلم تلك المغيبات لا يغادره شيء منها ، بين أنه عالم بما يسرّونه في أنفسهم وما يجهرون به لغيره ، وأن ذلك لا يتفاوت عنده فقال { سَوَاء مّنْكُمْ من أسرّ القول ومن جهر به } فهو يعلم ما أسرّه الإنسان كعلمه بما جهر به من خير وشر ، وقوله { منكم } متعلق بسواء على معنى يستوي منكم من أسرّ ومن جهر ، أو سرّ من أسرّ وجهر من جهر { ومن هو مستخف بالليل } أي مستتر في الظلمة الكائنة في الليل متوار عن الأعين . يقال خفي الشيء واستخفى أي استتر وتوارى { وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } قال الكسائي سرب يسرب سُرباً وسُروباً إذا ذهب . ومنه قول الشاعر @ وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ونحن خلعنا قيده فهو سارب @@ أي ذهب . وقال القتيبي سارب بالنهار متصرّف في حوائجه بسرعة ، من قولهم أسرب الماء . قال الأصمعي حلّ سربه أي طريقته . وقال الزجاج معنى الآية الجاهر بنطقه ، والمضمر في نفسه ، والظاهر في الطرقات والمستخفي في الظلمات علم الله فيهم جميعاً سوّى ، وهذا ألصق بمعنى الآية كما تفيده المقابلة بين المستخفي والسارب ، فالمستخفي المستتر ، والسارب البارز الظاهر . { لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ } الضمير في « له » راجع إلى " من " في قوله { من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف } أي لكل من هؤلاء معقبات . والمعقبات المتناوبات التي يخلف كل واحد منها صاحبه ، ويكون بدلاً منه ، وهم الحفظة من الملائكة في قول عامة المفسرين . قال الزجاج المعقبات ملائكة يأتي بعضهم بعقب بعض ، وإنما قال معقبات مع كون الملائكة ذكوراً لأن الجماعة من الملائكة يقال لها معقبة ، ثم جمع معقبة على معقبات ذكر معناه الفراء ، وقيل أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة . قال الجوهري والتعقب العود بعد البدء . قال الله تعالى { وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقّبْ } النمل 10 وقرىء " معاقيب " جمع معقب { مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } أي من بين يدي من له المعقبات ، والمراد أن الحفظة من الملائكة من جميع جوانبه . وقيل المراد بالمعقبات الأعمال ، ومعنى { من بين يديه ومن خلفه } ما تقدم منها وما تأخر . { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } أي من أجل أمر الله ، وقيل يحفظونه من بأس الله إذا أذنب بالاستمهال له والاستغفار حتى يتوب . قال الفراء في هذا قولان أحدهما أنه على التقديم والتأخير . تقديره له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، والثاني أن كون الحفظة يحفظونه هو مما أمر الله به . قال الزجاج المعنى حفظهم إياه من أمر الله أي مما أمرهم به لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمرالله . قال ابن الأنباري وفي هذا قول آخر ، وهو أن « من » بمعنى الباء ، أي يحفظونه بأمر الله . وقيل إن " من " بمعنى عن ، أي يحفظونه عن أمر الله ، بمعنى من عند الله ، لا من عند أنفسهم ، كقوله { أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ } قريش 4 أي عن جوع . وقيل يحفظونه من ملائكة العذاب . وقيل يحفظونه من الجن . واختار ابن جرير أن المعقبات المواكب بين أيدي الأمراء ، على معنى أن ذلك لا يدفع عنه القضاء . { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ } من النعمة والعافية { حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } من طاعة الله ، والمعنى أنه لا يسلب قوماً نعمة أنعم بها عليهم حتى يغيروا الذي بأنفسهم من الخير والأعمال الصالحة ، أو يغيروا الفطرة التي فطرهم الله عليها . قيل وليس المراد ، أنه لا ينزل بأحد من عباده عقوبة حتى يتقدم له ذنب ، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير كما في الحديث " أنه سأل رسول الله سائل فقال أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث " { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا } أي هلاكاً وعذاباً { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } أي فلا ردّ له . وقيل المعنى إذا أراد الله بقوم سوءاً أعمى قلوبهم ، حتى يختاروا ما فيه البلاء { وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ } يلي أمرهم ويلتجئون إليه ، فيدفع عنهم ما ينزل بهم من الله سبحانه من العقاب ، أو من ناصر ينصرهم ويمنعهم من عذاب الله . والمعنى أنه لا رادّ لعذاب الله ولا ناقص لحكمه . وقد أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } قال إن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك فعجب قولهم . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن ابن زيد في الآية قال إن تعجب يا محمد من تكذيبهم ، وهم رأوا من قدرة الله وأمره ، وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم من حياة الموتى والأرض الميتة { فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفى خلق جديد } أو لا يرون أنه خلقهم من نطفة ، فالخلق من نطفة أشد من الخلق من تراب وعظام . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلَـٰتُ } قال العقوبات . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة في { المثلات } قال وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلكم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال { المثلات } ما أصاب القرون الماضية من العذاب . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت هذه الآية { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولولا وعيده وعقابه لاتكل ، كل أحد " وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن ابن عباس { وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } نبيّ يدعوهم إلى الله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير قال محمد المنذر ، والهادي الله - عزّ وجلّ - وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عباس نحوه . وأخرج ابن جرير عن مجاهد نحوه أيضاً . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي . وأخرج ابن جرير عن عكرمة وأبي الضحى نحوه . وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجار عن ابن عباس قال لما نزلت { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ } وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال " أنا المنذر " ، وأومأ بيده إلى منكب عليّ فقال " أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي " قال ابن كثير في تفسيره وهذا الحديث فيه نكارة شديدة . وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه . وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس مرفوعاً نحوه أيضاً . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن عليّ بن أبي طالب في الآية نحوه أيضاً . وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } قال كل أنثى من خلق الله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في الآية قال يعلم ذكراً هو أو أنثى { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } قال هي المرأة ترى الدم في حملها . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } قال خروج الدم { وَمَا تَزْدَادُ } قال استمساكه . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } قال أن ترى الدم في حملها { وَمَا تَزْدَادُ } قال في التسعة أشهر ، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عنه في الآية قال ما تزداد على تسعة ، وما تنقص من التسعة . وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ عنه أيضاً في الآية { مَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } قال السقط { وَمَا تَزْدَادُ } ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماماً ، وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهنّ من تحمل تسعة أشهر ، ومنهنّ من تنقص ، فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله ، وكل ذلك بعلمه تعالى . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } قال السرّ والعلانية . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في قوله { ومن هو مستخف بالليل } قال راكب رأسه في المعاصي { وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } قال ظاهر بالنهار بالمعاصي . وأخرج أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن ابن عباس { وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } قال الظاهر . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال هو صاحب ريبة مستخف بالليل ، وإذا خرج بالنهار أرى الناس أنه بريء من الإثم . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الكبير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس أن سبب نزول الآية قدوم عامر بن الطفيل ، وأربد بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة ، وأنه لما أصيب عامر بن الطفيل بالغدّة نزل قوله تعالى { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } إلى قوله { مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمداً صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر أربد بن قيس وما قتله ، فقال { هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } إلى قوله { وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { مُعَقّبَـٰتٌ } الآية قال هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وأخرج ابن أبي حاتم عنه { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } قال ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } قال بإذن الله . وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال وليّ السلطان يكون عليه الحراس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، يقول يحفظونه من أمري ، فإني إذا أردت بقوم سوءاً فلا مردّ له . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عنه في الآية قال الملوك يتخذون الحرس يحفظونه من أمامه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، يحفظونه من القتل ، ألم تسمع أن الله يقول { إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } أي إذا أراد سوءاً لم يغن الحرس عنه شيئاً . وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال هؤلاء الأمراء . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال هم الملائكة تعقب بالليل تكتب على ابن آدم . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدر الله خلوا عنه . وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ عن عليّ في الآية قال ليس من عبد إلاّ ومعه ملائكة يحفظونه من أن تقع عليه حائط ، أو ينزوي في بئر ، أو يأكله سبع ، أو غرق أو حرق ، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبين القدر . وقد ورد في ذكر الحفظة الموكلين بالإنسان أحاديث كثيرة مذكورة في كتب الحديث .