Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 21-34)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما فرغ سبحانه من ذكر أهل الجنة على العموم ذكر حال طائفة منهم على الخصوص ، فقال { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ } والموصول مبتدأ ، وخبره { أَلْحَقْنَا بِهِمْ } ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مقدّر ، أي وأكرمنا الذين آمنوا ، ويكون ألحقنا مفسراً لهذا الفعل المقدّر . قرأ الجمهور { واتبعتهم } بإسناد الفعل إلى الذرّية . وقرأ أبو عمرو أتبعناهم بإسناد الفعل إلى المتكلم ، كقوله { ألحقنا } . وقرأ الجمهور ذرّيتهم بالإفراد . وقرأ ابن عامر ، وأبو عمرو ، ويعقوب بالجمع ، إلاّ أن أبا عمرو قرأ بالنصب على المفعولية لكونه قرأ وأتبعناهم ، ورويت قراءة الجمع هذه عن نافع ، والمشهور عنه كقراءة الجمهور . وقرأ الجمهور { ألحقنا بهم ذرّيتهم } بالإفراد . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، ويعقوب على الجمع ، وجملة { وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم } معطوف على { آمنوا } أو معترضة ، و { بإيمان } متعلق بالاتباع ، ومعنى هذه الآية أن الله سبحانه يرفع ذرّية المؤمن إليه ، وإن كانوا دونه في العمل لتقر عينه ، وتطيب نفسه بشرط أن يكونوا مؤمنين ، فيختصّ ذلك بمن يتصف بالإيمان من الذرّية وهم البالغون دون الصغار ، فإنهم وإن كانوا لاحقين بآبائهم ، فبدليل آخر غير هذه الآية . وقيل إن الذرّية تطلق على الكبار والصغار ، كما هو المعنى اللغوي ، فيلحق بالآباء المؤمنين صغار ذرّيتهم وكبارهم ، ويكون قوله { بِإِيمَـٰنٍ } في محل نصب على الحال ، أي بإيمان من الآباء . وقيل إن الضمير في { بِهِمُ } راجع إلى الذرّية المذكورة أوّلاً ، أي ألحقنا بالذرّية المتبعة لآبائهم بإيمان ذرّيتهم . وقيل المراد بالذين آمنوا المهاجرون والأنصار فقط ، وظاهر الآية العموم ، ولا يوجب تخصيصها بالمهاجرين والأنصار كونهم السبب في نزولها إن صحّ ذلك ، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب { وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء } قرأ الجمهور بفتح اللام من " ألتنا " وقرأ ابن كثير بكسرها ، أي وما نقصنا الآباء بإلحاق ذرّيتهم بهم من ثواب أعمالهم شيئًا ، فضمير المفعول عائد إلى الذين آمنوا . وقيل المعنى وما نقصنا الذرية من أعمالهم شيئًا لقصر أعمارهم ، والأول أولى ، وقد قدمنا تحقيق معنى لاته ، وألاته في سورة الحجرات . وقرأ ابن هرمز آلتناهم بالمدّ ، وهو لغة . قال في الصحاح يقال ما آلته من عمله شيئًا ، أي ما نقصه { كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } رهين بمعنى مرهون ، والظاهر أنه عامّ ، وأن كل إنسان مرتهن بعمله ، فإن قام به على الوجه الذي أمره الله به فكه ، وإلاّ أهلكه . وقيل هو بمعنى راهن ، والمعنى كلّ امرىء بما كسب دائم ثابت . وقيل هذا خاصّ بالكفار لقوله { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } المدثر 38 ، 39 . ثم ذكر سبحانه ما أمدّهم به من الخير ، فقال { وَأَمْدَدْنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } أي زدناهم على ما كان لهم من النعيم بفاكهة متنوّعة ، ولحم من أنواع اللحمان مما تشتهيه أنفسهم ، ويستطيبونه { يَتَنَـٰزَعُونَ فِيهَا كَأْساً } أي يتعاطون ويتناولون كأساً ، والكأس إناء الخمر ، ويطلق على كل إناء مملوء من خمر ، أو غيره ، فإذا فرغ لم يسم كأساً { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } قال الزجاج لا يجري بينهم ما يلغي ، ولا ما فيه إثم ، كما يجري بين من يشرب الخمر في الدنيا ، والتأثيم تفعيل من الإثم ، والضمير في { فِيهَا } راجع إلى الكأس ، وقيل لا لغو فيها ، أي في الجنة ، ولا يجري فيها ما فيه إثم ، والأوّل أولى . قال ابن قتيبة لا تذهب بعقولهم فيلغوا ، كما يكون من خمر الدنيا ، ولا يكون منهم ما يؤثمهم . وقال الضحاك لا تأثيم أي لا كذب . قرأ الجمهور { لا لغو فيها ولا تأثيم } بالرفع ، والتنوين فيهما . وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن بفتحهما من غير تنوين . قال قتادة اللغو الباطل . وقال مقاتل بن حيان لا فضول فيها . وقال سعيد بن المسيب لا رفث فيها . وقال ابن زيد لا سباب ولا تخاصم فيها . والجملة في محل نصب على الحال صفة لـ { كأساً } { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ } أي يطوف عليهم بالكأس ، والفواكه ، والطعام ، وغير ذلك مماليك لهم ، وقيل أولادهم { كَأَنَّهُمْ } في الحسن والبهاء { لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } أي مستور مصون في الصدف لم تمسه الأيدي . قال الكسائي كننت الشيء سترته وصنته من الشمس ، وأكننته جعلته في الكنّ ، ومنه كننت الجارية ، وأكننتها فهي مكنونة . { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ } أي يسأل بعضهم بعضاً في الجنة عن حاله ، وما كان فيه من تعب الدنيا وخوف العاقبة ، فيحمدون الله الذي أذهب عنهم الحزن والخوف والهمّ ، وما كانوا فيه من الكد ، والنكد بطلب المعاش ، وتحصيل ما لا بدّ منه من الرّزق . وقيل يقول بعضهم لبعض بم صرتم في هذه المنزلة الرفيعة ؟ وقيل إن التساؤل بينهم عند البعث من القبور . والأوّل أولى ، لدلالة السياق على أنهم قد صاروا في الجنة ، وجملة { قَالُواْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل ماذا قال بعضهم لبعض عند التساؤل ؟ فقيل قالوا إنا كنا قبل ، أي قبل الآخرة ، وذلك في الدنيا في أهلنا خائفين وجلين من عذاب الله ، أو كنا خائفين من عصيان الله . { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } بالمغفرة والرحمة ، أو بالتوفيق لطاعته { وَوَقَـٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } يعني عذاب جهنم ، والسموم من أسماء جهنم ، كذا قال الحسن ، ومقاتل . وقال الكلبي ، وأبو عبيدة هو عذاب النار . وقال الزجاج سموم جهنم ما يوجد من حرّها . قال أبو عبيدة السموم بالنهار ، وقد يكون بالليل ، والحرور بالليل ، وقد يكون بالنهار ، وقد يستعمل السموم في لفح البرد ، وفي لفح الشمس ، والحرّ أكثر ، ومنه قول الشاعر @ اليوم يوم بارد سمومه من جزع اليوم فلا ألومه @@ وقيل سميت الريح سموماً لأنها تدخل المسام { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ } أي نوحد الله ونعبده ، أو نسأله أن يمنّ علينا بالمغفرة والرّحمة { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } قرأ الجمهور بكسر الهمزة على الاستئناف ، وقرأ نافع ، والكسائي بفتحها ، أي لأنه . والبرّ كثير الإحسان ، وقيل اللطيف ، والرحيم كثير الرحمة لعباده { فَذَكّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبّكَ بِكَـٰهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ } أي اثبت على ما أنت عليه من الوعظ والتذكير ، والباء متعلقة بمحذوف هو حال ، أي ما أنت متلبساً بنعمة ربك التي أنعم بها عليك من رجاحة العقل والنبوّة بكاهن ، ولا مجنون ، وقيل متعلقة بمحذوف يدل عليه الكلام ، أي ما أنت في حال إذكارك بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون ، وقيل الباء سببية متعلقة بمضمون الجملة المنفية ، والمعنى انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة الله عليك ، كما تقول ما أنا بمعسر بحمد الله . وقيل الباء للقسم متوسطة بين اسم " ما " وخبرها ، والتقدير ما أنت - ونعمة الله - بكاهن ولا مجنون ، والكاهن هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب من دون وحي ، أي ليس ما تقوله كهانة ، فإنك إنما تنطق بالوحي الذي أمرك الله بإبلاغه . والمقصود من الآية ردّ ما كان يقوله المشركون إنه كاهن ، أو مجنون . { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } " أم " هي المنقطعة ، وقد تقدّم الخلاف هل هيّ مقدّرة ببل والهمزة ، أو ببل وحدها ؟ قال الخليل هي هنا للاستفهام . قال سيبويه خوطب العباد بما جرى في كلامهم . قال النحاس يريد سيبويه أن " أم " في كلام العرب للخروج من حديث إلى حديث ، ونتربص في محل رفع صفة لشاعر ، وريب المنون صروف الدهر ، والمعنى ننتظر به حوادث الأيام فيموت كما مات غيره ، أو يهلك كما هلك من قبله ، والمنون يكون بمعنى الدهر ، ويكون بمعنى المنيّة . قال الأخفش المعنى نتربص إلى ريب المنون ، فحذف حرف الجرّ ، كما تقول قصدت زيداً ، وقصدت إلى زيد ، ومن هذا قول الشاعر @ تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوماً أو يموت خليلها @@ وقول أبي ذؤيب الهذلي @ أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع @@ قال الأصمعي المنون واحد لا جمع له . قال الفرّاء يكون واحداً وجمعاً . وقال الأخفش هو جمع لا واحد له . ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عنهم ، فقال { قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنّى مَعَكُمْ مّنَ ٱلْمُتَرَبّصِينَ } أي انتظروا موتي ، أو هلاكي ، فإني معكم من المتربصين لموتكم ، أو هلاككم . قرأ الجمهور { نتربص } بإسناد الفعل إلى جماعة المتكلمين . وقرأ زيد بن عليّ على البناء للمفعول . { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَـٰمُهُمْ بِهَـٰذَا } أي بل أتأمرهم عقولهم بهذا الكلام المتناقض ، فإن الكاهن هو المفرط في الفطنة والذكاء ، والمجنون هو ذاهب العقل فضلاً عن أن يكون له فطنة وذكاء . قال الواحدي قال المفسرون كانت عظماء قريش توصف بالأحلام والعقول ، فأزرأ الله بحلومهم حين لم تثمر لهم معرفة الحقّ من الباطل { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } أي بل أطغوا وجاوزوا الحدّ في العناد ، فقالوا ما قالوا ، وهذه الإضرابات من شيء إلى شيء مع الاستفهام ، كما هو مدلول " أم " المنقطعة ، تدل على أن ما تعقبها أشنع مما تقدّمها ، وأكثر جرأة وعناداً { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } أي اختلق القرآن من جهة نفسه وافتعله ، والتقوّل لا يستعمل إلاّ في الكذب في الغالب ، وإن كان أصله تكلف القول ، ومنه اقتال عليه ، ويقال اقتال عليه بمعنى تحكم عليه ، ومنه قول الشاعر @ ومنزلة في دار صدق وغبطة وما اقتال في حكم عليّ طبيب @@ ثم أضرب سبحانه عن قولهم { تَقَوَّلَهُ } وانتقل إلى ما هو أشدّ شناعة عليهم فقال { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } أي سبب صدور هذه الأقوال المناقضة عنهم كونهم كفاراً لا يؤمنون بالله ، ولا يصدقون ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم . ثم تحدّاهم سبحانه ، وألزمهم الحجة فقال { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ } أي مثل القرآن في نظمه ، وحسن بيانه ، وبديع أسلوبه { إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } فيما زعموا من قولهم إن محمداً صلى الله عليه وسلم تقوّله ، وجاء به من جهة نفسه مع أنه كلام عربيّ ، وهم رؤوس العرب وفصحاؤهم ، والممارسون لجميع الأوضاع العربية من نظم ونثر . وقد أخرج سعيد بن منصور ، وهناد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، والبيهقي عن ابن عباس قال إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة ، وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه . ثم قرأ { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم } الآية . وأخرجه البزار ، وابن مردويه عنه مرفوعاً . وأخرج الطبراني ، وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه ، وزوجته ، وولده ، فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك ، فيقول يا ربّ قد عملت لي ولهم ، فيؤمر بإلحاقهم به " ، وقرأ ابن عباس { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم } الآية . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وإن المشركين وأولادهم في النار " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } الآية وإسناده هكذا . قال عبد الله بن أحمد حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا محمد بن فضيل ، عن محمد بن عثمان ، عن زاذان ، عن عليّ بن أبي طالب قال سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هما في النار " ، فلما رأى الكراهة في وجهها قال " لو رأيت مكانهما لأبغضتهما " ، قالت يا رسول الله فولديّ منك . قال " في الجنة " ، قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وإن المشركين وأولادهم في النار " ، ثم قرأ { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } الآية . وقال الإمام أحمد في المسند حدّثنا يزيد ، حدّثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة ، فيقول يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول باستغفار ولدك لك " وإسناده صحيح . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، والحاكم عن ابن عباس { وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ } قال ما نقصناهم . وأخرج ابن أبي حاتم عنه { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا } يقول باطل { وَلاَ تَأْثِيمٌ } يقول كذب . وأخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان ، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا ، فيتحدّثان ، فيتكىء ذا ، ويتكىء ذا ، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا ، فيقول أحدهما يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله فغفر لنا " وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ } قال اللطيف . وأخرج ابن إسحاق ، وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احبسوه في وثاق ، وتربصوا به المنون حتى يهلك ، كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم ، فأنزل الله في ذلك { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } قال الموت .