Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-70)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
" لَوْ " حرف امتناع ، و " أن " مصدرية ، أو تفسيرية لأن { كَتَبْنَا } في معنى أمرنا . والمعنى أن الله سبحانه لو كتب القتل والخروج من الديار على هؤلاء الموجودين من اليهود ما فعله إلا القليل منهم ، أو لو كتب ذلك على المسلمين ما فعله إلا القليل منهم ، والضمير في قوله { فَعَلُوهُ } راجع إلى المكتوب الذي دلّ عليه كتبنا ، أو إلى القتل والخروج المدلول عليهما بالفعلين ، وتوحيد الضمير في مثل هذا قد قدّمنا وجهه . قوله { إِلاَّ قَلِيلٌ } قرأه الجمهور بالرفع على البدل . وقرأ عبد الله بن عامر ، وعيسى بن عمر " إِلاَّ قَلِيلاً " بالنصب على الاستثناء ، وكذا هو في مصاحف أهل الشام ، والرفع أجود عند النحاة . قوله { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ } من اتباع الشرع والانقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم { لَكَانَ } ذلك { خَيْراً لَّهُمْ } في الدنيا والآخرة ، { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } لأقدامهم على الحق ، فلا يضطربون في أمر دينهم { وَإِذّن } أي وقت فعلهم لما يوعظون به { لآتَيْنَـٰهُمْ مّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَـٰهُمْ صِرٰطاً مُّسْتَقِيماً } لا عوج فيه ليصلوا إلى الخير الذي يناله من امتثل ما أمر به ، وانقاد لمن يدعوه إلى الحق . قوله { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } كلام مستأنف لبيان فضل طاعة الله والرسول ، والاشارة بقوله { فَأُوْلَـئِكَ } إلى المطيعين ، كما تفيده من { مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } بدخول الجنة ، والوصول إلى ما أعدّ الله لهم . والصدّيق المبالغ في الصدق ، كما تفيده الصيغة . وقيل هم فضلاء أتباع الأنبياء . والشهداء من ثبتت لهم الشهادة ، والصالحين أهل الأعمال الصالحة . والرفيق مأخوذ من الرفق ، وهو لين الجانب ، والمراد به المصاحب لارتفاقك بصحبته ، ومنه الرفقة لارتفاق بعضهم ببعض ، وهو منتصب على التمييز ، أو الحال ، كما قال الأخفش . وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } هم يهود ، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضاً . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن سفيان أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السديّ نحوه . وقد روي من طرق أن جماعة من الصحابة قالوا لما نزلت الآية لو فعل ربنا لفعلنا . أخرجه ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن . وأخرجه ابن أبي حاتم ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير . وأخرجه أيضاً عن شريح بن عبيد . وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، والضياء المقدسي في صفة الجنة ، وحسنه عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي ، وإنك لأحب إليّ من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك ، فما أصبر حتى آتي ، فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي ، وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يردّ عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل بهذه الآية { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } الآية . وأخرج الطبراني ، وابن مردويه عن ابن عباس نحوه .