Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 7-12)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر سبحانه النعم التي أنعم بها على عباده ، وبيّن لهم من بديع صنعه ، وعجيب فعله ما يوجب على كل عاقل أن يؤمن به عقبه بقوله { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ } أي غير محتاج إليكم ، ولا إلى إيمانكم ، ولا إلى عبادتكم له فإنه الغنيّ المطلق ، ومع كون كفر الكافر لا يضرّه كما أنه لا ينفعه إيمان المؤمن ، فهو أيضاً { لاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } أي لا يرضى لأحد من عباده الكفر ، ولا يحبه ، ولا يأمر به ، ومثل هذه الآية قوله { إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ } إبراهيم 8 ، ومثلها ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم " يا عبادي لو أن أوّلكم ، وآخركم ، وإنسكم ، وجنكم كانوا على قلب أفجر رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً " وقد اختلف المفسرون في هذه الآية هل هي على عمومها ، وإن الكفر غير مرضيّ لله سبحانه على كل حال كما هو الظاهر ، أو هي خاصة ؟ ، والمعنى لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر ، وقد ذهب إلى التخصيص حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه كما سيأتي بيانه آخر البحث ، وتابعه على ذلك عكرمة ، والسدّي ، وغيرهما . ثم اختلفوا في الآية اختلافاً آخر . فقال قوم إنه يريد كفر الكافر ، ولا يرضاه ، وقال آخرون إنه لا يريده ، ولا يرضاه ، والكلام في تحقيق مثل هذا يطول جداً . وقد استدلّ القائلون بتخصيص هذه الآية ، والمثبتون للإرادة مع عدم الرضا بما ثبت في آيات كثيرة من الكتاب العزيز أنه سبحانه { يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء } النحل93 { وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } الإنسان 30 ، ونحو هذا مما يؤدي معناه كثير في الكتاب العزيز . ثم لما ذكر سبحانه أنه لا يرضى لعباده الكفر بيّن أنه يرضى لهم الشكر ، فقال { وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } أي يرض لكم الشكر المدلول عليه بقوله ، وإن تشكروا ، ويثبكم عليه ، وإنما رضي لهم سبحانه الشكر لأنه سبب سعادتهم في الدنيا ، والآخرة كما قال سبحانه { لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم 7 قرأ أبو جعفر ، وأبو عمرو ، وشيبة ، وهبير عن عاصم بإسكان الهاء من يرضه ، وأشبع الضمة على الهاء ابن ذكوان ، وابن كثير ، والكسائي ، وابن محيصن ، وورش عن نافع ، واختلس الباقون . { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } أي لا تحمل نفس حاملة للوزر حمل نفس أخرى ، وقد تقدّم تفسير هذه الآية مستوفى { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } يوم القيامة { فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير ، وشر ، وفيه تهديد شديد { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي بما تضمره القلوب ، وتستره ، فكيف بما تظهره ، وتبديه . { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ضُرٌّ } أيّ ضر كان من مرض ، أو فقر ، أو خوف { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي راجعاً إليه مستغيثاً به في دفع ما نزل به تاركاً لما كان يدعوه ، ويستغيث به من ميت ، أو حيّ ، أو صنم ، أو غير ذلك { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مّنْهُ } أي أعطاه ، وملكه ، يقال خوّله الشيء ، أي ملكه إياه ، وكان أبو عمرو بن العلاء ينشد @ هنالك إن يستخولوا المال يخولوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا @@ ومنه قول أبي النجم @ أعطى ولم يبخل ولم يُبَخِّل كوم الذرى من خول المخوّل @@ { نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } أي نسي الضرّ الذي كان يدعو الله إلى كشفه عنه من قبل أن يخوله ما خوله . وقيل نسي الدعاء الذي كان يتضرع به ، وتركه ، أو نسي ربه الذي كان يدعوه ، ويتضرّع إليه ، ثم جاوز ذلك إلى الشرك بالله ، وهو معنى قوله { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً } أي شركاء من الأصنام ، أو غيرها يستغيث بها ، ويعبدها { لّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي ليضل الناس عن طريق الله التي هي الإسلام ، والتوحيد . وقال السدّي يعني أنداداً من الرجال يعتمد عليهم في جميع أموره . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يهدّد من كان متصفاً بتلك الصفة ، فقال { قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي تمتعاً قليلاً ، أو زماناً قليلاً ، فمتاع الدنيا قليل ، ثم علل ذلك بقوله { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلنَّارِ } أي مصيرك إليها عن قريب ، وفيه من التهديد أمر عظيم . قال الزجاج لفظه لفظ الأمر ، ومعناه التهديد ، والوعيد . قرأ الجمهور { ليضل } بضم الياء ، وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو بفتحها . ثم لما ذكر سبحانه صفات المشركين ، وتمسكهم بغير الله عند اندفاع المكروهات عنهم ذكر صفات المؤمنين ، فقال { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ } ، وهذا إلى آخره من تمام الكلام المأمور به رسول الله صلى الله عليه وسلم . والمعنى ذلك الكافر أحسن حالاً ، ومآلاً ، أمن هو قائم بطاعات الله في السرّاء ، والضرّاء في ساعات الليل ، مستمرّ على ذلك ، غير مقتصر على دعاء الله سبحانه عند نزول الضرر به . قرأ الحسن ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم ، والكسائي { أمن } بالتشديد ، وقرأ نافع ، وابن كثير ، وحمزة ، ويحيـى بن وثاب ، والأعمش بالتخفيف ، فعلى القراءة الأولى أم داخلة على من الموصولة ، وأدغمت الميم في الميم ، وأم هي المتصلة ، ومعادلها محذوف تقديره الكافر خير أم الذي هو قانت . وقيل هي المنقطعة المقدّرة ببل ، والهمزة ، أي بل أمن هو قانت كالكافر ، وأما على القراءة الثانية ، فقيل الهمزة للاستفهام دخلت على من ، والاستفهام للتقرير ، ومقابله محذوف ، أي أمن هو قانت كمن كفر . وقال الفراء إن الهمزة في هذه القراءة للنداء ، ومن منادى ، وهي عبارة عن النبي صلى الله عليه وسلم المأمور بقوله { قل تمتع } ، والتقدير يا من هو قانت ، قل كيت ، وكيت . وقيل التقدير يا من هو قانت إنك من أصحاب الجنة . ومن القائلين بأن الهمزة للنداء الفرّاء ، وضعف ذلك أبو حيان ، وقال هو أجنبيّ عما قبله ، وعما بعده ، وقد سبقه إلى هذا التضعيف أبو عليّ الفارسي ، واعترض على هذه القراءة من أصلها أبو حاتم ، والأخفش ، ولا وجه لذلك ، فإنا إذا ثبتت الرواية بطلت الدّراية . وقد اختلف في تفسير القانت هنا ، فقيل المطيع . وقيل الخاشع في صلاته . وقيل القائم في صلاته . وقيل الدّاعي لربه . قال النحاس أصل القنوت الطاعة ، فكل ما قيل فيه ، فهو داخل في الطاعة ، والمراد بآناء الليل ساعاته . وقيل جوفه . وقيل ما بين المغرب ، والعشاء ، وانتصاب { سَـٰجِداً وَقَائِماً } على الحال ، أي جامعاً بين السجود ، والقيام ، وقدّم السجود على القيام لكونه أدخل في العبادة ، ومحل { يَحْذَرُ ٱلأَخِرَةَ } النصب على الحال أيضاً ، أي يحذر عذاب الآخرة قاله سعيد بن جبير ، ومقاتل { وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ } ، فيجمع بين الرجاء ، والخوف ، وما اجتمعا في قلب رجل إلا فاز . قيل وفي الكلام حذف ، والتقدير كمن لا يفعل شيئاً من ذلك كما يدل عليه السياق . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم قولاً آخر يتبين به الحقّ من الباطل ، فقال { قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي الذين يعلمون أن ما وعد الله به من البعث ، والثواب ، والعقاب حق ، والذين لا يعلمون ذلك ، أو الذين يعلمون ما أنزل الله على رسله ، والذين لا يعلمون ذلك ، أو المراد العلماء والجهال ، ومعلوم عند كل من له عقل أنه لا استواء بين العلم والجهل ، ولا بين العالم والجاهل . قال الزجاج أي كما لا يستوي الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون ، كذلك لا يستوي المطيع ، والعاصي . وقيل المراد بالذين يعلمون هم العاملون بعلمهم ، فإنهم المنتفعون به ، لأن من لم يعمل بمنزلة من لم يعلم { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } أي إنما يتعظ ، ويتدبر ، ويتفكر أصحاب العقول ، وهم المؤمنون لا الكفار ، فإنهم ، وإن زعموا أن لهم عقولاً ، فهي كالعدم ، وهذه الجملة ليست من جملة الكلام المأمور به بل من جهة الله سبحانه . { قُلْ ياعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } لما نفى سبحانه المساواة بين من يعلم ، ومن لا يعلم ، وبين أنه { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأمر المؤمنين من عباده بالثبات على تقواه ، والإيمان به . والمعنى يا أيها الذين صدّقوا بتوحيد الله اتقوا ربكم بطاعته ، واجتناب معاصيه ، وإخلاص الإيمان له ، ونفي الشركاء عنه ، والمراد قل لهم قولي هذا بعينه . ثم لما أمر الله سبحانه المؤمنين بالتقوى بين لهم ما في هذه التقوى من الفوائد ، فقال { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ } أي للذين عملوا الأعمال الحسنة في هذه الدنيا على وجه الإخلاص حسنة عظيمة ، وهي الجنة ، وقوله { فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا } متعلق بأحسنوا . وقيل هو متعلق بحسنة على أنه بيان لمكانها ، فيكون المعنى للذين أحسنوا في العمل حسنة في الدنيا بالصحة ، والعافية ، والظفر ، والغنيمة ، والأوّل أولى . ثم لما كان بعض العباد قد يتعسر عليه فعل الطاعات ، والإحسان في وطنه أرشد الله سبحانه من كان كذلك إلى الهجرة ، فقال { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } أي فليهاجر إلى حيث يمكنه طاعة الله . والعمل بما أمر به ، والترك لما نهى عنه ، ومثل ذلك قوله سبحانه { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وٰسِعَةً فَتُهَـٰجِرُواْ فِيهَا } النساء 97 ، وقد مضى الكلام في الهجرة مستوفى في سورة النساء . وقيل المراد بالأرض هنا أرض الجنة ، رغبهم في سعتها ، وسعة نعيمها كما في قوله { جَنَّةُ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } آل عمران 133 ، والأوّل أولى . ثم لما بيّن سبحانه ما للمحسنين إذا أحسنوا ، وكان لا بدّ في ذلك من الصبر على فعل الطاعة ، وعلى كفّ النفس عن الشهوات ، أشار إلى فضيلة الصبر ، وعظيم مقداره ، فقال { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي يوفيهم الله أجرهم في مقابلة صبرهم بغير حساب ، أي بما لا يقدر على حصره حاصر ، ولا يستطيع حسبانه حاسب . قال عطاء بما لا يهتدي إليه عقل ، ولا وصف . وقال مقاتل أجرهم الجنة ، وأرزاقهم فيها بغير حساب . والحاصل أن الآية تدلّ على أن ثواب الصابرين ، وأجرهم لا نهاية له ، لأن كل شيء يدخل تحت الحساب ، فهو متناهٍ ، وما كان لا يدخل تحت الحساب ، فهو غير متناه ، وهذه فضيلة عظيمة ، ومثوبة جليلة تقتضي أن على كل راغب في ثواب الله ، وطامع فيما عنده من الخير ، أن يتوفر على الصبر ، ويزّم نفسه بزمامه ، ويقيدها بقيده ، فإن الجزع لا يردّ قضاء قد نزل ، ولا يجلب خيراً قد سلب ، ولا يدفع مكروهاً قد وقع ، وإذا تصوّر العاقل هذا حقّ تصوره ، وتعقله حقّ تعقله علم أن الصابر على ما نزل به قد فاز بهذا الأجر العظيم ، وظفر بهذا الجزاء الخطير ، وغير الصابر قد نزل به القضاء شاء أم أبى ، ومع ذلك فاته من الأجر ما لا يقادر قدره ، ولا يبلغ مداه ، فضمّ إلى مصيبته مصيبة أخرى ، ولم يظفر بغير الجزع ، وما أحسن قول من قال @ أرى الصبر محموداً وعنه مذاهب فكيف إذا ما لم يكن عنه مذهب هناك يحق الصبر والصبر واجب وما كان منه للضرورة أوجب @@ ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بما أمر به من التوحيد ، والإخلاص ، فقال { قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدّينَ } أي أعبده عبادة خالصة من الشرك ، والرّياء ، وغير ذلك قال مقاتل إن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما يحملك على الذي أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك ، وجدّك ، وسادات قومك يعبدون اللات ، والعزّى ، فتأخذ بها ؟ فأنزل الله الآية ، وقد تقدّم بيان معنى الآية في أوّل هذه السورة { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي من هذه الأمة ، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم ، فإنه أوّل من خالف دين آبائه ، ودعا إلى التوحيد ، واللام للتعليل ، أي وأمرت بما أمرت به لأجل أن أكون . وقيل إنها مزيدة للتأكيد ، والأوّل أولى . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ } يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، فيقولون لا إلٰه إلا الله ، ثم قال { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } ، وهم عباده المخلصون الذين قال { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } الإسراء65 ، فألزمهم شهادة أن لا إلٰه إلا الله ، وحببها إليهم . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } قال لا يرضى لعباده المسلمين الكفر . وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة قال والله ما رضي الله لعبد ضلالة ، ولا أمره بها ، ولا دعا إليها ، ولكن رضي لكم طاعته ، وأمركم بها ، ونهاكم عن معصيته . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، وابن عساكر عن ابن عمر أنه تلا هذه الآية { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلأَخِرَةَ } قال ذاك عثمان بن عفان ، وفي لفظ نزلت في عثمان بن عفان . وأخرج ابن سعد في طبقاته ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } الآية قال نزلت في عمار بن ياسر . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { يَحْذَرُ ٱلأَخِرَةَ } يقول يحذر عذاب الآخرة . وأخرج الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه عن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل ، وهو في الموت ، فقال كيف تجدك ؟ قال أرجو الله ، وأخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله الذي يرجو ، وأمنه الذي يخاف " أخرجوه من طريق سيار بن حاتم ، عن جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس . قال الترمذي غريب ، وقد رواه بعضهم عن ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .