Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-30)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } قرأ الجمهور بالنون في الفعلين ، وقرىء بالياء فيهما ، وناصب الظرف محذوف مقدر متأخراً ، أي يوم نحشرهم كان كيت وكيت ، والاستفهام في { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ } للتقريع والتوبيخ للمشركين . وأضاف الشركاء إليهم ، لأنها لم تكن شركاء لله في الحقيقة ، بل لما سموها شركاء أضيفت إليهم ، وهي ما كانوا يعبدونه من دون الله ، أو يعبدونه مع الله . قوله { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي تزعمونها شركاء ، فحذف المفعولان معاً ، ووجه التوبيخ بهذا الاستفهام أن معبوداتهم غابت عنهم في تلك الحال ، أو كانت حاضرة ولكن لا ينتفعون بها بوجه من الوجوه ، فكان وجودها كعدمها . قوله { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } قال الزجاج تأويل هذه الآية أن الله عزّ وجلّ أخبر بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم ، ثم أخبر أن فتنتهم لم تكن حتى رأوا الحقائق إلا أن انتفوا من الشرك ، ونظير هذا في اللغة أن ترى إنساناً يحب غاوياً ، فإذا وقع في هلكة تبرأ منه فتقول ما كانت محبتك إياه إلا أن تبرأت منه انتهى . فالمراد بالفتنة على هذا كفرهم أي لم تكن عاقبة كفرهم الذي افتخروا به ، وقاتلوا عليه ، إلا ما وقع منهم من الجحود والحلف على نفيه بقولهم { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } وقيل المراد بالفتنة هنا جوابهم ، أي لم يكن جوابهم إلا الجحود والتبريء ، فكان هذا الجواب فتنة لكونه كذباً ، وجملة { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } معطوفة على عامل الظرف المقدّر كما مرّ والاستثناء مفرّغ ، وقرىء " فتنتهم " بالرفع وبالنصب . ويكن وتكن والوجه ظاهر ، وقرىء " وَمَا كَانَ فِتْنَتُهُمْ " وقرىء " رَبَّنَا " بالنصب على النداء { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } بإنكار ما وقع منهم في الدنيا من الشرك ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي زال وذهب افتراؤهم وتلاشى ، وبطل ما كانوا يظنونه من أن الشركاء يقرّبونهم إلى الله . هذا على أنّ " ما " مصدرية . وقيل هي موصولة عبارة عن الآلهة أي فارقهم ما كانوا يعبدون من دون الله فلم يغن عنهم شيئاً ، وهذا تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حالهم المختلفة ودعواهم المتناقضة . وقيل لا يجوز أن يقع منهم كذب في الآخرة لأنها دار لا يجري فيها غير الصدق ، فمعنى { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } نفي شركهم عند أنفسهم ، وفي اعتقادهم ، ويؤيد هذا قوله تعالى { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } النساء 42 . قوله { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } هذا كلام مبتدأ لبيان ما كان يصنعه بعض المشركين في الدنيا ، والضمير عائد إلى الذين أشركوا ، أي وبعض الذين أشركوا يستمع إليك حين تتلو القرآن { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أي فعلنا ذلك بهم مجازاة على كفرهم ، والأكنة الأغطية جمع كنان مثل الأسنة والسنان ، كننت الشيء في كنه إذا جعلته فيه ، وأكننته أخفيته ، وجملة { جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } مستأنفة للإخبار بمضمونها ، أو في محل نصب على الحال ، أي وقد جعلنا على قلوبهم أغطية كراهة أن يفقهوا القرآن ، أو لئلا يفقهوه ، والوقر الصمم ، يقال وقرت أذنه تقر وقراً أي صمت . وقرأ طلحة ابن مصرف " وِقْراً " بكسر الواو ، أي جعل في آذانهم ما سدّها عن استماع القول على التشبيه بوقر البعير ، وهو مقدار ما يطيق أن يحمله ، وذكر الأكنة والوقر تمثيل لفرط بعدهم عن فهم الحق وسماعه ، كأن قلوبهم لا تعقل ، وأسماعهم لا تدرك ، { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } أي لا يؤمنوا بشيء من الآيات التي يرونها من المعجزات ، ونحوها لعنادهم وتمرّدهم . قوله { حَتَّىٰ إِذَا جَاءوكَ يُجَـٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأوَّلِينَ } " حتى " هنا هي الابتدائية التي تقع بعدها الجمل ، وجملة { يجادلونك } في محل نصب على الحال . والمعنى أنهم بلغوا من الكفر والعناد أنهم إذا جاءوك مجادلين لم يكتفوا بمجرد عدم الإيمان ، بل يقولون إن هذا إلا أساطير الأوّلين . وقيل " حتى " هي الجارة وما بعدها في محل جر ، والمعنى حتى وقت مجيئهم مجادلين يقولون إن هذا إلا أساطير الأوّلين ، وهذا غاية التكذيب ونهاية العناد . والأساطير قال الزجاج واحدها أسطار . وقال الأخفش أسطورة . وقال أبو عبيدة أسطارة . وقال النحاس أسطور . وقال القشيري أسطير . وقيل هو جمع لا واحد له كعباديد وأبابيل ، والمعنى ما سطره الأوّلون في الكتب من القصص والأحاديث . قال الجوهري الأساطير الأباطيل والترهات . قوله { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنأون عَنْهُ } أي ينهى المشركون الناس عن الإيمان بالقرآن ، أو بمحمد صلى الله عليه وسلم ويبعدون هم في أنفسهم عنه . وقيل إنها نزلت في أبي طالب ، فإنه كان ينهى الكفار عن أذية النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ويبعد هو عن إجابته { وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } أي ما يهلكون بما يقع منهم من النهي والنأي ، إلا أنفسهم بتعريضها لعذاب الله وسخطه ، والحال أنهم ما يشعرون بهذا البلاء الذي جلبوه على أنفسهم . قوله { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من تتأتى منه الرؤية . وعبر عن المستقبل يوم القيامة بلفظ الماضي تنبيهاً على تحقق وقوعه ، كما ذكره علماء المعاني ، و { وُقِفُواْ } معناه حبسوا ، يقال وقفته وقفا ووقف وقوفاً ، وقيل معنى { وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } أدخلوها ، فتكون " على " بمعنى " في " . وقيل هي بمعنى الباء أي وقفوا بالنار أي بقربها معاينين لها ، ومفعول ترى محذوف ، وجواب " لو " محذوف ، ليذهب السامع كل مذهب ، والتقدير لو تراهم إذا وقفوا على النار لرأيت منظراً هائلاً وحالاً فظيعاً { فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } أي إلى الدنيا { وَلاَ نُكَذّبَ بِـئَايَـٰتِ رَبّنَا } أي التي جاءنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بها العاملين بما فيها ، والأفعال الثلاثة داخلة تحت التمني أي تمنوا الرد ، وأن لا يكذبوا ، وأن يكونوا من المؤمنين ، برفع الأفعال الثلاثة كما هي قراءة الكسائي وأهل المدينة ، وشعبة ، وابن كثير ، وأبي عمرو . وقرأ حفص ، وحمزة ، بنصب نكذب ونكون بإضمار أن بعد الواو على جواب التمني ، واختار سيبويه القطع في { وَلاَ نُكَذّبَ } فيكون غير داخل في التمني ، والتقدير ونحن لا نكذب على معنى الثبات على ترك التكذيب ، أي لا نكذب رددنا أو لم نردّ ، قال وهو مثل دعني ولا أعود ، أي لا أعود على كل حال تركتني أو لم تتركني . واستدل أبو عمرو بن العلاء على خروجه من التمني بقوله { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } لأن الكذب لا يكون في التمني . وقرأ ابن عامر { وَنَكُونَ } بالنصب ، وأدخل الفعلين الأوّلين في التمني ، وقرأ أبيّ " وَلاَ نُكَذّبَ بِـئَايَـٰتِ رَبّنَا أَبَدًا " وقرأ هو وابن مسعود " يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ فلاَ نُكَذّبَ " بالفاء والنصب ، والفاء ينصب بها في جواب التمني كما ينصب بالواو كما قال الزجاج ، وقال أكثر البصريين لا يجوز الجواب إلا بالفاء . قوله { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } هذا إضراب عما يدل عليه التمني من الوعد بالإيمان والتصديق ، أي لم يكن ذلك التمني منهم عن صدق نية وخلوص اعتقاد ، بل هو لسبب آخر ، وهو أنه بدا لهم ما كانوا يخفون ، أي يجحدون من الشرك ، وعرفوا أنهم هالكون بشركهم ، فعدلوا إلى التمني والمواعيد الكاذبة . وقيل بدا لهم ما كانوا يخفون من النفاق والكفر بشهادة جوارحهم عليهم . وقيل بدا لهم ما كانوا يكتمون من أعمالهم القبيحة كما قال تعالى { وَبَدَا لَهُمْ مّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47 وقال المبرد بدا لهم جزاء كفرهم الذي كانوا يخفونه ، وهو مثل القول الأوّل . وقيل المعنى أنه ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة { وَلَوْ رُدُّواْ } إلى الدنيا حسبما تمنوا { لَعَـٰدُواْ } لفعل ما نهوا عنه من القبائح التي رأسها الشرك ، كما عاين إبليس ما عاين من آيات الله ثم عاند { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } أي متصفون بهذه الصفة لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ولو شاهدوا ما شاهدوا . وقيل المعنى وإنهم لكاذبون فيما أخبروا به عن أنفسهم من الصدق والإيمان . وقرأ يحيـى بن وثاب " وَلَوْ رِدُّوا " بكسر الراء لأن الأصل رددوا فنقلت كسرة الدال إلى الراء ، وجملة { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } معترضة بين المعطوف وهو { وقالوا } ، وبين المعطوف عليه وهو { لعادوا } أي لعادوا إلى ما نهوا عنه { وَقَالُواْ إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أي ما هي إلا حياتنا الدنيا { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت ، وهذا من شدّة تمرّدهم وعنادهم ، حيث يقولون هذه المقالة على تقدير أنهم رجعوا إلى الدنيا بعد مشاهدتهم للبعث . قوله { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبّهِمْ } قد تقدّم تفسيره في قوله { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } أي حبسوا على ما يكون من أمر ربهم فيهم . وقيل " على " بمعنى " عند " ، وجواب " لو " محذوف ، أي لشاهدت أمراً عظيماً ، والاستفهام في { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقّ } للتقريع والتوبيخ ، أي أليس هذا البعث الذي ينكرونه كائناً موجوداً ، وهذا الجزاء الذي يجحدونه حاضراً . { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبّنَا } اعترفوا بما أنكروا ، وأكدوا اعترافهم بالقسم { قَالَ فَذوقوا ٱلْعَذَاب } الذي تشاهدونه وهو عذاب النار { بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } أي بسبب كفركم به أو بكل شيء مما أمرتم بالإيمان به في دار الدنيا . وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } قال معذرتهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عنه { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } قال حجتهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } يعني المنافقين والمشركين قالوا وهم في النار هلم فلنكذب فلعله أن ينفعنا ، فقال الله { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ } في القيامة { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يكذبون في الدنيا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عنه في قوله { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } ثم قال { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } النساء 42 قال بجوارحهم . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } قال باعتذارهم الباطل { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } قال ما كانوا يشركون . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } قال قريش ، وفي قوله { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } قال كالجعبة للنبل . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى ءاذَانِهِمْ وَقْراً } قال يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئاً ، كمثل البهيمة التي لا تسمع النداء ولا تدري ما يقال لها . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ قال الغطاء أكن قلوبهم أن يفقهوه ، والوقر الصمم ، و { أَسَـٰطِيرُ ٱلأوَّلِينَ } أساجيع الأوّلين . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال أساطير الأوّلين أحاديث الأوّلين . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة قال أساطير الأوّلين كذب الأوّلين وباطلهم . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس في قوله { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } قال نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يردّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتباعد عما جاء به . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن القاسم بن مخيمرة نحوه . وأخرج ابن جرير عن عطاء نحوه أيضاً . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في الآية قال ينهون عنه الناس أن يؤمنوا به ، وينأون عنه يتباعدون . وأخرج ابن جرير ، من طريق العوفيّ عنه قال لا يلقونه ولا يدعون أحداً يأتيه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن محمد بن الحنفية ، في الآية قال كفار مكة كانوا يدفعون الناس عنه ولا يجيبونه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد نحوه . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة قال ينهون عن القرآن ، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وينأون عنه يتباعدون عنه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن أبي هلال ، في الآية قال نزلت في عمومة النبيّ صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة ، فكانوا أشدّ الناس معه في العلانية ، وأشدّ الناس عليه في السرّ . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } قال من أعمالهم { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَـٰدُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } يقول ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم ، أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال أخبر الله سبحانه أنهم لو ردّوا لم يقدروا على الهدى ، فقال { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَـٰدُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } أي ولو ردّوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حيل بينهم وبينه أوّل مرّة ، وهم في الدنيا .