Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-37)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } أي ابتليناهم ، ومعنى الفتنة هنا أن الله سبحانه أرسل إليهم رسله ، وأمروهم بما شرعه لهم ، فكذبوهم ، أو وسع عليهم الأرزاق ، فطغوا وبغوا . قال الزجاج بلوناهم ، والمعنى عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسل إليهم ، وقرىء فتنا بالتشديد { وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } أي كريم على الله كريم في قومه ، وقال مقاتل حسن الخلق بالتجاوز ، والصفح . وقال الفراء كريم على ربه إذا اختصه بالنبوّة { أَنْ أَدُّواْ إِلَىَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } " أن " هذه هي المفسرة لتقدّم ما هو بمعنى القول ، ويجوز أن تكون المخففة من الثقيلة ، والمعنى أن الشأن ، والحديث أدّوا إليّ عباد الله ، ويجوز أن تكون مصدرية ، أي بأن أدّوا والمعنى أنه طلب منهم أن يسلموا إليه بني إسرائيل . قال مجاهد المعنى أرسلوا معي عباد الله ، وأطلقوهم من العذاب ، فعباد الله على هذا مفعول به . وقيل المعنى أدّوا إليّ عباد الله ما وجب عليكم من حقوق الله ، فيكون منصوباً على أنه منادى مضاف . وقيل أدّوا إليّ سمعكم حتى أبلغكم رسالة ربكم . { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } هو تعليل لما تقدّم ، أي { رسول } من الله إليكم { أمين } على الرسالة غير متهم { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } أي لا تتجبروا ، وتتكبروا عليه ، بترفعكم عن طاعته ، ومتابعة رسله ، وقيل لا تبغوا على الله ، وقيل لا تفتروا عليه ، والأوّل أولى . وبه قال ابن جريج ، ويحيـى بن سلام ، وجملة { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } تعليل لما قبله من النهي ، أي بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها . وقال قتادة بعذر بين . والأوّل أولى ، وبه قال يحيـى بن سلام . قرأ الجمهور بكسر همزة { إِنّى } ، وقرىء بالفتح بتقدير اللام { وَإِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } استعاذ بالله سبحانه لما توعدوه بالقتل ، والمعنى من أن ترجمون . قال قتادة ترجموني بالحجارة ، وقيل تشتمون ، وقيل تقتلون { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فَٱعْتَزِلُونِ } أي إن لم تصدّقوني ، وتقرّوا بنبوّتي ، فاتركوني ، ولا تتعرّضوا لي بأذى . قال مقاتل دعوني كفافاً لا عليّ ، ولا لي . وقيل كونوا بمعزل عني ، وأنا بمعزل منكم إلى أن يحكم الله بيننا ، وقيل فخلوا سبيلي ، والمعنى متقارب . ثم لما لم يصدّقوه ، ولم يجيبوا دعوته ، رجع إلى ربه بالدعاء كما حكى الله عنه بقوله { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـؤُلاَء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } قرأ الجمهور بفتح الهمزة على إضمار حرف الجرّ ، أي دعاه بأن هؤلاء ، وقرأ الحسن ، وابن أبي إسحاق ، وعيسى بن عمر بكسرها على إضمار القول ، وفي الكلام حذف ، أي فكفروا فدعا ربه ، والمجرمون الكافرون ، وسماه دعاء مع أنه لم يذكر إلا مجرّد كونهم مجرمين ، لأنهم قد استحقوا بذلك الدعاء عليهم { فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً } أجاب الله سبحانه دعاءه ، فأمره أن يسري ببني إسرائيل ليلاً ، يقال سرى وأسرى لغتان ، قرأ الجمهور { فأسر } بالقطع . وقرأ أهل الحجاز بالوصل ، ووافقهم ابن كثير ، فالقراءة الأولى من أسرى ، والثانية من سرى ، والجملة بتقدير القول ، أي فقال الله لموسى أسر بعبادي { إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ } أي يتبعكم فرعون ، وجنوده ، وقد تقدّم في غير موضع خروج فرعون بعدهم { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } أي ساكناً ، يقال رها يرهو رهواً إذا سكن لا يتحرّك . قال الجوهري يقال افعل ذلك رهواً ، أي ساكناً على هيئتك ، وعيش راه ، أي ساكن ، ورها البحر سكن ، وكذا قال الهروي ، وغيره ، وهو المعروف في اللغة ، ومنه قول الشاعر @ والخيل تمرح رهوا في أعنتها كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد @@ أي والخيل تمرح في أعنتها ساكنة ، والمعنى اترك البحر ساكناً على صفته بعد أن ضربته بعصاك ، ولا تأمره أن يرجع كما كان ليدخله آل فرعون بعدك ، وبعد بني إسرائيل ، فينطبق عليهم ، فيغرقون . وقال أبو عبيدة رها بين رجليه يرهو رهواً ، أي فتح … قال ومنه قوله { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } ، والمعنى اتركه منفرجاً كما كان بعد دخولكم فيه ، وكذا قال أبو عبيد وبه قال مجاهد ، وغيره . قال ابن عرفة وهما يرجعان إلى معنى واحد ، وإن اختلف لفظاهما ، لأن البحر إذا سكن جريه انفرج . قال الهروي ويجوز أن يكون { رهواً } نعتاً لموسى ، أي سر ساكناً على هيئتك . وقال كعب ، والحسن { رهواً } طريقاً . وقال الضحاك ، والربيع سهلاً . وقال عكرمة يبساً كقوله { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِى ٱلْبَحْرِ يَبَساً } طه 77 وعلى كل تقدير ، فالمعنى اتركه ذا رهو ، أو اتركه رهواً على المبالغة في الوصف بالمصدر { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } أي إن فرعون ، وقومه مغرقون . أخبر سبحانه موسى بذلك ليسكن قلبه ، ويطمئن جأشه . قرأ الجمهور بكسر إن على الاستئناف لقصد الإخبار بذلك ، وقرىء بالفتح على تقدير لأنهم . { كَمْ } هي الخبرية المفيدة للتكثير ، وقد مضى الكلام في معنى الآية في سورة الشعراء . قرأ الجمهور { وَمَقَامٍ } بفتح الميم على أنه اسم مكان للقيام ، وقرأ ابن هرمز ، وقتادة ، وابن السميفع ، وروى عن نافع بضمها اسم مكان الإقامة { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَـٰكِهِينَ } النعمة بالفتح التنعم يقال نعمه الله ، وناعمه ، فتنعم ، وبالكسر المنة ، وما أنعم به عليك ، وفلان واسع النعمة ، أي واسع المال ذكر معنى هذا الجوهري . قرأ الجمهور { فاكهين } بالألف . وقرأ أبو رجاء ، والحسن ، وأبو الأشهب ، والأعرج ، وأبو جعفر ، وشيبة فكهين بغير ألف ، والمعنى على القراءة الأولى متنعمين طيبة أنفسهم ، وعلى القراءة الثانية أشرين بطرين . قال الجوهري فكه الرجل بالكسر ، فهو فكه إذا كان طيب النفس مزاحاً ، والفكه أيضاً الأشر البطر . قال { وفاكهين } أي ناعمين . وقال الثعلبي هما لغتان كالحاذر ، والحذر ، والفاره والفره . وقيل إن الفاكهة هو المستمتع بأنواع اللذة كما يتمتع الرجل بأنواع الفاكهة . { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَـٰهَا قَوْماً ءاخَرِينَ } الكاف في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف . قال الزجاج أي الأمر كذلك ، ويجوز أن تكون في محل نصب ، والإشارة إلى مصدر فعل يدلّ عليه تركوا ، أي مثل ذلك السلب سلبناهم إياها ، وقيل مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها ، وقيل مثل ذلك الإهلاك أهلكناهم . فعلى الوجه الأوّل يكون قوله { وَأَوْرَثْنَـٰهَا } معطوفاً على { تَرَكُواْ } ، وعلى الوجوه الآخرة يكون معطوفاً على الفعل المقدّر . والمراد بالقوم الآخرين بنو إسرائيل ، فإن الله سبحانه ملكهم أرض مصر بعد أن كانوا فيها مستعبدين ، فصاروا لها وارثين ، أي أنها وصلت إليهم كما يصل الميراث إلى الوارث ، ومثل هذا قوله { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَـٰرِقَ ٱلأرْضِ وَمَغَـٰرِبَهَا } الأعراف 137 { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضُ } هذا بيان لعدم الاكتراث بهلاكهم . قال المفسرون أي إنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم به ، ولم يصعد لهم إلى السماء عمل طيب يبكي عليهم به ، والمعنى أنه لم يصب بفقدهم وهلاكهم أحد من أهل السماء ، ولا من أهل الأرض ، وكانت العرب تقول عند موت السيد منهم بكت له السماء ، والأرض ، أي عمت مصيبته ، ومن ذلك قول جرير @ لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع @@ ومنه قول النابغة @ بكى حارث الحولان من فقد ربه وحوران منه خاشع متضائل @@ وقال الحسن في الكلام مضاف محذوف ، أي ما بكى عليهم أهل السماء والأرض من الملائكة والناس . وقال مجاهد