Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 28-37)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً } قد تقدّم تحقيق معنى المثل ، و " من " في { مّنْ أَنفُسِكُمْ } لابتداء الغاية وهي ومجرورها في محلّ نصب صفة لمثلاً ، أي مثلاً منتزعاً ، ومأخوذاً من أنفسكم ، فإنها أقرب شيء منكم ، وأبين من غيرها عندكم ، فإذا ضرب لكم المثل بها في بطلان الشرك كان أظهر دلالة وأعظم وضوحاً . ثم بين المثل المذكور فقال { هَلْ لَّكُمْ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ مّن شُرَكَاء فِى مَا رَزَقْنَـٰكُمْ } . « من » في { مما ملكت } للتبعيض ، وفي { من شركاء } زائدة للتأكيد ، والمعنى هل لكم شركاء فيما رزقناكم كائنون من النوع الذي ملكت أيمانكم ؟ وهم العبيد والإماء ، والاستفهام للإنكار ، وجملة { فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء } جواب للاستفهام الذي بمعنى النفي ، ومحققه لمعنى الشركة بينهم وبين العبيد والإماء المملوكين لهم في أموالهم ، أي هل ترضون لأنفسكم - والحال أن عبيدكم وإماءكم أمثالكم في البشرية - أن يساووكم في التصرّف بما رزقناكم من الأموال ، ويشاركوكم فيها من غير فرق بينكم وبينهم ؟ { تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } الكاف نعت مصدر محذوف ، أي تخافونهم خيفة كخيفتكم أنفسكم ، أي كما تخافون الأحرار المشابهين لكم في الحرية وملك الأموال وجواز التصرف ، والمقصود نفي الأشياء الثلاثة الشركة بينهم وبين المملوكين ، والاستواء معهم ، وخوفهم إياهم . وليس المراد ثبوت الشركة ونفي الاستواء والخوف كما قيل في قولهم ما تأتينا فتحدّثنا . والمراد إقامة الحجة على المشركين فإنهم لا بدّ أن يقولوا لا نرضى بذلك ، فيقال لهم فكيف تنزّهون أنفسكم عن مشاركة المملوكين لكم وهم أمثالكم في البشرية ، وتجعلون عبيد الله شركاء له ؟ فإذا بطلت الشركة بين العبيد وساداتهم فيما يملكه السادة بطلت الشركة بين الله وبين أحد من خلقه ، والخلق كلهم عبيد الله تعالى ، ولم يبق إلاّ أنه الربّ وحده لا شريك له . قرأ الجمهور { أنفسكم } بالنصب على أنه معمول المصدر المضاف إلى فاعله ، وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على إضافة المصدر إلى مفعوله { كَذٰلِكَ نُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ } تفصيلاً واضحاً وبياناً جلياً { لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } لأنهم الذين ينتفعون بالآيات التنزيلية والتكوينية باستعمال عقولهم في تدبرها والتفكر فيها . ثم أضرب سبحانه عن مخاطبة المشركين وإرشادهم إلى الحق بما ضربه لهم من المثل ، فقال { بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ أَهْوَاءهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي لم يعقلوا الآيات ، بل اتبعوا أهواءهم الزائغة ، وآراءهم الفاسدة الزائفة ، ومحل { بغير علم } النصب على الحال ، أي جاهلين بأنهم على ضلالة { فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ } أي لا أحد يقدر على هدايته لأن الرشاد والهداية بتقدير الله وإرادته { وَمَا لَهُم مّن نَّـٰصِرِينَ } أي ما لهؤلاء الذين أضلهم الله من ناصرين ينصرونهم ، ويحولون بينهم وبين عذاب الله سبحانه . ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتوحيده وعبادته كما أمره فقال { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً } شبه الإقبال على الدين بتقويم وجهه إليه ، وإقباله عليه . وانتصاب { حنيفاً } على الحال من فاعل أقم أو من مفعوله ، أي مائلاً إليه مستقيماً عليه غير ملتفت إلى غيره من الأديان الباطلة . { فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } الفطرة في الأصل الخلقة ، والمراد بها هنا الملة ، وهي الإسلام والتوحيد . قال الواحدي هذا قول المفسرين في فطرة الله ، والمراد بالناس هنا الذين فطرهم الله على الإسلام لأن المشرك لم يفطر على الإسلام ، وهذا الخطاب وإن كان خاصاً برسول الله فأمته داخلة معه فيه . قال القرطبي باتفاق من أهل التأويل والأولى حمل الناس على العموم من غير فرق بين مسلمهم وكافرهم ، وأنهم جميعاً مفطورون على ذلك لولا عوارض تعرض لهم فيبقون بسببها على الكفر كما في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة " وفي رواية " على هذه الملة - ولكن أبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ؟ " ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } . وفي رواية " حتى تكونوا أنتم تجدعونها " وسيأتي في آخر البحث ما ورد معاضداً لحديث أبي هريرة هذا ، فكل فرد من أفراد الناس مفطور ، أي مخلوق على ملة الإسلام ، ولكن لا اعتبار بالإيمان والإسلام الفطريين ، وإنما يعتبر الإيمان والإسلام الشرعيان ، وهذا قول جماعة من الصحابة ومن بعدهم ، وقول جماعة من المفسرين ، وهو الحق . والقول بأن المراد بالفطرة هنا الإسلام هو مذهب جمهور السلف . وقال آخرون هي البداءة التي ابتدأهم الله عليها ، فإنه ابتدأهم للحياة والموت والسعادة والشقاوة . والفاطر في كلام العرب هو المبتدىء ، وهذا مصير من القائلين به إلى معنى الفطرة لغة ، وإهمال معناها شرعاً . والمعنى الشرعيّ مقدّم على المعنى اللغوي باتفاق أهل الشرع ، ولا ينافي ذلك ورود الفطرة في الكتاب أو السنة في بعض المواضع مراداً بها المعنى اللغوي كقوله تعالى { ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فاطر 1 أي خالقهما ، ومبتديهما ، وكقوله { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } يسۤ 22 إذ لا نزاع في أن المعنى اللغوي هو هذا ، ولكن النزاع في المعنى الشرعي للفطرة ، وهو ما ذكره الأوّلون كما بيناه ، وانتصاب { فطرة } على أنها مصدر مؤكد للجملة التي قبلها . وقال الزجاج فطرة منصوب بمعنى اتبع فطرة الله ، قال لأن معنى { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينَ } اتبع الدين واتبع فطرة الله . وقال ابن جرير هي مصدر من معنى { فأقم وجهك } لأن معنى ذلك فطرة الله الناس على الدين . وقيل هي منصوبة على الإغراء ، أي الزموا فطرة الله ، أو عليكم فطرة الله ، وردّ هذا الوجه أبو حيان وقال إن كلمة الإغراء لا تضمر إذ هي عوض عن الفعل ، فلو حذفها لزم حذف العوض ، والمعوّض عنه وهو إجحاف . وأجيب بأن هذا رأي البصريين ، وأما الكسائي وأتباعه فيجيزون ذلك . وجملة { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } تعليل لما قبلها من الأمر بلزوم الفطرة ، أي هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لها من جهة الخالق سبحانه . وقيل هو نفي معناه النهي ، أي لا تبدّلوا خلق الله . قال مجاهد وإبراهيم النخعي معناه لا تبديل لدين الله . قال قتادة وابن جبير والضحاك وابن زيد هذا في المعتقدات . وقال عكرمة إن المعنى لا تغيير لخلق في البهائم بأن تخصى فحولها { ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ } أي ذلك الدين المأمور بإقامة الوجه له هو الدين القيم ، أو لزوم الفطرة هو الدين القيم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك حتى يفعلوه ويعملوا به . { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } أي راجعين إليه بالتوبة والإخلاص ، ومطيعين له في أوامره ونواهيه . ومنه قول أبي قيس بن الأسلت @ فإن تابوا فإن بني سليم وقومهم هوازن قد أنابوا @@ قال الجوهري أناب إلى الله أقبل وتاب ، وانتصابه على الحال من فاعل أقم . قال المبرد لأن معنى { أقم وجهك } أقيموا وجوهكم . قال الفراء المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين ، وكذا قال الزجاج ، وقال تقديره فأقم وجهك وأمتك ، فالحال من الجميع . وجاز حذف المعطوف لدلالة منيبين عليه . وقيل هو منصوب على القطع ، وقيل على أنه خبر لكان ، محذوفة ، أي وكونوا منيبين إليه لدلالة { ولا تكونوا من المشركين } على ذلك ، ثم أمرهم سبحانه بالتقوى بعد أمرهم بالإنابة فقال { وَٱتَّقُوهُ } أي باجتناب معاصيه ، وهو معطوف على الفعل المقدر ناصباً لمنيبين { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } التي أمرتم بها { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } بالله . وقوله { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً } هو بدل مما قبله بإعادة الجار ، والشيع الفرق ، أي لا تكونوا من الذين تفرقوا فرقاً في الدين يشايع بعضهم بعضاً من أهل البدع والأهواء . وقيل المراد بالذين فرّقوا دينهم شيعاً اليهود والنصارى . وقرأ حمزة والكسائي " فارقوا دينهم " ورويت هذه القراءة عن علي بن أبي طالب ، أي فارقوا دينهم الذي يجب اتباعه ، وهو التوحيد . وقد تقدّم تفسير هذه الآية في آخر سورة الأنعام { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي كل فريق بما لديهم من الدين المبني على غير الصواب مسرورون مبتهجون يظنون أنهم على الحق ، وليس بأيديهم منه شيء . وقال الفراء يجوز أن يكون قوله { من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً } مستأنفاً كما يجوز أن يكون متصلاً بما قبله { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } أي قحط وشدّة { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } أن يرفع ذلك عنهم واستغاثوا به { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } أي راجعين إليه ملتجئين