Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 133-141)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } أم هذه قيل هي المنقطعة . وقيل هي المتصلة . وفي الهمزة الإنكار المفيد للتقريع ، والتوبيخ ، والخطاب لليهود ، والنصارى الذين ينسبون إلى إبراهيم ، وإلى بنيه أنهم على اليهودية ، والنصرانية ، فردّ الله ذلك عليهم ، وقال لهم أشهدتم يعقوب ، وعلمتم بما أوصى به بنيه ، فتدّعون ذلك عن علم ، أم لم تشهدوا بل أنتم مفترون . والشهداء جمع شاهد ، ولم ينصرف لأن فيه ألف التأنيث التي لتأنيث الجماعة ، والعامل في { إذ } الأولى معنى الشهادة ، و { إذ } الثانية بدل من الأولى ، والمراد بحضور الموت حضور مقدماته . وإنما جاء بما دون مَنْ في قوله { مَا تَعْبُدُونَ } لأن المعبودات من دون الله غالبها جمادات كالأوثان ، والنار ، والشمس ، والكواكب ، ومعنى { مِن بَعْدِى } أي من بعد موتي . وقوله { إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ } عطف بيان لقوله { آبَائِكَ } وإسماعيل ، وإن كان عماً ليعقوب لأن العرب تسمى العمّ أباً ، وقوله { إِلَـٰهاً } بدل من إلهك ، وإن كان نكرة ، فذلك جائز ، ولا سيما بعد تخصيصه بالصفة التي هي قوله { وٰحِداً } فإنه قد حصل المطلوب من الإبدال بهذه الصفة . وقيل إن إلهاً منصوب على الاختصاص ، وقيل إنه حال . قال ابن عطية وهو قول حسن لأن الغرض الإثبات حال الوحدانية . وقرأ الحسن ، ويحيى بن يعمر ، وأبو رجاء العطاردي « وإله أبيك » فقيل أراد إبراهيم وحده . ويكون قوله { وَإِسْمَـٰعِيلَ } عطفاً على أبيك ، وكذلك { إِسْحَـٰقَ } وإن كان هو أباه حقيقة ، وإبراهيم جدّه ، ولكن لإبراهيم مزيد خصوصية ، وقيل إن قوله « أبيك » جمع كما روى عن سيبويه أن أبين جمع سلامة ، ومثله أبون ، ومنه قول الشاعر @ فلما تَبَيَّن أصواتنا بكيْنَ وقد بننا بالأبينا @@ وقوله { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } جملة حالية أي نعبده حال إسلامنا له ، وجوَّز الزمخشري أن تكون اعتراضية على ما يذهب إليه من جواز وقوع الجمل الاعتراضية آخر الكلام . والإشارة بقوله { تِلْكَ } إلى إبراهيم ، وبنيه ، ويعقوب ، وبنيه ، و { أُمَّةٌ } بدل منه ، وخبره { قَدْ خَلَتْ } أو أمة خبره ، وقد خلت نعت لأمة ، وقوله { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُم وَلاَ تُسْـئَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } بيان لحال تلك الأمة ، وحال المخاطبين بأن لكل من الفريقين كسبه ، لا ينفعه كسب غيره ، ولا يناله منه شيء ، ولا يضرّه ذنب غيره ، وفيه الردّ على من يتكل على عمل سلفه ، ويُرَوِّح نفسه بالأماني الباطلة ، ومنه ما ورد في الحديث " من بطأ به عمله لم يسرع نسبه " والمراد أنكم لا تنتفعون بحسناتهم ، ولا تؤاخَذون بسيئاتهم ، ولا تُسألون عن أعمالهم ، كما لا يُسْألَون عن أعمالكم ، ومثله { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } الزمر 7 { وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَـٰنِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } النجم 39 . ولما ادّعت اليهود ، والنصارى أن الهداية بيدها ، والخير مقصور عليها ردّ الله ذلك عليهم بقوله { بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ } أي قل يا محمد هذه المقالة ، ونصب { ملة } بفعل مقدر ، أي نتبع . وقيل التقدير نكون ملة إبراهيم ، أي أهل ملته . وقيل بل نهتدي بملة إبراهيم ، فلما حذف حرف الجر صار منصوباً . وقرأ الأعرج ، وابن أبي عبلة « ملة » بالرفع أي بل الهدى ملة إبراهيم . والحنيف المائل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق ، وهو في أصل اللغة الذي تميل قدماه كل واحدة إلى أختها . قال الزجاج ، وهو منصوب على الحال ، أي نتبع ملة إبراهيم حال كونه حنيفاً . وقال عليّ بن سليمان هو منصوب بتقدير أعني ، والحال خطأ كما لا يجوز جاءني غلام هند مسرعة . وقال في الكشاف هو حال من المضاف إليه كقولك رأيت وجه هند قائمة ، وقال قوم الحنف الاستقامة ، فسمى دين إبراهيم حنيفاً لاستقامته ، وسمي معوج الرجلين أحنف تفاؤلاً بالاستقامة ، كما قيل للدَّيغ سليم ، وللمهلكة مفازة . وقد استدل من قال بأن الحنيف في اللغة المائل لا المستقيم بقول الشاعر @ إذا حوّل الظل العشى رأيته حنيفاً ومن قَرْن الضمن يَتَضّرُ @@ أي إن الحرباء تستقبل القبلة بالعشيّ ، وتستقبل المشرق بالغداة ، وهي قبلة النصارى ، ومنه قول الشاعر @ والله لولا حَنَف في رِجْلهِ مَا كَانَ في رجِالكم من مِثْلِه @@ وقوله { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } فيه تعريض باليهود لقولهم { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } التوبة 30 وبالنصارى لقولهم { ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } التوبة 30 أي أن إبراهيم ما كان على هذه الحالة التي أنتم عليها من الشرك بالله ، فكيف تدّعون عليه أنه كان على اليهودية ، أو النصرانية . وقوله { قُولُواْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } خطاب للمسلمين ، وأمر لهم بأن يقولوا هذه المقالة ، وقيل إنه خطاب للكفار بأن يقولوا ذلك ، حتى يكونوا على الحق ، والأول أظهر . والأسباط أولاد يعقوب ، وهم اثنا عشر ولداً ، ولكل واحد منهم من الأولاد جماعة ، والسبط في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في العرب ، وسموا الأسباط من السبط ، وهو التتابع ، فهم جماعة متتابعون ، وقيل أصله من السبط بالتحريك ، وهو الشجر ، أي هم في الكثرة بمنزلة الشجر ، وقيل الأسباط حفدة يعقوب أي أولاد أولاده لا أولاده لأن الكثرة إنما كانت فيهم دون أولاد يعقوب في نفسه ، فهم أفراد لا أسباط . وقوله { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ } قال الفراء معناه لا نؤمن ببعضهم ، ونكفر ببعضهم كما فعلت اليهود ، والنصارى . قال في الكشاف وأحد في معنى الجماعة ، ولذلك صح دخول بين عليه . وقوله { فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمِثْلِ مَا ءامَنتُمْ بِهِ } هذا الخطاب للمسلمين أيضاً أي فإن آمن أهل الكتاب ، وغيرهم بمثل ما آمنتم به من جميع كتب الله ورسله ، ولم يفرّقوا بين أحد منهم ، فقد اهتدوا ، وعلى هذا ، فمثل زائدة كقوله { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء } الشورى 11 وقول الشاعر @ فصيروا مثل كعصف مأكول @@ وقيل إن المماثلة وقعت بين الإيمانين ، أي فإن آمنوا بمثل إيمانكم . وقال في الكشاف إنه من باب التبكيت لأن دين الحق واحد لا مثل له ، وهو دين الإسلام ، قال أي فإن حصلوا ديناً آخر مثل دينكم مساوياً له في الصحة ، والسداد ، فقد اهتدوا ، وقيل إن الباء زائدة مؤكدة . وقيل إنها للاستعانة . والشقاق أصله من الشق ، وهو الجانب ، كأنّ كل واحد من الفريقين في جانب غير الجانب الذي فيه الآخر . وقيل إنه مأخوذ من فعل ما يشقّ ، ويصعب ، فكل واحد من الفريقين يحرص على فعل ما يشق على صاحبه ، ويصح حمل الآية على كل واحد من المعنيين ، وكذلك قول الشاعر @ وإلا فَاعْلَمُوا أنَّا وَأنتُمْ بُغاةٌ ما بقينا في شِقَاقِ @@ وقوله الآخر @ إلى كَمْ تَقتُل العُلَماءَ قَسْراً وتَفخَرُ بِالشِقَاقِ وَبالِنفَاقِ @@ وقوله { فسيكفيكهم الله } وعد من الله تعالى لنبيه أنه سيكفيه من عانده ، وخالفه من المتولِّين ، وقد أنجز له وعده بما أنزله من بأسه بقريظة ، والنضير ، وبني قينقاع . وقوله { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } قال الأخفش ، وغيره أي دين الله ، قال وهي منتصبة على البدل من ملة . وقال الكسائي هي منصوبة على تقدير اتبعوا ، أو على الإغراء ، أي الزموا ، ورجح الزجاج الانتصاب على البدل من ملة ، كما قاله الفراء . وقال في الكشاف إنها مصدر مؤكد منتصب عن قوله { بِٱللَّهِ آمنا } كما انتصب و { عَبْدُ ٱللَّهِ } عما تقدّمه ، وهي فعلة من صبغ كالجلسة من جلس ، وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ ، والمعنى تطهير الله ، لأن الإيمان تطهير النفوس . انتهى . وبه قال سيبويه ، أي كونه مصدراً موكّداً . وقد ذكر المفسرون أن أصل ذلك أن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في الماء ، وهو الذي يسمونه المعمودية ، ويجعلون ذلك تطهيراً لهم ، فإذا فعلوا ذلك قالوا الآن صار نصرانياً