إن السماء والأرض تبكيان على المؤمن أربعين صباحاً ، وقيل إنه يبكي على المؤمن مواضع صلاته ، ومصاعد عمله { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } أي ممهلين إلى وقت آخر بل عوجلوا بالعقوبة لفرط كفرهم ، وشدّة عنادهم { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرٰءيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } أي خلصناهم بإهلاك عدوّهم مما كانوا فيه من الاستعباد ، وقتل الأبناء واستحياء النساء ، وتكليفهم للأعمال الشاقة ، وقوله { مِن فِرْعَوْنَ } بدل من العذاب إما على حذف مضاف ، أي من عذاب فرعون ، وإما على المبالغة كأنه نفس العذاب ، فأبدل منه ، أو على أنه حال من العذاب تقديره صادراً من فرعون ، وقرأ ابن عباس من فرعون ؟ بفتح الميم على الاستفهام التحقيري كما يقال لمن افتخر بحسبه ، أو نسبه من أنت ؟ ثم بيّن سبحانه حاله ، فقال { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } أي عالياً في التكبر والتجبر من المسرفين في الكفر بالله ، وارتكاب معاصيه كما في قوله { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ٱلأرْضِ } القصص 4 . ولما بيّن سبحانه كيفية دفعه للضر عن بني إسرائيل بيّن ما أكرمهم به ، فقال { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَـٰهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي اختارهم الله على عالمي زمانهم على علم منه باستحقاقهم لذلك ، وليس المراد أنه اختارهم على جميع العالمين بدليل قوله في هذه الأمة { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } آل عمران 110 وقيل على كل العالمين لكثرة الأنبياء فيهم ، ومحل { على علم } النصب على الحال من فاعل { اخترناهم } أي حال كون اختيارنا لهم على علم منا ، و { على العالمين } متعلق باخترناهم { وَءاتَيْنَـٰهُم مِنَ ٱلآيَـٰتِ } أي معجزات موسى { مَا فِيهِ بَلَؤٌاْ مُّبِينٌ } أي اختبار ظاهر ، وامتحان واضح لننظر كيف يعملون . وقال قتادة الآيات إنجاؤهم من الغرق ، وفلق البحر لهم ، وتظليل الغمام عليهم ، وإنزال المنّ والسلوى لهم . وقال ابن زيد الآيات هي الشرّ الذي كفهم عنه ، والخير الذي أمرهم به . وقال الحسن ، وقتادة البلاء المبين النعمة الظاهرة كما في قوله { وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا } الأنفال 17 ، ومنه قول زهير @ فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو @@ والإشارة بقوله { إِنَّ هَـؤُلآء } إلى كفار قريش ، لأن الكلام فيهم ، وقصة فرعون مسوقة للدلالة على استوائهم في الإصرار على الكفر { لَيَقُولُونَ إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأوْلَىٰ } أي ما هي إلا موتتنا الأولى التي نموتها في الدنيا ، ولا حياة بعدها ، ولا بعث ، وهو معنى قوله { وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ } أي بمبعوثين ، وليس في الكلام قصد إلى إثبات موتة أخرى ، بل المراد ما العاقبة ونهاية الأمر إلا الموتة الأولى المزيلة للحياة الدنيوية ، قال الرازي المعنى أنه لا يأتينا من الأحوال الشديدة إلا الموتة الأولى ، ثم أوردوا على من وعدهم بالبعث ما ظنوه دليلاً ، وهو حجة داحضة ، فقالوا { فَأْتُواْ بِـئَابَائِنَا } أي ارجعوهم بعد موتهم إلى الدنيا { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } فيما تقولونه ، وتختبرونا به من البعث . ثم ردّ الله سبحانه عليهم بقوله { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } أي أهم خير في القوّة والمنعة ، أم قوم تبع الحميري الذي دار في الدنيا بجيوشه ، وغلب أهلها ، وقهرهم ، وفيه وعيد شديد . وقيل المراد بقوم تبع جميع أتباعه لا واحد بعينه . وقال الفراء الخطاب في قوله { فَأْتُواْ بِـئَابَائِنَا } لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده كقوله { رَبّ ٱرْجِعُونِ } المؤمنون 99 ، والأولى أنه خطاب له ، ولأتباعه من المسلمين والمراد بـ { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } عاد ، وثمود ، ونحوهم ، وقوله { أَهْلَكْنَـٰهُمْ } جملة مستأنفة لبيان حالهم ، وعاقبة أمرهم ، وجملة { إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } تعليل لإهلاكهم ، والمعنى أن الله سبحانه قد أهلك هؤلاء بسبب كونهم مجرمين ، فإهلاكه لمن هو دونهم بسبب كونه مجرماً مع ضعفه ، وقصور قدرته بالأولى . وقد أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { وَلَقَدْ فَتَنَّا } قال ابتلينا { قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } قال هو موسى { أَنْ أَدُّواْ إِلَىَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } أرسلوا معي بني إسرائيل { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } قال لا تعثوا { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِين } قال بعذر مبين { وَإِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } قال بالحجارة { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فَٱعْتَزِلُونِ } أي خلوا سبيلي . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عنه في قوله { أَنْ أَدُّواْ إِلَىَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } قال يقول اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق ، وفي قوله { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } قال لا تفتروا وفي قوله { أَن تَرْجُمُونِ } قال تشتمون . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عنه أيضاً في قوله { رَهْواً } قال سمتا . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً { رَهْواً } قال كهيئة ، وامضه . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عنه أيضاً أنه سأل كعباً عن قوله { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } قال طريقاً . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس أيضاً قال الرّهو أن يترك كما كان . وأخرج ابن أبي حاتم ، عنه أيضاً في قوله { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } قال المنابر . وأخرج ابن مردويه ، عن جابر مثله . وأخرج الترمذي ، وابن أبي الدنيا ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، والخطيب عن أنس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد إلاّ وله بابان باب يصعد منه عمله ، وباب ينزل منه رزقه ، فإذا مات ، فقداه ، وبكيا عليه " ، وتلا هذه الآية { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضُ } وذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم ، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام صالح ، فتفقدهم ، فتبكي عليهم . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في الشعب نحوه من قول ابن عباس . وأخرج أبو الشيخ عنه قال يقال الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً . وأخرج ابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، عن شريح بن عبيد الحضرمي مرسلاً قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الإسلام بدأ غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، ألا لا غربة على مؤمن ، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه ، إلا بكت عليه السماء والأرض " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضُ } ثم قال " إنهما لا يبكيان على كافر " وأخرج ابن المبارك ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر من طريق المسيب بن رافع ، عن عليّ بن أبي طالب قال إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ، ومصعد عمله من السماء ، ثم تلا الآية . وأخرج ابن المبارك ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس قال إن الأرض لتبكي على ابن آدم أربعين صباحاً ، ثم قرأ الآية . وأخرج الطبراني ، وابن مردويه عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تسبوا تبعاً فإنه قد أسلم " وأخرجه أحمد ، والطبراني ، وابن ماجه ، وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله ، وروي نحو هذا عن غيرهما من الصحابة ، والتابعين .