Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 21-26)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } أي وكما أنمناهم وبعثناهم ، أعثرنا عليهم ، أي أطلعنا الناس عليهم وسمي الإعلام إعثاراً ، لأن من كان غافلاً عن شيء فعثر به نظر إليه وعرفه ، فكان الإعثار سبباً لحصول العلم . { لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي ليعلم الذين أعثرهم الله عليهم أن وعد الله بالبعث حق . قيل وكان ملك ذلك العصر ممن ينكر البعث ، فأراه الله هذه الآية . قيل وسبب الإعثار عليهم أن ذلك الرجل الذي بعثوه بالورق ، وكانت من ضربة دقيانوس إلى السوق ، لما اطلع عليها أهل السوق اتهموه بأنه وجد كنزاً ، فذهبوا به إلى الملك ، فقال له من أين وجدت هذه الدراهم ؟ قال بعت بها أمس شيئاً من التمر ، فعرف الملك صدقه ، ثم قصّ عليه القصة فركب الملك وركب أصحابه معه حتى وصلوا إلى الكهف { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي وليعلموا أن القيامة لا شكّ في حصولها ، فإن من شاهد حال أهل الكهف علم صحة ما وعد الله به من البعث { إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } الظرف متعلق بأعثرنا أي أعثرنا عليهم وقت التنازع والاختلاف بين أولئك الذين أعثرهم الله في أمر البعث ، وقيل في أمر أصحاب الكهف في قدر مكثهم ، وفي عددهم ، وفيما يفعلونه بعد أن اطلعوا عليهم { فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } لئلا يتطرق الناس إليهم ، وذلك أن الملك وأصحابه لما وقفوا عليهم وهم أحياء أمات الله الفتية ، فقال بعضهم ابنوا عليهم بنياناً يسترهم عن أعين الناس . ثم قال سبحانه حاكياً لقول المتنازعين فيهم وفي عددهم ، وفي مدّة لبثهم ، وفي نحو ذلك مما يتعلق بهم { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من هؤلاء المتنازعين فيهم ، قالوا ذلك تفويضاً للعلم إلى الله سبحانه ، وقيل هو من كلام الله سبحانه ، ردّاً لقول المتنازعين فيهم ، أي دعوا ما أنتم فيه من التنازع ، فإني أعلم بهم منكم ، وقيل إن الظرف في { إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ } متعلق بمحذوف هو أذكر ، ويؤيده أن الإعثار ليس في زمن التنازع بل قبله ، ويمكن أن يقال إن أولئك القوم ما زالوا متنازعين فيما بينهم قرناً بعد قرن ، منذ أووا إلى الكهف إلى وقت الإعثار ، ويؤيد ذلك أن خبرهم كان مكتوباً على باب الغار ، كتبه بعض المعاصرين لهم من المؤمنين الذين كانوا يخفون إيمانهم كما قاله المفسرون { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } ذكر اتخاذ المسجد يشعر بأن هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون ، وقيل هم أهل السلطان ، والملك من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم ، والأوّل أولى . قال الزجاج هذا يدل على أنه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور . لأن المساجد للمؤمنين . { سَيَقُولُونَ ثَلَـٰثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } هؤلاء القائلون بأنهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة ، هم المتنازعون في عددهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمسلمين ، وقيل هم أهل الكتاب خاصة ، وعلى كل تقدير فليس المراد أنهم جميعاً قالوا جميع ذلك ، بل قال بعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا ، وبعضهم بكذا ثلاثة رابعهم كلبهم أي هم ثلاثة أشخاص ، وجملة { رابعهم كلبهم } في محل نصب على الحال أي حال كون كلبهم جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكلام فيه كالكلام فيما قبله ، وانتصاب { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } على الحال ، أي راجمين أو على المصدر ، أي يرجمون رجماً ، والرجم بالغيب هو القول بالظن والحدس من غير يقين ، والموصوفون بالرجم بالغيب هم كلا الفريقين القائلين بأنهم ثلاثة ، والقائلين بأنهم خمسة { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } كأن قول هذه الفرقة أقرب إلى الصواب بدلالة عدم إدخالهم في سلك الراجمين بالغيب . قيل وإظهار