Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 64-64)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل الخطاب لأهل نجران بدليل ما تقدم قبل هذه الآية . وقيل ليهود المدينة ، وقيل لليهود والنصارى جميعاً ، وهو ظاهر النظم القرآني ، ولا وجه لتخصيصه بالبعض لأن هذه دعوة عامة لا تختص بأولئك الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . والسواء العدل . قال الفراء يقال في المعنى العدل سوى ، وسواء ، فإذا فتحت السين مددت ، وإذا ضممت ، أو كسرت قصرت . قال زهير @ أرونيّ خُطَّةً لا ضَيْم فيها يُسَوِّيَّ بيننا فيها السَّوَاءُ @@ وفي قراءة ابن مسعود « إلى كلمة عدل بيننا ، وبينكم » فالمعنى أقبلوا إلى ما دعيتم إليه ، وهي الكلمة العادلة المستقيمة التي ليس فيها ميل عن الحق ، وقد فسرها بقوله { أَلا نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ } وهو في موضع خفض على البدل من كلمة ، أو رفع على إضمار مبتدأ ، أي هي ألا نعبد ، ويجوز أن تكون " أن " مفسرة لا موضع للجملة التي دخلت عليها ، وفي قوله { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا } تبكيت لمن اعتقد ربوبية المسيح ، وعزير ، وإشارة إلى أن هؤلاء من جنس البشر ، وبعض منهم ، وإزراء على من قلد الرجال في دين الله ، فحلل ما حللوه له ، وحرم ما حرموه عليه ، فإن من فعل ذلك ، فقد اتخذ من قلده ربا ، ومنه { ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ ٱللَّهِ } التوبة 31 وقد جوّز الكسائي ، والفراء الجزم في { وَلاَ نُشْرِكَ } ولا يتخذ على التوهم . قوله { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي أعرضوا عما دعوا إليه { فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } أي منقادون لأحكامه مرتضون به معترفون بما أنعم الله به علينا من هذا الدين القويم . وقد أخرج البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، عن ابن عباس قال حدّثني أبو سفيان أن هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأه فإذا فيه « بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت ، فإن عليك إثم الأريسيين ، و { يا أهل الكتاب تعالوا ، إلى كلمة سواء بيننا ، وبينكم } إلى قوله { بأنا مسلمون } » . وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار { تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ } الآية . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يهود المدينة إلى ما في هذه الآية ، فأبوا عليه ، فجاهدهم حتى أقرّوا بالجزية . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء . وأخرج ابن جرير ، عن الربيع نحوه . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة { إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاء } قال عدل . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الربيع مثله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا } قال لا يطيع بعضنا بعضاً في معصية الله ويقال إن تلك الربوبية أن يطيع الناس سادتهم ، وقادتهم في غير عبادة ، وإن لم يصلوا لهم . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا } قال سجود بعضهم لبعض .