Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 55-70)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { هَـٰذَا } قال الزجاج هذا خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر هذا ، فيوقف على هذا . قال ابن الأنباري وهذا وقف حسن ، ثم يبتدىء { وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ } ، ويجوز أن يكون هذا مبتدأ ، وخبره محذوف ، أي هذا كما ذكر ، أو هذا ذكر . ثم ذكر سبحانه ما لأهل الشرّ بعد أن ذكر ما لأهل الخير ، فقال { وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } أي الذين طغوا على الله ، وكذبوا رسله { لَشَرَّ مَـئَابٍ } لشر منقلب ينقلبون إليه ، ثم بيّن ذلك ، فقال { جَهَنَّم يَصْلَوْنَهَا } ، وانتصاب { جهنم } على أنها بدل من { شرّ مآب } ، أو منصوبة بأعني ، ويجوز أن يكون عطف بيان على قول البعض كما سلف قريباً ، ويجوز أن يكون منصوباً على الاشتغال ، أي يصلون جهنم يصلونها ، ومعنى { يصلونها } يدخلونها ، وهو في محل نصب على الحالية { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } أي بئس ما مهدوا لأنفسهم ، وهو الفراش ، مأخوذ من مهد الصبي ، ويجوز أن يكون المراد بالمهد الموضع ، والمخصوص بالذمّ محذوف ، أي بئس المهاد هي كما في قوله { لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } الأعراف 41 شبه الله سبحانه ما تحتهم من نار جهنم بالمهاد { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } هذا في موضع رفع بالابتداء ، وخبره حميم ، وغساق على التقديم والتأخير ، أي هذا حميم ، وغساق ، فليذوقوه . قال الفراء ، والزجاج تقدير الآية هذا حميم وغساق فليذوقوه ، أو يقال لهم في ذلك اليوم هذه المقالة . والحميم الماء الحارّ الذي قد انتهى حرّه ، والغساق ما سال من جلود أهل النار من القيح ، والصديد ، من قولهم غسقت عينه إذا انصبت ، والغسقان الانصباب . قال النحاس ويجوز أن يكون المعنى الأمر هذا ، وارتفاع حميم وغساق على أنهما خبران لمبتدأ محذوف ، أي هو حميم ، وغساق ، ويجوز أن يكون هذا في موضع نصب بإضمار فعل يفسره ما بعده ، أي ليذوقوا هذا ، فليذوقوه ، ويجوز أن يكون حميم مرتفع على الابتداء ، وخبره مقدّر قبله ، أي منه حميم ، ومنه غساق ، ومثله قول الشاعر @ حتى إذا ما أضاء البرق في غلس وغودر البقل ملويّ ومخضود @@ أي منه ملويّ ، ومنه مخضود ، وقيل الغساق ما قتل ببرده ، ومنه قيل لليل غاسق ، لأنه أبرد من النهار ، وقيل هو الزمهرير ، وقيل الغساق المنتن ، وقيل الغساق عين في جهنم يسيل منه كلّ ذوب حية ، وعقرب . وقال قتادة هو ما يسيل من فروج النساء الزواني ، ومن نتن لحوم الكفرة ، وجلودهم . وقال محمد بن كعب هو عصارة أهل النار ، وقال السدي الغساق الذي يسيل من دموع أهل النار يسقونه مع الحميم ، وكذا قال ابن زيد . وقال مجاهد ، ومقاتل هو الثلج البارد الذي قد انتهى برده ، وتفسير الغساق بالبارد أنسب بما تقتضيه لغة العرب ، ومنه قول الشاعر @ إذا ما تذكرت الحياة وطيبها إليّ جرى دمع من الليل غاسق @@ أي بارد ، وأنسب أيضاً بمقابلة الحميم . وقرأ أهل المدينة ، وأهل البصرة ، وبعض الكوفيين بتخفيف السين من غساق ، وقرأ يحيـى بن وثاب ، والأعمش ، وحمزة بالتشديد ، وهما لغتان بمعنى واحد كما قال الأخفش . وقيل معناهما مختلف فمن خفف ، فهو اسم مثل عذاب ، وجواب ، وصواب ، ومن شدّد قال هو اسم فاعل للمبالغة نحو ضرّاب ، وقتال { وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ } قرأ الجمهور { وآخر } مفرد مذكر ، وقرأ أبو عمرو " وأخر " بضم الهمزة على أنه جمع ، وأنكر قراءة الجمهور لقوله أزواج ، وأنكر عاصم الجحدري قراءة أبي عمرو ، وقال لو كانت كما قرأ لقال من شكلها ، وارتفاع آخر على أنه مبتدأ ، وخبره أزواج ، ويجوز أن يكون من شكله خبراً مقدّماً ، وأزواج مبتدأ مؤخراً ، والجملة خبر آخر ، ويجوز أن يكون خبراً آخر مقدراً ، أي وآخر لهم ، و { مِن شَكْلِهِ أَزْوٰجٌ } جملة مستقلة ومعنى الآية على قراءة الجمهور وعذاب آخر ، أو مذوق آخر ، أو نوع آخر من شكل العذاب ، أو المذوق ، أو النوع الأوّل ، والشكل المثل ، وعلى القراءة الثانية يكون معنى الآية ومذوقات أخر ، أو أنواع أخر من شكل ذلك المذوق ، أو النوع المتقدّم . وإفراد الضمير في شكله على تأويل المذكور ، أي من شكل المذكور ، ومعنى { أَزْوٰجٌ } أجناس ، وأنواع وأشباه . وحاصل معنى الآية أن لأهل النار حميماً ، وغساقاً ، وأنواعاً من العذاب من مثل الحميم ، والغساق . قال الواحدي قال المفسرون هو الزمهرير ، ولا يتمّ هذا الذي حكاه عن المفسرين إلا على تقدير أن الزمهرير أنواع مختلفة ، وأجناس متفاوتة ليطابق معنى أزواج ، أو على تقدير أن لكلّ فرد من أهل النار زمهريراً . { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } الفوج الجماعة ، والاقتحام . الدخول ، وهذا حكاية لقول الملائكة الذين هم خزنة النار ، وذلك أن القادة والرؤساء إذا دخلوا النار ، ثم دخل بعدهم الأتباع . قالت الخزنة للقادة هذا فوج ، يعنون الأتباع { مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } أي داخل معكم إلى النار ، وقوله { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } من قول القادة والرؤساء لما قالت لهم الخزنة ذلك قالوا لا مرحباً بهم ، أي لا اتسعت منازلهم في النار ، والرحب السعة ، والمعنى لا كرامة لهم ، وهذا إخبار من الله سبحانه بانقطاع المودة بين الكفار ، وأن المودّة التي كانت بينهم تصير عداوة . وجملة لا مرحباً بهم دعائية لا محل لها من الإعراب ، أو صفة للفوج ، أو حال منه ، أو بتقدير القول ، أي مقولاً في حقهم لا مرحباً بهم . وقيل إنها من تمام قول الخزنة . والأوّل أولى كما يدل عليه جواب الأتباع الآتي ، وجملة { إِنَّهُمْ صَالُو ٱلنَّارِ } تعليل من جهة القائلين لا مرحباً بهم ، أي إنهم صالوا النار كما صليناها ، ومستحقون لها كما استحقيناها . وجملة { قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، أي قال الأتباع عند سماع ما قاله الرؤساء لهم بل أنتم لا مرحباً بكم ، أي لا كرامة لكم ، ثم عللوا ذلك بقولهم { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } أي أنتم قدّمتم العذاب أو الصليّ لنا ، وأوقعتمونا فيه ، ودعوتمونا إليه بما كنتم تقولون لنا من أن الحقّ ما أنتم عليه ، وأن الأنبياء غير صادقين فيما جاءوا به { بِئْسَ ٱلْقَرَارُ } أي بئس المقرّ جهنم لنا ، ولكم . ثم حكي عن الأتباع أيضاً أنهم أردفوا هذا القول بقول آخر ، وهو { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِى ٱلنَّارِ } أي زده عذاباً ذا ضعف ، والضعف بأن يزيد عليه مثله ، ومعنى من { قدّم لنا هذا } من دعانا إليه ، وسوّغه لنا . قال الفراء المعنى من سوّغ لنا هذا ، وسنه ، وقيل معناه قدّم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى الكفر ، فزده عذاباً ضعفاً في النار ، أي عذاباً بكفره ، وعذاباً بدعائه إيانا ، فصار ذلك ضعفاً ، ومثله قوله سبحانه { رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَـئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مّنَ ٱلنَّارِ } الأعراف 38 وقوله { رَبَّنَا ءاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ } الأحزاب 68 وقيل المراد بالضعف هنا الحيات ، والعقارب . { وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مّنَ ٱلأَشْرَارِ } قيل هو من قول الرؤساء ، وقيل من قول الطاغين المذكورين سابقاً . قال الكلبي ينظرون في النار ، فلا يرون من كان يخالفهم من المؤمنين معهم فيها ، فعند ذلك قالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدّهم من الأشرار . وقيل يعنون فقراء المؤمنين كعمار ، وخباب ، وصهيب ، وبلال ، وسالم ، وسلمان . وقيل أرادوا أصحاب محمد على العموم { أَتَّخَذْنَـٰهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأبْصَـٰرُ } قال مجاهد المعنى أتخذناهم سخرياً في الدنيا ، فأخطأنا ، أم زاغت عنهم الأبصار ، فلم نعلم مكانهم ؟ والإنكار المفهوم من الاستفهام متوجه إلى كل واحد من الأمرين . قال الحسن كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخرياً ، وزاغت عنهم أبصارهم . قال الفراء والاستفهام هنا بمعنى التوبيخ ، والتعجب . قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وابن كثير ، والأعمش بحذف همزة اتخذناهم في الوصل . وهذه القراءة تحتمل أن يكون الكلام خبراً محضاً ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لـ { رجالاً } ، وأن يكون المراد الاستفهام ، وحذفت أداته لدلالة أم عليها ، فتكون أم على الوجه الأوّل منقطعة بمعنى بل ، والهمزة ، أي بل أزاغت عنهم الأبصار على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار ، ثم الإضراب ، والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء ، والتحقير ، وعلى الثاني أم هي المتصلة . وقرأ الباقون بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل ، ولا محل للجملة حينئذٍ ، وفيه التوبيخ لأنفسهم على الأمرين جميعاً لأن أم على هذه القراءة هي للتسوية . وقرأ أبو جعفر ، ونافع ، وشيبة ، والمفضل ، وهبيرة ، ويحيـى بن وثاب ، والأعمش ، وحمزة ، والكسائي سخرياً بضم السين ، وقرأ الباقون بكسرها . قال أبو عبيدة من كسر جعله من الهزء ، ومن ضم جعله من التسخير ، والإشارة بقوله { إِنَّ ذٰلِكَ } إلى ما تقدّم من حكاية حالهم ، وخبر إنّ قوله { لَحَقُّ } أي لواقع ثابت في الدار الآخرة لا يتخلف ألبتة ، و { تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } خبر مبتدأ محذوف ، والجملة بيان لذلك ، وقيل بيان لحقّ ، وقيل بدل منه ، وقيل بدل من محل ذلك ، ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر ، وهذا على قراءة الجمهور برفع تخاصم . والمعنى إن ذلك الذي حكاه الله عنهم لحقّ لا بدّ أن يتكلموا به ، وهو تخاصم أهل النار فيها ، وما قالته الرؤساء للأتباع ، وما قالته الأتباع لهم . وقرأ ابن أبي عبلة بنصب « تخاصم » على أنه بدل من ذلك ، أو بإضمار أعني . وقرأ ابن السميفع « تخاصم » بصيغة الفعل الماضي ، فتكون جملة مستأنفة . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول قولاً جامعاً بين التخويف ، والإرشاد إلى التوحيد ، فقال { قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ مُنذِرٌ } أي مخوّف لكم من عقاب الله ، وعذابه { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ } يستحق العبادة { إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوٰحِدُ } الذي لا شريك له { ٱلْقَهَّارُ } لكل شيء سواه . { رَبّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من المخلوقات { ٱلْعَزِيزُ } الذي لا يغالبه مغالب { ٱلْغَفَّارُ } لمن أطاعه ، وقيل معنى { ٱلْعَزِيزُ } المنيع الذي لا مثل له ، ومعنى { ٱلْغَفَّارُ } الستار لذنوب خلقه . ثم أمره سبحانه أن يبالغ في إنذارهم ، ويبين لهم عظم الأمر ، وجلالته ، فقال { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } أي ما أنذرتكم به من العقاب وما بينته لكم من التوحيد هو خبر عظيم ، ونبأ جليل ، من شأنه العناية به ، والتعظيم له ، وعدم الاستخفاف به ، ومثل هذه الآية قوله { عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } النبأ 1 ، 2 ، وقال مجاهد ، وقتادة ، ومقاتل هو القرآن ، فإنه نبأ عظيم لأنه كلام الله . قال الزجاح قل النبأ الذي أنبأتكم به عن الله نبأ عظيم ، يعني ما أنبأهم به من قصص الأولين ، وذلك دليل على صدقه ، ونبوّته لأنه لم يعلم ذلك إلا بوحي من الله ، وجملة { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } توبيخ لهم ، وتقريع لكونهم أعرضوا عنه ، ولم يتفكروا فيه ، فيعلموا صدقه ، ويستدلوا به على ما