الواو في هذه الجملة يدل على أنها مرادة في الجملتين الأوليين . قال أبو عليّ الفارسي قوله { رابعهم كلبهم } ، و { سادسهم كلبهم } جملتان استغني عن حرف العطف فيهما بما تضمنتا من ذكر الجملة الأولى وهي قوله { ثلاثة } ، والتقدير هم ثلاثة ، هكذا حكاه الواحدي عن أبي علي ، ثم قال وهذا معنى قول الزجاج في دخول الواو في { وثامنهم } وإخراجها من الأوّل ، وقيل هي مزيدة للتوكيد ، وقيل إنها واو الثمانية ، وإن ذكره متداول على ألسن العرب إذا وصلوا إلى الثمانية كما في قوله تعالى { وَفُتِحَتْ أَبْوٰبُهَا } الزمر 73 وقوله { ثَيّبَـٰتٍ وَأَبْكَاراً } التحريم 5 . ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر المختلفين في عددهم بما يقطع التنازع بينهم فقال { قُل رَّبّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } منكم أيها المختلفون ، ثم أثبت علم ذلك لقليل من الناس فقال { مَّا يَعْلَمُهُمْ } أي يعلم ذواتهم فضلاً عن عددهم ، أو ما يعلم عددهم على حذف المضاف { إِلاَّ قَلِيلٌ } من الناس ، ثم نهى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم عن الجدال مع أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف فقال { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } المراء في اللغة الجدال يقال مارى يماري مماراة ومراءً أي جادل ، ثم استثنى سبحانه من المراء ما كان ظاهراً واضحاً فقال { إِلاَّ مِرَآء ظَـٰهِرًا } أي غير متعمق فيه وهو أن يقصّ عليهم ما أوحى الله إليه فحسب . وقال الرازي هو أن لا يكذبهم في تعيين ذلك العدد ، بل يقول هذا التعيين لا دليل عليه ، فوجب التوقف ، ثم نهاه سبحانه عن الاستفتاء في شأنهم فقال { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } أي لا تستفت في شأنهم من الخائفيين فيهم أحداً منهم ، لأن المفتي يجب أن يكون أعلم من المستفتي ، وها هنا الأمر بالعكس ، ولا سيما في واقعة أهل الكهف ، وفيما قصّ الله عليك في ذلك ما يغنيك عن سؤال من لا علم له . { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً } أي لأجل شيء تعزم عليه فيما يستقبل من الزمان ، فعبر عنه بالغد ، ولم يرد الغد بعينه ، فيدخل فيه الغد دخولاً أوّلياً . قال الواحدي قال المفسرون لما سألت اليهود النبيّ صلى الله عليه وسلم عن خبر الفتية فقال " أخبركم غداً " ، ولم يقل إن شاء الله ، فاحتبس الوحي عنه حتى شقّ عليه ، فأنزل الله هذه الآية يأمره بالاستثناء بمشيئة الله يقول إذا قلت لشيء إني فاعل ذلك غداً ، فقل إن شاء الله . وقال الأخفش والمبرد والكسائي والفراء لا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن تقول إن شاء الله ، فأضمر القول ولما حذف تقول نقل شاء إلى لفظ الاستقبال ، قيل وهذا الاستثناء مفرّغ ، أي لا تقولنّ ذلك في حال من الأحوال ، إلا حال ملابسته لمشيئة الله وهو أن تقول إن شاء الله ، أو في وقت من الأوقات إلا وقت أن يشاء الله أن تقوله مطلقاً ، وقيل الاستثناء جار مجرى التأبيد كأنه قيل لا تقولنه أبداً كقوله { وَمَا يكون لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلا أَن يَشَاء ٱللَّهُ } الأعراف 89 . لأن عودهم في ملتهم مما لا يشاؤه الله . { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } الاستثناء بمشيئة الله أي فقل إن شاء الله ، سواء كانت المدّة قليلة أو كثيرة . وقد اختلف أهل العلم في المدّة التي يجوز إلحاق الاستثناء فيها بعد المستثنى منه على أقوال معروفة في مواضعها وقيل المعنى { وَٱذْكُر رَّبَّكَ } بالاستغفار { إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِى رَبّى لأقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا } المشار إليه بقوله { من هذا } هو نبأ أصحاب الكهف ، أي قل يا محمد عسى أن يوفقني ربي لشيء أقرب من هذا النبأ من الآيات والدلائل الدالة على نبوّتي . قال الزجاج عسى أن يعطيني ربي من الآيات والدلالات على النبوّة ما يكون أقرب في الرشد وأدلّ من قصة أصحاب الكهف ، وقد فعل الله به ذلك حيث آتاه من علم غيوب المرسلين وخبرهم ما كان أوضح في الحجة