به لا يعوّلون على غيره . وقيل مقبلين عليه بكل قلوبهم { ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مّنْهُ رَحْمَةً } بإجابة دعائهم ورفع تلك الشدائد عنهم { إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ } " إذا " هي الفجائية وقعت جواب الشرط لأنها كالفاء في إفادة التعقيب ، أي فاجأ فريق منهم الإشراك وهم الذين دعوه ، فخلصهم مما كانوا فيه . وهذا الكلام مسوق للتعجيب من أحوالهم وما صاروا عليه من الاعتراف بوحدانية الله سبحانه عند نزول الشدائد والرجوع إلى الشرك عند رفع ذلك عنهم ، واللام في { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } هي لام كي . وقيل لام الأمر لقصد الوعيد والتهديد ، وقيل هي لام العاقبة . ثم خاطب سبحانه هؤلاء الذين وقع منهم ما وقع فقال { فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ما يتعقب هذا التمتع الزائل من العذاب الأليم . قرأ الجمهور { فتمتعوا } على الخطاب . وقرأ أبو العالية بالتحتية على البناء للمفعول ، وفي مصحف ابن مسعود « فليتمتعوا » . { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰناً } أم هي المنقطعة ، والاستفهام للإنكار والسلطان الحجة الظاهرة { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } أي يدل كما في قوله { هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقّ } الجاثية 29 قال الفراء إن العرب تؤنث السلطان ، يقولون قضت به عليك السلطان ، فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح ، وبه جاء القرآن ، والتأنيث عندهم جائز لأنه بمعنى الحجة . وقيل المراد بالسلطان هنا الملك { بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } أي ينطق بإشراكهم بالله سبحانه ، ويجوز أن تكون الباء سببية ، أي بالأمر الذي بسببه يشركون { وَإِذَا أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً } أي خصباً ونعمة وسعة وعافية { فَرِحُواْ بِهَا } فرح بطر وأشر ، لا فرح شكر بها وابتهاج بوصولها إليهم { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } يونس 58 . ثم قال سبحانه { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } شدة على أي صفة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بسبب ذنوبهم { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } القنوط الإياس من الرحمة ، كذا قال الجمهور . وقال الحسن القنوط ترك فرائض الله سبحانه . قرأ الجمهور " يقنطون " بضم النون . وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسرها . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء } من عباده ويوسع له { وَيَقْدِرُ } أي يضيق على من يشاء لمصلحة في التوسيع لمن وسع له ، وفي التضييق على من ضيق عليه { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } فيستدلون على الحق لدلالتها على كمال القدرة وبديع الصنع ، وغريب الخلق . وقد أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان يلبي أهل الشرك لبيك لا شريك لك إلاّ شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، فأنزل الله { هَلْ لَّكُمْ مّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ مّن شُرَكَاء } الآية . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال هي في الآلهة ، وفيه يقول تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضاً . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } قال دين الله { ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ } قال القضاء القيم . وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن الأسود ابن سريع ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خيبر فقاتلوا المشركين ، فانتهى القتل إلى الذرية ، فلما جاؤوا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما حملكم على قتل الذرية ؟ " قالوا يا رسول الله ، إنما كانوا أولاد المشركين ، قال " وهل خياركم إلاّ أولاد المشركين ؟ والذي نفسي بيده ما من نسمة تولد إلاّ على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها " وأخرج أحمد من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه ، فإذا عبر عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً " رواه أحمد عن الربيع بن أنس عن الحسن عن جابر . وقال الإمام أحمد في المسند حدثنا يحيـى بن سعيد ، حدثنا هشام ، حدثنا قتادة عن مطرف عن عياض بن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً ، فقال في خطبته حاكياً عن الله سبحانه " وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم " الحديث .