Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 27-31)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَٱتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ } أمره الله سبحانه أن يواظب على تلاوة الكتاب الموحى إليه ، قيل ويحتمل أن يكون معنى قوله { واتل } واتبع ، أمراً من التلوّ ، لا من التلاوة ، و { مِن كِتَـٰبِ رَبّكَ } بيان للذي أوحي إليه { لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ } أي لا قادر على تبديلها وتغييرها ، وإنما يقدر على ذلك هو وحده . قال الزجاج أي ما أخبر الله به وما أمر به فلا مبدّل له ، وعلى هذا يكون التقدير لا مبدّل لحكم كلماته { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا } الملتحد الملتجأ ، وأصل اللحد الميل ، قال الزجاج لن تجد معدلاً عن أمره ونهيه ، والمعنى أنك إن لم تتبع القرآن وتتله وتعمل بأحكامه لن تجد معدلاً تعدل إليه ومكاناً تميل إليه . وهذه الآية آخر قصة أهل الكهف . ثم شرح سبحانه في نوع آخر كما هو دأب الكتاب العزيز فقال { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم } قد تقدّم في الأنعام نهيه صلى الله عليه وسلم عن طرد فقراء المؤمنين بقوله { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } الأنعام 52 وأمره سبحانه ههنا بأن يحبس نفسه معهم ، فصبر النفس هو حبسها ، وذكر الغداة والعشي كناية عن الاستمرار على الدعاء في جميع الأوقات ، وقيل في طرفي النهار ، وقيل المراد صلاة العصر والفجر . وقرأ نصر بن عاصم ومالك بن دينار وأبو عبد الرحمٰن وابن عامر بالغدوة بالواو ، واحتجوا بأنها في المصحف كذلك مكتوبة بالواو . قال النحاس وهذا لا يلزم لكتبهم الحياة والصلاة بالواو ، ولا تكاد العرب تقول الغدوة ، ومعنى { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } أنهم يريدون بدعائهم رضى الله سبحانه ، والجملة في محل نصب على الحال ، ثم أمره سبحانه بالمراقبة لأحوالهم فقال { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } أي لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم . قال الفراء معناه لا تصرف عيناك عنهم ، وقال الزجاج لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة ، واستعماله بعن لتضمنه معنى النبوّ ، من عدوته عن الأمر ، أي صرفته منه ، وقيل معناه لا تحتقرهم عيناك { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } أي مجالسة أهل الشرف والغنى ، والجملة في محل نصب على الحال ، أي حال كونك مريداً لذلك ، هذا إذا كان فاعل تريد هو النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وإن كان الفاعل ضميراً يعود إلى العينين ، فالتقدير مريدة زينة الحياة الدنيا ، وإسناد الإرادة إلى العينين مجاز ، وتوحيد الضمير للتلازم كقول الشاعر @ لمن زحلوقة زل بها العينان تنهلّ @@ { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } أي جعلناه غافلاً بالختم عليه ، نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طاعة من جعل الله قلبه غافلاً عن ذكره كأولئك الذين طلبوا منه أن ينحي الفقراء عن مجلسه ، فإنهم طالبوا تنحية الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه وهم غافلون عن ذكر الله ، ومع هذا فهم ممن اتبع هواه وآثره على الحق فاختار الشرك على التوحيد { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } أي متجاوزاً عن حدّ الاعتدال ، من قولهم فرس فرط إذا كان متقدماً للخيل فهو على هذا من الإفراط . وقيل هو من التفريط ، وهو التقصير والتضييع . قال الزجاج ومن قدم العجز في أمره أضاعه وأهلكه . ثم بيّن سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم ما يقوله لأولئك الغافلين ، فقال { وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكُمْ } أي قل لهم إن ما أوحي إليك وأمرت بتلاوته هو الحق الكائن من جهة الله ، لا من جهة غيره حتى يمكن فيه التبديل والتغيير ، وقيل المراد بالحق الصبر مع الفقراء . قال الزجاج أي الذين أتيتكم به ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكُمْ يعني لم آتكم به من قبل نفسي إنما أتيتكم به من الله { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } قيل هو من تمام القول الذي أمر رسوله أن يقوله ، والفاء لترتيب ما قبلها على ما بعدها ، ويجوز أن يكون من كلام الله سبحانه لا من القول الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه تهديد شديد ، ويكون المعنى قل لهم يا محمد الحق من ربكم وبعد أن تقول لهم هذا القول ، من شاء أن يؤمن بالله ويصدّقك فليؤمن ، ومن شاء أن يكفر به ويكذبك فليكفر . ثم أكد الوعيد وشدّده فقال { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } أي أعددنا وهيأنا للظالمين الذين اختاروا الكفر بالله والجحد له والإنكار لأنبيائه ناراً عظيمة { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي اشتمل عليهم . والسرادق واحد السرادقات . قال الجوهري وهي التي تمد فوق صحن الدار ، وكل بيت من كرسف فهو سرادق ، ومنه قول رؤبة @ يا حكم بن المنذر بن جارود سرادق المجد عليك ممدود @@ وقال الشاعر @ هو المدخل النعمان بيتاً سماؤه صدور الفيول بعد بيت مسردق @@ يقوله سلام بن جندل لما قتل ملك الفرس ملك العرب النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة . وقال ابن الأعرابي سرادقها سورها . وقال القتيبي السرادق الحجرة التي تكون حول الفسطاط . والمعنى أنه أحاط بالكفار سرادق النار على تشبيه ما يحيط بهم من النار بالسرادق المحيط بمن فيه { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ } من حرّ النار { يُغَاثُواْ بِمَاء كَٱلْمُهْلِ } وهو الحديد المذاب . قال الزجاج إنهم يغاثون بماء كالرصاص المذاب أو الصفر ، وقيل هو درديّ الزيت . وقال أبو عبيدة والأخفش هو كل ما أذيب من جواهر الأرض من حديد ورصاص ونحاس . وقيل هو ضرب من القطران . ثم وصف هذا الماء الذي يغاثون به بأنه { يَشْوِى ٱلْوجُوهَ } إذا قدّم إليهم صارت وجوههم مشوية لحرارته { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ } شرابهم هذا { وَسَاءتْ } النار { مُرْتَفَقًا } متكأً ، يقال ارتفقت أي اتكأت ، وأصل الارتفاق نصب المرفق ، ويقال ارتفق الرجل إذا نام على مرفقه ، وقال القتيبي هو المجلس ، وقيل ، المجتمع . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ } هذا شروع في وعد المؤمنين بعد الفراغ من وعيد الكافرين ، والمعنى إن الذين آمنوا بالحق الذي أوحي إليك وعملوا الصالحات من الأعمال { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } هذا خبر { إن الذين آمنوا } ، والعائد محذوف ، أي من أحسن منهم عملاً ، وجملة { أُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } استئناف لبيان الأجر ، والإشارة إلى من تقدّم ذكره ، وقيل يجوز أن يكون { أولئك } خبر { إن الذين آمنوا } ، وتكون جملة { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } اعتراضاً ، ويجوز أن يكون { أولئك } خبراً بعد خبر ، وقد تقدّم الكلام { في جنات عدن } ، وفي كيفية جري الأنهار من تحتها { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } قال الزجاج أساور جمع أسورة ، وأسورة جمع سوار ، وهي زينة تلبس في الزند من اليد وهي من زينة الملوك ، قيل يحلى كل واحد منهم ثلاثة أسورة واحد من فضة ، واحد من لؤلؤ ، وواحد من ذهب ، وظاهر الآية أنها جميعها من ذهب ، ويمكن أن يكون قول القائل هذا جمعاً بين الآيات لقوله سبحانه في آية أخرى { أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } الإنسان 21 ، ولقوله في آية أخرى { وَلُؤْلُؤاً } الحج 23 . و « من » في قوله { مِنْ أَسَاوِرَ } للابتداء ، وفي { من ذهب } للبيان . وحكى الفراء " يحلون " بفتح الياء وسكون الحاء وفتح اللام ، يقال حليت المرأة تحلى فهي حالية إذا لبست الحليّ { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } قال الكسائي السندس الرقيق ، واحده سندسة ، والإستبرق ما ثخن وكذا قال المفسرون ، وقيل الإستبرق هو الديباج كما قال الشاعر @ وإستبرق الديباج طوراً لباسها @@ وقيل هو المنسوج بالذهب . قال القتيبي هو فارسيّ معرّب . قال الجوهري وتصغيره أبيرق ، وخصّ الأخضر لأنه الموافق للبصر ، ولكونه أحسن الألوان { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأرَائِكِ } قال الزجاج الأرائك جمع أريكة ، وهي السرر في الحجال ، وقيل هي أسرة من ذهب مكللة بالدرّ والياقوت ، وأصل اتكأ اوتكأ ، وأصل متكئين موتكئين ، والاتكاء التحامل على الشيء { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ } ذلك الذي أثابهم الله به { وَحَسُنَتْ } تلك الأرائك { مُرْتَفَقًا } أي متكأً وقد تقدّم قريباً . وقد أخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { مُلْتَحَدًا } قال ملتجأً . وأخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في الشعب عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم عيينة بن بدر ، والأقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم ، يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف ، جالسناك وحادثناك وأخذنا عنك ، فأنزل الله { وَٱتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ } إلى قوله { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا } ، زاد أبو الشيخ عن سلمان " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى فقال " الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا والممات " وأخرج ابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه عن عبد الرحمٰن بن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ } فخرج يلتمسهم فوجد قوماً يذكرون الله منهم ثائر الرأس وحاف الجلد وذو الثوب الخلق ، فلما رآهم جلس معهم وقال " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم " وأخرج البزار عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف فسكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " ، وفي الباب روايات . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن نافع قال أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم } أنهم الذين يشهدون الصلوات الخمس . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن ابن عباس مثله . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه في قوله { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ } الآية قال نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر . وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } قال نزلت في أمية بن خلف ، وذلك أنه دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة ، فأنزل الله هذه الآية ، يعني من ختمنا على قلبه يعني التوحيد { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } يعني الشرك { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } يعني فرطاً في أمر الله وجهالة بالله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال دخل عيينة بن حصن على النبيّ في يوم حارّ ، وعنده سلمان عليه جبة صوف ، فصار منه ريح العرق في الصوف ، فقال عيينة يا محمد إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وضرباءه من عندك لا يؤذينا ، فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم ، فأنزل الله { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ } الآية . وقد ثبت في صحيح مسلم في سبب نزول الآية المتضمنة لمعنى هذه الآية ، وهي قوله تعالى { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ } الأنعام 52 ، عن سعد بن أبي وقاص قال كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا ، قال وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسمهما ، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحدّث نفسه ، فأنزل الله { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } الآية . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } قال ضياعاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة { وَقُلِ ٱلْحَقُّ } قال هو القرآن . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } يقول من شاء الله له الإيمان آمن ، ومن شاء له الكفر كفر ، وهو قوله { وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } التكوير 29 . وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال في الآية هذا تهديد ووعيد . وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في قوله { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } قال حائط من نار . وأخرج أحمد ، والترمذي ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " لسرادق النار أربعة جدر ، كثافة كل جدار منها مسيرة أربعين سنة " وأخرج أحمد ، والبخاري ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن يعلى بن أمية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن البحر هو من جهنم ، ثم تلا { نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } " وأخرج أحمد ، والترمذي ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله { بِمَاء كَٱلْمُهْلِ } قال " كعكر الزيت ، فإذا قرّب إليه سقطت فروة وجهه فيه " وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { كَٱلْمُهْلِ } قال أسود كعكر الزيت . وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عطية قال سئل ابن عباس عن المهل فقال ماء غليظ كدرديّ الزيت . وأخرج هناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن ابن مسعود أنه سئل عن المهل ، فدعا بذهب وفضة فأذابه ، فلما ذاب قال هذا أشبه شيء بالمهل الذي هو شراب أهل النار ولونه لون السماء ، غير أن شراب أهل النار أشدّ حرّاً من هذا . وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال هل تدرون ما المهل ؟ المهل سهل الزيت ، يعني آخره . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا } قال مجتمعاً . وأخرج البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " وأخرج البيهقي عن أبي الخير مرثد بن عبد الله قال في الجنة شجرة تنبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير عن عكرمة قال الإستبرق الديباج الغليظ . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله . وأخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم بن مالك الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكىء المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحوّل منه ولا يمله ، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه " وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الأرائك السرر في جوف الحجال عليها الفرش منضود في السماء فرسخ . وأخرج البيهقي في البعث عنه قال لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن عكرمة ، أنه سئل عن الأرائك فقال هي الحجال على السرر .