وأقرب إلى الرشد من خبر أصحاب الكهف ، وقيل الإشارة إلى قوله { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } أي عسى أن يهديني ربي عند هذا النسيان لشيء آخر بدل هذا المنسيّ ، وأقرب منه رشداً وأدنى منه خيراً ومنفعة ، والأوّل أولى . { وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثلاثمائة سنين وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } قرأ الجمهور بتنوين مائة ونصب سنين ، فيكون سنين على هذه القراءة بدلاً أو عطف بيان . وقال الفراء وأبو عبيدة والزجاج والكسائي فيه تقديم وتأخير ، والتقدير سنين ثلثمائة ، ورجح الأوّل أبو عليّ الفارسي . وقرأ حمزة والكسائي بإضافة مائة إلى سنين ، وعلى هذه القراءة تكون سنين تمييزاً على وضع الجمع موضع الواحد في التمييز كقوله تعالى { بِٱلأخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً } الكهف 103قال الفراء ومن العرب من يضع سنين موضع سنة . قال أبو علي الفارسي هذه الأعداد التي تضاف في المشهور إلى الآحاد نحو ثلثمائة رجل وثوب قد تضاف إلى المجموع وفي مصحف عبد الله ثلثمائة سنة . وقال الأخفش لا تكاد العرب تقول مائة سنين . وقرأ الضحاك ثلثمائة سنون بالواو . وقرأ الجمهور تسعاً بكسر التاء . وقرأ أبو عمرو بفتحها ، وهذا إخبار من الله سبحانه بمدّة لبثهم . قال ابن جرير إن بني إسرائيل اختلفوا فيما مضى لهم من المدّة بعد الإعثار عليهم ، فقال بعضهم إنهم لبثوا ثلثمائة سنة وتسع سنين ، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن هذه المدّة في كونهم نياماً ، وأن ما بعد ذلك مجهول للبشر ، فأمر الله أن يردّ علم ذلك إليه ، فقال { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } قال ابن عطية فقوله على هذا لبثوا الأوّل يريد في يوم الكهف ، ولبثوا الثاني يريد بعد الإعثار عليهم إلى مدة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو إلى أن ماتوا . وقال بعضهم إنه لما قال { وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } لم يدر الناس أهي ساعات أم أيام أم جمع أم شهور أم أعوام ؟ واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك ، فأمر الله برد العلم إليه في التسع ، فهي على هذا مبهمة . والأوّل أولى ، لأن الظاهر من كلام العرب المفهوم بحسب لغتهم أن التسع أعوام ، بدليل أن العدد في هذا الكلام للسنين لا للشهور ولا للأيام ولا للساعات . وعن الزجاج أن المراد ثلثمائة سنة شمسية وثلثمائة وتسع سنين قمرية ، وهذا إنما يكون من الزجاج على جهة التقريب . ثم أكد سبحانه اختصاصه بعلم ما لبثوا بقوله { لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } أي ما خفي فيهما وغاب من أحوالهما ليس لغيره من ذلك شيء ، ثم زاد في المبالغة والتأكيد فجاء بما يدلّ على التعجب من إدراكه للمبصرات والمسموعات فقال { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } فأفاد هذا التعجب على أن شأنه سبحانه في علمه بالمبصرات والمسموعات خارج عما عليه إدراك المدركين ، وأنه يستوي في علمه الغائب والحاضر ، والخفيّ والظاهر ، والصغير والكبير ، واللطيف والكثيف ، وكأن أصله ما أبصره وما أسمعه ، ثم نقل إلى صيغة الأمر للإنشاء ، والباء زائدة عند سيبويه وخالفه الأخفش ، والبحث مقرر في علم النحو { مَا لَهُم مّن دُونِهِ مِن وَلِىّ } الضمير لأهل السمٰوات والأرض ، وقيل لأهل الكهف ، وقيل لمعاصري محمد من الكفار ، أي ما لهم من موالٍ يواليهم أو يتولى أمورهم أو ينصرهم ، وفي هذا بيان لغاية قدرته وأن الكل تحت قهره { وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا } قرأ الجمهور برفع الكاف على الخبر عن الله سبحانه . وقرأ ابن عباس والحسن وأبو رجاء وقتادة بالتاء الفوقية وإسكان الكاف على أنه نهي للنبيّ صلى الله عليه وسلم أن يجعل لله شريكاً في حكمه ، ورويت هذه القراءة عن ابن عامر . وقرأ مجاهد بالتحتية والجزم . قال يعقوب لا أعرف وجهها ، والمراد بحكم الله ما يقضيه ، أو علم الغيب . والأوّل أولى . ويدخل علم الغيب في ذلك دخولاً أوّلياً ، فإن علمه سبحانه من جملة قضائه . وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } قال أطلعنا . وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } قال الأمراء ، أو قال السلاطين . