Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 6-12)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ } الظرف متعلق بمحذوف هو أذكر ، أي اذكر وقت قول موسى ، و { إِذْ أَنجَاكُمْ } متعلق بـ { اذكروا } أي اذكروا إنعامه عليكم وقت إنجائه لكم من آل فرعون ، أو بالنعمة ، أو بمتعلق عليكم ، أي مستقرة عليكم وقت إنجائه ، وهو بدل اشتمال من النعمة مراداً بها الإنعام أو العطية { يَسُومُونَكُمْ سُوء ٱلْعَذَابِ } أي يبغونكم ، يقال سامه ظلماً أي أولاه ظلماً ، وأصل السوم الذهاب في طلب الشيء ، وسوء العذاب مصدر ساء يسوء ، والمراد حبس العذاب السيء . وهو استعبادهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة ، وعطف { يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ } على { يَسُومُونَكُمْ سُوء ٱلْعَذَابِ } وإن كان التذبيح من جنس سوء العذاب إخراجاً له عن مرتبة العذاب المعتاد حتى كأنه جنس آخر لما فيه من الشدّة ، ومع طرح الواو كما في الآية الأخرى يكون التذبيح تفسيراً لسوء العذاب { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ } أي يتركونهنّ في الحياة لإهانتهنّ وإذلالهنّ { وَفِى ذٰلِكُمْ } المذكور من أفعالهم { بَلاء مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ } أي ابتلاء لكم ، وقد تقدّم تفسير هذه الآية في سورة البقرة مستوفى . { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } { تأذن } بمعنى أذن ، قاله الفراء ، قال في الكشاف ولا بدّ في تفعل من زيادة معنى ليست في أفعل ، كأنه قيل وإذ أذن ربكم إيذاناً بليغاً تنتفي عنه الشكوك وتنزاح الشبه . والمعنى وإذ تأذن ربكم فقال { لَئِن شَكَرْتُمْ } أو أجرى { تأذن } مجرى قال ، لأنه ضرب من القول . انتهى . وهذا من قول موسى لقومه ، وهو معطوف على نعمة الله أي اذكروا نعمة الله عليكم ، واذكروا حين تأذن ربكم . وقيل هو معطوف على قوله إذ أنجاكم ، أي اذكروا نعمة الله تعالى في هذين الوقتين ، فإن هذا التأذن أيضاً نعمة . وقيل هو من قول الله سبحانه ، أي واذكر يا محمد إذ تأذن ربكم ، وقرأ ابن مسعود " وإذ قال ربكم " والمعنى واحد كما تقدم ، واللام في لئن شكرتم هي الموطئة للقسم . وقوله { لأَزِيدَنَّكُمْ } سادّ مسدّ جوابي الشرط والقسم ، وكذا اللام في { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } وقوله { إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ } سادّ مسدّ الجوابين أيضاً ، والمعنى لأن شكرتم إنعامي عليكم بما ذكر لأزيدنكم نعمة إلى نعمة تفضلاً مني . وقيل لأزيدنكم من طاعتي . وقيل لأزيدنكم من الثواب . والأوّل أظهر ، فالشكر سبب المزيد ، ولئن كفرتم ذلك وجحدتموه { إن عذابي لشديد } ، فلا بدّ أن يصيبكم منه ما يصيب . وقيل إن الجواب محذوف ، أي ولئن كفرتم لأعذبنكم ، والمذكور تعليل للجواب المحذوف . { وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعًا } أي إن تكفروا نعمته تعالى أنتم وجميع الخلق ولم تشكروها { فَإِنَّ ٱللَّهَ } سبحانه { لَغَنِىٌّ } عن شكركم لا يحتاج إليه ولا يلحقه بذلك نقص { حَمِيدٌ } أي مستوجب للحمد لذاته لكثرة إنعامه ، وإن لم تشكروه ، أو يحمده غيركم من الملائكة . { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } يحتمل أن يكون هذا خطاباً من موسى لقومه ، فيكون داخلاً تحت التذكير بأيام الله ، ويحتمل أن يكون من كلام الله سبحانه ابتداء خطاباً لقوم موسى ، وتذكيراً لهم بالقرون الأولى وأخبارهم ، ومجيء رسل الله إليهم ، ويحتمل أنه ابتداء خطاب من الله سبحانه لقوم محمد صلى الله عليه وسلم تحذيراً لهم عن مخالفته ، والنبأ الخبر ، والجمع الأنباء ، ومنه قول الشاعر @ ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد @@ و { قَوْمُ نُوحٍ } بدل من الموصول ، أو عطف بيان { وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد هؤلاء المذكورين { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } أي لا يحصي عددهم ويحيط بهم علماً إلاّ الله سبحانه ، والموصول مبتدأ وخبره لا يعلمهم إلاّ الله ، والجملة معترضة ، أو يكون الموصول معطوفاً على ما قبله ، ولا يعلمهم إلاّ الله اعتراض ، وعدم العلم من غير الله إما أن يكون راجعاً إلى صفاتهم وأحوالهم وأخلاقهم ومدد أعمارهم ، أي هذه الأمور لا يعلمها إلاّ الله ، ولا يعلمها غيره ، أو يكون راجعاً إلى ذواتهم ، أي لا يعلم ذوات أولئك الذين من بعدهم إلاّ الله سبحانه . وجملة { جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } مستأنفة لبيان النبأ المذكور في { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } أي جاءتهم الرسل بالمعجزات الظاهرة وبالشرائع الواضحة { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ } أي جعلوا أيدي أنفسهم في أفواههم ليعضوها غيظاً مما جاءت به الرسل كما في قوله تعالى { عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } آل عمران 119 ، لأن الرسل جاءتهم بتسفيه أحلامهم ، وشتم أصنامهم . وقيل إن المعنى أنهم أشاروا بأصابعهم إلى أفواههم لما جاءتهم الرسل بالبينات ، أي اسكتوا واتركوا هذا الذي جئتم به تكذيباً لهم وردّا لقولهم . وقيل المعنى أنهم أشاروا إلى أنفسهم وما يصدر عنها من المقالة ، وهي قولهم { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ } أي لا جواب لكم سوى هذا الذي قلناه لكم بألسنتا هذه . وقيل وضعوا أيديهم على أفواههم استهزاءا وتعجباً . كما يفعله من غلبه الضحك من وضع يده على فيه . وقيل المعنى ردّوا على الرسل قولهم ، وكذبوهم بأفواههم ، فالضمير الأوّل للرسل والثاني للكفار . وقيل جعلوا أيديهم في أفواه الرسل ردّاً لقولهم ، فالضمير الأول على هذا للكفار ، والثاني للرسل . وقيل معناه أومئوا إلى الرسل أن اسكتوا . وقيل أخذوا أيدي الرسل ووضعوها على أفواه الرسل ليسكتوهم ويقطعوا كلامهم . وقيل إن الأيدي هنا النعم ، أي ردّوا نعم الرسل بأفواههم ، أي بالنطق والتكذيب ، والمراد بالنعم هنا ما جاءهم به من الشرائع ، وقال أبو عبيدة ونعم ما قال هو ضرب مثل ، أي لم يؤمنوا ولم يجيبوا . والعرب تقول للرجل إذا أمسك عن الجواب وسكت قد ردّ يده في فيه . وهكذا قال الأخفش ، واعترض ذلك القتيبي فقال لم يسمع أحد من العرب يقول ردّ يده في فيه إذا ترك ما أمر به ، وإنما المعنى عضوا على الأيدي حنقاً وغيظاً ، كقول الشاعر @ يردّن في فيه غيظ الحسود حتى يعض عليّ الأكفا @@ وهذا هو القول الذي قدّمناه على جميع هذه الأقوال ، ومنه قول الشاعر @ لو أن سلمى أبصرت تخددي عضت من الوجد بأطراف اليد @@ وهو أقرب التفاسير للآية إن لم يصح عن العرب ما ذكره أبو عبيدة والأخفش ، فإن صح ما ذكراه فتفسير الآية به أقرب { وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ } أي قال الكفار للرسل إنا كفرنا بما أرسلتم به من البينات على زعمكم { وَإِنَّا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ } أي في شك عظيم مما تدعوننا إليه من الإيمان بالله وحده وترك ما سواه { مُرِيبٍ } أي موجب للريب . يقال أربته إذا فعلت أمراً أوجب ريبة وشكاً . والريب قلق النفس وعدم سكونها . وقد قيل كيف صرحوا بالكفر ثم أمرهم على الشك ؟ وأجيب بأنهم أرادوا إنا كافرون برسالتكم وإن نزلنا عن هذا المقام فلا أقل من أنا نشك في صحة نبوّتكم . ومع كمال الشك لا مطمع في الاعتراف بنبوتكم ، وجملة { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ } مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا قالت لهم الرسل ؟ والاستفهام للتقريع والتوبيخ أي أفي وحدانيته سبحانه شك ؟ وهي في غاية الوضوح والجلاء . ثم إن الرسل ذكروا بعد إنكارهم على الكفار ما يؤكد ذلك الإنكار من الشواهد الدالة على عدم الشك في وجوده سبحانه ووحدانيته ، فقالوا { فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } أي خالقهما ومخترعهما ومبدعهما وموجدهما بعد العدم { يَدْعُوكُمْ } إلى الإيمان به وتوحيده { لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ } قال أبو عبيدة " من " زائدة ، ووجه ذلك قوله في موضع آخر { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } الزمر 53 . وقال سيبويه هي للتبعيض ، ويجوز أن يذكر البعض ويراد منه الجميع وقيل التبعيض على حقيقته ، ولا يلزم من غفران جميع الذنوب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم غفران جميعها لغيرهم . وبهذه الآية احتج من جوّز زيادة " من " في الإثبات . وقيل " من " للبدل وليست بزائدة ولا تبعيضية ، أي لتكون المغفرة بدلاً من الذنوب { وَيُؤَخّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي إلى وقت مسمى عنده سبحانه ، وهو الموت فلا يعذبكم في الدنيا { قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } أي ما أنتم إلاّ بشر مثلنا في الهيئة والصورة ، تأكلون وتشربون كما نأكل ونشرب ، ولستم ملائكة { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا } وصفوهم بالبشر أوّلاً ، ثم بإرادة الصدّ لهم عما كان يعبد آباؤهم ثانياً أي تريدون أن تصرفونا عن معبودات آبائنا من الأصنام ونحوها { فَأْتُونَا } إن كنتم صادقين بأنكم مرسلون من عند الله { بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } أي بحجة ظاهرة تدل على صحة ما تدّعونه ، وقد جاؤهم بالسلطان المبين والحجة الظاهرة ، ولكن هذا النوع من تعنتاتهم ، ولون من تلوناتهم . { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } أي ما نحن في الصورة والهيئة إلاّ بشر مثلكم كما قلتم { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } أي يتفضل على من يشاء منهم بالنبوّة . وقيل بالتوفيق والهداية { وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَـٰنٍ } أي ما صح ولا استقام لنا أن نأتيكم بحجة من الحجج { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي إلاّ بمشيئته وليس ذلك في قدرتنا . قيل المراد بالسلطان هنا هو ما يطلبه الكفار من الآيات على سبيل التعنت ، وقيل أعم من ذلك ، فإن ما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي عليه وحده ، وهذا أمر منهم للمؤمنين بالتوكل على الله دون من عداه ، وكأنّ الرسل فصدوا بهذا الأمر للمؤمنين الأمر لهم أنفسهم قصداً أوّلياً ، ولهذا قالوا { وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } أي وأيّ عذر لنا في ألاّ نتوكل عليه سبحانه ؟ { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي والحال أنه قد فعل بنا ما يوجب توكلنا عليه من هدايتنا إلى الطريق الموصل إلى رحمته ، وهو ما شرعه لعباده وأوجب عليهم سلوكه { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا } بما يقع منكم من التكذيب لنا والاقتراحات الباطلة { وَعَلَى ٱللَّهِ } وحده دون من عداه { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكّلُونَ } قيل المراد بالتوكل الأوّل استحداثه ، وبهذا السعي في بقائه وثبوته . وقيل معنى الأوّل إن الذين يطلبون المعجزات يجب عليهم أن يتوكلوا في حصولها على الله سبحانه لا علينا ، فإن شاء سبحانه أظهرها وإن شاء لم يظهرها . ومعنى الثاني أبداء التوكل على الله في دفع شر الكفار وسفاهتهم . وقد أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ } قال أخبرهم موسى عن ربه أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم من الرزق وأظهرهم على العالم . وأخرج ابن جرير عن الحسن { لأزِيدَنَّكُمْ } قال من طاعتي . وأخرج ابن المبارك ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن صالح مثله . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في الآية قال لا تذهب أنفسكم إلى الدينا فإنها أهون عند الله من ذلك ، ولكن يقول لئن شكرتم لأزيدنكم من طاعتي . وأخرج أحمد ، والبيهقي عن أنس قال " أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها ، وأتاه آخر فأمر له بتمرة فقبلها وقال تمرة من رسول الله ، فقال للجارية اذهبي إلى أمّ سلمة فأعطيه الأربعين درهماً التي عندها " ، وفي إسناد أحمد عمارة بن زاذان ، وثقه أحمد ويعقوب بن سفيان وابن حبان . وقال ابن معين صالح ، وقال أبو زرعة لا بأس به . وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين ، وقال البخاري ربما يضطرب في حديثه ، وقال أحمد روي عنه أحاديث منكرة ، وقال أبو داود ليس بذاك . وضعفه الدارقطني ، وقال ابن عدي لا بأس به . وأخرج البخاري في تاريخه ، والضياء المقدسي في المختارة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ألهم خمسة لم يحرم خمسة ، وفيها ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة " وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأغرّ أن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من أعطيهنّ لم يمنع من الله أربعاً ، وفيها ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة ؟ " ولا وجه لتقييد الزيادة بالزيادة في الطاعة ، بل الظاهر من الآية العموم كما يفيده جعل الزيادة جزاء للشكر ، فمن شكر الله على ما رزقه وسع الله عليه في زرقه ، ومن شكر الله على ما أقدره عليه من طاعته زاده من طاعته ، ومن شكره على ما أنعم عليه به من الصحة زاده الله صحة ونحو ذلك . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه كان يقرأ { وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } ويقول كذب النسابون . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن عمرو بن ميمون مثله . وأخرج ابن الضريس عن أبي مجلز قال قال رجل لعليّ بن أبي طالب أنا أنسب الناس ، قال إنك لا تنسب الناس ، فقال بلى فقال له عليّ أرأيت قوله { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَـٰبَ ٱلرَّسّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً } الفرقان 38 قال أنا أنسب ذلك الكثير ، قال أرأيت قوله { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } فسكت . وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير قال ما وجدنا أحداً يعرف ما وراء معدّ بن عدنان . وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر عن ابن عباس قال بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أباً لا يعرفون . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ } قال لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم { وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } يقولون لا نصدّقكم فيما جئتم به فإن عندنا فيه شكاً قوياً . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وأبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود { فرّدوا أيديهم في أفواههم } قال عضوا عليها . وفي لفظ على أناملهم غيظاً على رسلهم .