أنكروه من البعث . وقوله { مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأعْلَىٰ } استئناف مسوق لتقرير أنه نبأ عظيم ، والملأ الأعلى هم الملائكة { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } أي وقت اختصامهم فقوله { بِٱلْمَـَلإِ ٱلأعْلَىٰ } متعلق بعلم على تضمينه معنى الإحاطة ، وقوله { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } متعلق بمحذوف ، أي ما كان لي فيما سبق علم بوجه من الوجوه بحال الملأ الأعلى وقت اختصامهم ، والضمير في { يختصمون } راجع إلى الملأ الأعلى ، والخصومة الكائنة بينهم هي في أمر آدم كما يفيده ما سيأتي قريباً . وجملة { إِن يُوحَىٰ إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } معترضة بين اختصامهم المجمل ، وبين تفصيله بقوله { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ } . والمعنى ما يوحى إليّ إلا أنما أنا نذير مبين . قال الفراء المعنى ما يوحى إليّ إلا أنني نذير مبين أبين لكم ما تأتون من الفرائض ، والسنن ، وما تدعون من الحرام ، والمعصية . قال كأنك قلت ما يوحى إليّ إلا الإنذار . قال النحاس ويجوز أن تكون في محل نصب ، بمعنى ما يوحى إليّ إلا لأنما أنا نذير مبين . قرأ الجمهور بفتح همزة أنما على أنها وما في حيزها في محل رفع لقيامها مقام الفاعل ، أي ما يوحى إليّ إلا الإنذار ، أو إلا كوني نذيراً مبيناً ، أو في محل نصب ، أو جرّ بعد إسقاط لام العلة ، والقائم مقام الفاعل على هذا الجارّ والمجرور . وقرأ أبو جعفر بكسر الهمزة لأن في الوحي معنى القول ، وهي القائمة مقام الفاعل على سبيل الحكاية ، كأنه قيل ما يوحى إليّ إلا هذه الجملة المتضمنة لهذا الإخبار ، وهو أن أقول لكم إنما أنا نذير مبين . وقيل إن الضمير في { يختصمون } عائد إلى قريش يعني قول من قال منهم الملائكة بنات الله ، والمعنى ما كان لي علم بالملائكة إذ تختصم فيهم قريش ، والأوّل أولى . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { وَغَسَّاقٌ } قال الزمهرير { وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ } قال من نحوه { أَزْوٰجٌ } قال ألوان من العذاب . وأخرج أحمد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " قال الترمذي بعد إخراجه لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد . قلت ورشدين فيه مقال معروف . وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن ابن مسعود في قوله { فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِى ٱلنَّارِ } قال أفاعي ، وحيات . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { بِٱلْمَـَلإِ ٱلأعْلَىٰ } قال الملائكة حين شوروا في خلق آدم ، فاختصموا فيه ، وقالوا لا تجعل في الأرض خليفة . وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } قال هي الخصومة في شأن آدم حيث قالوا { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } البقرة 30 . وأخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي وحسنه ، وابن نصر في كتاب الصلاة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني الليلة ربي في أحسن صورة ، أحسبه قال في المنام - قال يا محمد ، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت لا ، فوضع يده بين كتفيّ حتى وجدت بردها بين ثديّي ، أو في نحري ، فعلمت ما في السمٰوات ، والأرض ، ثم قال لي يا محمد ، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت نعم في الكفارات ، والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإبلاغ الوضوء في المكاره " ، الحديث . وأخرج الترمذي وصححه ، ومحمد بن نصر ، والطبراني ، والحاكم ، وابن مردويه من حديث معاذ بن جبل نحوه بأطول منه ، وقال " وإسباغ الوضوء في السبرات " وأخرج الطبراني ، وابن مردويه من حديث جابر بن سمرة نحوه بأخصر منه . وأخرجا أيضاً من حديث أبي هريرة نحوه ، وفي الباب أحاديث .