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله { سَيَقُولُونَ ثَلَـٰثَةٌ } قال اليهود { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ } قال النصارى . وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } قال قذفاً بالظنّ . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله { مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } قال أنا من القليل كانوا سبعة . وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال السيوطي بسند صحيح في قوله { مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } قال أنا من أولئك القليل كانوا سبعة ، ثم ذكر أسماءهم . وحكاه ابن كثير عن ابن عباس في رواية قتادة وعطاء وعكرمة ، ثم قال فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس أنهم كانوا سبعة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } يقول حسبك ما قصصت عليك . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً } قال اليهود . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن ابن عباس في قوله { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء } الآية قال إذا نسيت أن تقول لشيء إني أفعله فنسيت أن تقول إن شاء الله ، فقل إذا ذكرت إن شاء الله . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وابن مردويه عنه أنه كان يرى الاستثناء ولو بعد سنة ، ثم قرأ { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } . وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه عنه أيضاً في الآية قال هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يستثني إلا في صلة يمين . وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر قال كل استثناء موصول فلا حنث على صاحبه ، وإذا كان غير موصول فهو حانث . وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال سليمان بن داود لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة - وفي رواية تسعين - تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله ، فقال له الملك قل إن شاء الله ، فلم يقل ، فطاف فلم يلد منهنّ إلا امرأة واحدة نصف إنسان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث ، وكان دركاً لحاجته " وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب عن عكرمة { إِذَا نَسِيتَ } قال إذا غضبت . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الحسن { إِذَا نَسِيتَ } قال إذا لم تقل إن شاء الله . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس قال إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض ، ثم تلا { وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ } الآية ، ثم قال كم لبث القوم ؟ قالوا ثلثمائة وتسع سنين ، قال لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } ولكنه حكى مقالة القوم فقال { سَيَقُولُونَ ثَلَـٰثَةٌ } إلى قوله { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } فأخبر أنهم لا يعلمون ، ثم قال سيقولون { وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثلاثمائة سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في حرف ابن مسعود ، وقالوا { ولبثوا في كهفهم } الآية ، يعني إنما قاله الناس ألا ترى أنه قال { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } . وأخرج ابن مردويه عن الضحاك عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية { وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثلاثمائة } قيل يا رسول الله أياماً أم أشهراً أم سنين ؟ فأنزل الله { سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } . وأخرجه ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الضحاك بدون ذكر ابن عباس . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } قال الله يقوله .