حقاً ، فردّ الله عليهم بقوله { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } أي الإسلام ، وسماه صبغة استعارة ، ومنه قول بعض شعراء همدان @ وكلُّ أناس لهم صبِغْةٌ وَصِبغةُ همدان خير الصِبَغْ صبغنا على ذاك أولادنا فأكرم بصبغتنا في الصبغ @@ وقيل إن الصبغة الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام بدلاً من معمودية النصارى ، ذكره الماوردي . وقال الجوهري صبغة الله دينه . وهو يؤيد ما تقدم عن الفراء . وقيل الصبغة الختان . وقوله { قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ } أي أتجادلوننا في الله أي في دينه ، والقرب منه ، والحظوة عنده ، وذلك كقولهم { نَحْنُ أَبْنَاء ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } المائدة 18 وقرأ ابن محيصن « أتحاجونا » بالإدغام لاجتماع المثلين . وقوله { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } أي نشترك نحن ، وأنتم في ربوبيته لنا وعبوديتنا له ، فكيف تدّعون أنكم أولى به منا وتحاجوننا في ذلك . وقوله { لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ } أي لنا أعمال ، ولكم أعمال ، فلستم بأولى بالله منا ، وهو مثل قوله تعالى { فَقُل لّى عَمَلِى وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِىء مّمَّا تَعْمَلُونَ } يونس 41 . وقوله { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } أي نحن أهل الإخلاص للعبادة دونكم ، وهو المعيار الذي يكون به التفاضل ، والخصلة التي يكون صاحبها أولى بالله سبحانه من غيره ، فكيف تدّعون لأنفسكم ما نحن أولى به منكم ، وأحق ؟ وفيه توبيخ لهم ، وقطع لما جاءوا به من المجادلة ، والمناظرة . وقوله { أَمْ يَقُولُونَ } قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص { تقولون } بالتاء الفوقية ، وعلى هذه القراءة تكون " أم " هاهنا معادلة للهمزة في قوله { أَتُحَاجُّونَنَا } أي أتحاجوننا في الله أم تقولون إن هؤلاء الأنبياء على دينكم ، وعلى قراءة الياء التحتية تكون أم منقطعة ، أي بل يقولون . وقوله { قُلْ أَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ } فيه تقريع ، وتوبيخ أي أن الله أخبرنا بأنهم لم يكونوا هوداً ولا نصارى ، وأنتم تدّعون أنهم كانوا هوداً أو نصارى ، فهل أنتم أعلم أم الله سبحانه ؟ وقوله { وَمَنْ أَظْلَمُ } استفهام أي لا أحد أظلم { مِمَّنْ كَتَمَ شَهَـٰدَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } يحتمل أن يريد بذلك الذمّ لأهل الكتاب ، بأنهم يعلمون أن هؤلاء الأنبياء ما كانوا هوداً ، ولا نصارى ، بل كانوا على الملة الإسلامية ، فظلموا أنفسهم بكتمهم لهذه الشهادة بل بادّعائهم لما هو مخالف لها ، وهو أشدّ في الذنب ممن اقتصر على مجرد الكتم الذي لا أحد أظلم منه ، ويحتمل أن المراد أن المسلمين لو كتموا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منهم ، ويكون المراد بذلك التعريض بأهل الكتاب ، وقيل المراد هنا ما كتموه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم . وفي قوله { وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } وعيد شديد ، وتهديد ليس عليه مزيد ، وإعلام بأن الله سبحانه لا يترك عقوبتهم على هذا الظلم القبيح ، والذنب الفظيع ، وكرّر قوله سبحانه { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } إلى آخر الآية لتضمنها معنى التهديد ، والتخويف الذي هو المقصود في هذا المقام . وقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } يعني أهل الكتاب . وأخرج أيضاً عن الحسن في قوله { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } قال يقول لم يشهد اليهود ، ولا النصارى ، ولا أحد من الناس يعقوب إذ أخذ على بنيه الميثاق إذ حضره الموت أن لا تعبدوا إلا الله ، فأقرّوا بذلك ، وشهد عليهم أن قد أقرّوا بعبادتهم أنهم مسلمون . وأخرج عن ابن عباس أنه كان يقول الجدّ أب ، ويتلو الآية . وأخرج أيضاً عن أبي العالية في الآية قال سمي العمّ أباً . وأخرج أيضاً نحوه عن محمد بن كعب . وأخرج ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال قال عبد الله بن صوريا الأعور للنبي صلى الله عليه وسلم ما الهدى إلا ما نحن عليه ، فاتبعنا يا محمد تهتد ، وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل الله فيهم { وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا } الآية . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { حَنِيفاً } قال متبعاً . وأخرجا أيضاً ، عن ابن عباس في قوله { حَنِيفاً } قال حاجاً . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب قال الحنيف المستقيم . وأخرج أيضاً ، عن خصيف قال الحنيف المخلص . وأخرج أيضاً عن أبي قلابة قال الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أوّلهم إلى آخرهم . وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت بالحنيفية السمحة " وأخرج أحمد أيضاً ، والبخاري في الأدب المفرد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال « قيل يا رسول الله أيّ الأديان أحب إلى الله ؟ قال الحنيفية السمحة » . وأخرج الحاكم في تاريخه ، وابن عساكر ، من حديث أسعد بن عبد الله بن مالك الخزاعي مرفوعاً مثله . وأخرج أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآية التي في البقرة { قُولُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ } كلها وفي الآخرة { آمنا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران 52 . وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب ، ولا تكذبوهم ، " الآية . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال الأسباط بنو يعقوب ، كانوا اثني عشر رجلاً كل واحد منهم ولد أمة من الناس . وروى نحوه ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السدي ، وحكاه ابن كثير في تفسيره عن أبي العالية ، والربيع ، وقتادة . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال لا تقولوا ، فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ، فإن الله لا مثل له ، ولكن قولوا ، فإن آمنوا بالذي آمنتم به ، وأخرج ابن أبي داود ، في المصاحف ، والخطيب في تاريخه عن أبي جمرة قال كان ابن عباس يقرأ " فإن آمنوا بالذي آمنتم به " وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ } قال فراق . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } قال دين الله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال فطرة الله التي فطر الناس عليها . وأخرج ابن مردويه ، والضياء في المختارة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن بني إسرائيل قالوا يا موسى هل يصبغ ربك ؟ فقال اتقوا الله ، فناداه ربه يا موسى ، سألوك هل يصبغ ربك ؟ فقل نعم . أنا أصبغ الألوان ، الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها في صبغتي " وأنزل الله على نبيه { صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } . وأخرجه ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن عباس موقوفاً . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال إن اليهود تصبغ أبناءها يهوداً ، والنصارى تصبغ أبناءها نصارى ، وإن صبغة الله الإسلام ، ولا صبغة أحسن من صبغة الإسلام ، ولا أطهر ، وهو دين الله الذي بعث به نوحاً ، ومن كان بعده من الأنبياء . وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن ابن عباس في قوله { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } قال البياض . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أَتُحَاجُّونَنَا } قال أتخاصموننا . وأخرج ابن جرير ، عنه قال أتجادلوننا . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَـٰدَةً } الآية قال أولئك أهل الكتاب كتموا الإسلام ، وهم يعلمون أنه دين الله ، واتخذوا اليهودية ، والنصرانية ، وكتموا محمداً ، وهم يعلمون أنه رسول الله . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن جرير ، عن الحسن نحوه . وأخرج ابن جرير ، عن قتادة ، والربيع في قوله { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } قال يعني إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، والأسباط .