Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 91-94)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } قدرت الشيء وقدّرته عرفت مقداره ، وأصله الستر ، ثم استعمل في معرفة الشيء ، أي لم يعرفوه حق معرفته ، حيث أنكروا إرساله للرسل ، وإنزاله للكتب . وقيل المعنى وما قدروا نعم الله حق تقديرها . وقرأ أبو حيوة " وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ " بفتح الدال وهي لغة ، ولما وقع منهم هذا الإنكار وهم من اليهود ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يورد عليهم حجة لا يطيقون دفعها ، فقال { قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ ٱلَّذِى جَاء بِهِ مُوسَىٰ } وهم يعترفون بذلك ويذعنون له ، فكان في هذا من التبكيت لهم والتقريع ما لا يقادر قدره ، مع إلجائهم إلى الاعتراف بما أنكروه ، من وقوع إنزال الله على البشر ، وهم الأنبياء عليهم السلام ، فبطل جحدهم وتبين فساد إنكارهم وقيل إن القائلين بهذه المقالة هم كفار قريش ، فيكون إلزامهم بإنزال الله الكتاب على موسى من جهة أنهم يعترفون بذلك ، ويعلمونه بالأخبار من اليهود ، وقد كانوا يصدقونهم ، و { نُوراً وَهُدًى } منتصبان على الحال ، و { لِلنَّاسِ } متعلق بمحذوف هو صفة لهدى ، أي كائناً للناس . قوله { تَجْعَلُونَهُ قَرٰطِيسَ } أي تجعلون الكتاب الذي جاء به موسى في قراطيس تضعونه فيها ليتمّ لكم ما تريدونه من التحريف والتبديل ، وكتم صفة النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة فيه ، وهذا ذمّ لهم ، والضمير في { تُبْدُونَهَا } راجع إلى القراطيس ، وفي { تَجْعَلُونَهُ } راجع إلى الكتاب ، وجملة { تجعلونه } في محل نصب على الحال ، وجملة { تبدونها } صفة لقراطيس { وَتُخْفُونَ كَثِيراً } معطوف على { تبدونها } أي وتخفون كثيراً منها ، والخطاب في { وَعُلّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ ءابَاؤُكُمْ } لليهود ، أي والحال أنكم قد علمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ، ويحتمل أن تكون هذه الجملة استئنافية مقرّرة لما قبلها ، والذي علموه هو الذي أخبرهم به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأمور التي أوحى الله إليه بها ، فإنها اشتملت على ما لم يعلموه من كتبهم ، ولا على لسان أنبيائهم ، ولا علمه آباؤهم ، ويجوز أن يكون " ما " في { ما لم تعلموا } عبارة عما علموه من التوراة ، فيكون ذلك على وجه المنّ عليهم بإنزال التوراة . وقيل الخطاب للمشركين من قريش وغيرهم ، فتكون « ما » عبارة عما علموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أمره الله رسوله بأن يجيب عن ذلك الإلزام الذي ألزمهم به حيث قال { مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ ٱلَّذِى جَاء بِهِ مُوسَىٰ } فقال { قُلِ ٱللَّهُ } أي أنزله الله { ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } أي ذرهم في باطلهم حال كونهم يلعبون ، أي يصنعون صنع الصبيان الذين يلعبون . قوله { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ } هذا من جملة الرد عليهم في قولهم { مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مّن شَىْء } أخبرهم بأن الله أنزل التوراة على موسى ، وعقبه بقوله { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ } يعني على محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف تقولون { مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مّن شَىْء } ؟ ومبارك ومصدق صفتان لكتاب ، والمبارك كثير البركة ، والمصدق كثير التصديق ، والذي بين يديه ما أنزل الله من الكتب على الأنبياء من قبله ، كالتوراة والإنجيل ، فإنه يوافقها في الدعوة إلى الله ، وإلى توحيده ، وإن خالفها في بعض الأحكام . قوله { وَلِتُنذِرَ } قيل هو معطوف على ما دل عليه مبارك ، كأنه قيل أنزلناه للبركات ولتنذر ، وخص أم القرى وهي مكة ، لكونها أعظم القرى شأناً ، ولكونها أوّل بيت وضع للناس ، ولكونها قبلة هذه الأمة ومحلّ حجهم ، فالإنذار لأهلها مستتبع لإنذار سائر أهل الأرض ، والمراد بمن حولها جميع أهل الأرض ، والمراد بأنذر أمّ القرى إنذار أهلها وأهل سائر الأرض ، فهو على تقدير مضاف محذوف كسؤال القرية { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } مبتدأ ، و { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } خبره ، والمعنى أن من حق من صدق بالدار الآخرة أن يؤمن بهذا الكتاب ، ويصدق ، ويعمل بما فيه ، لأن التصديق بالآخرة يوجب قبول من دعا الناس إلى ما ينال به خيرها ، ويندفع به ضرّها . وجملة { وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } في محل نصب على الحال ، وخص المحافظة على الصلاة من بين سائر الواجبات لكونها عمادها وبمنزلة الرأس لها . قوله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } هذه الجملة مقررة لمضمون ما تقدّم من الاحتجاج عليهم بأن الله أنزل الكتب على رسله ، أي كيف تقولون ما أنزل الله على بشر من شيء ، وذلك يستلزم تكذيب الأنبياء عليهم السلام ، ولا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً فزعم أنه نبيّ وليس بنبيّ ، أو كذب على الله في شيء من الأشياء { أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْء } أي والحال أنه لم يوح إليه شيء ، وقد صان الله أنبياءه عما تزعمون عليهم ، وإنما هذا شأن الكذابين رؤوس الإضلال ، كمسيلمة الكذاب ، والأسود العنسي ، وسجاح . قوله { وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ ٱللَّهُ } معطوف على { من افترى } أي ومن أظلم ممن افترى أو ممن قال أوحى إليّ ولم يوح إليه شيء ، أو ممن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ، وهم القائلون { لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } الأنفال 31 وقيل هو عبد الله بن أبي سرح ، فإنه كان يكتب الوحي لرسول صلى الله عليه وسلم ، فأملى عليه رسول صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَر } المؤمنون 14 فقال عبد الله { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ } المؤمنون 14 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هكذا أنزلت " فشكّ عبد الله حينئذ وقال لئن كان محمد صادقاً لقد أوحى إليّ كما أوحى إليه ، ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال ، ثم ارتدّ عن الإسلام ، ولحق بالمشركين ، ثم أسلم يوم الفتح كما هو معروف ، قوله { وَلَوْ تَرَى إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } الخطاب لرسول الله صلى الله عيله وسلم أو لكل من يصلح له ، والمراد كل ظالم ، ويدخل فيه الجاحدون لما أنزل الله ، والمدّعون للنبوات افتراء على الله دخولاً أوّلياً ، وجواب " لو " محذوف ، أي لرأيت أمراً عظيماً . والغمرات جمع غمرة وهي الشدّة ، وأصلها الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها ، ومنه غمرة الماء ، ثم استعملت في الشدائد ، ومنه غمرة الحرب . قال الجوهري والغمرة الشدّة والجمع غمر مثل نوبة ونوب ، وجملة { وَٱلْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } في محل نصب ، أي والحال أن الملائكة باسطو أيديهم لقبض أرواح الكفار . وقيل للعذاب وفي أيديهم مطارق الحديد ، ومثله قوله تعالى { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلَـئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـٰرَهُمْ } الأنفال 50 . قوله { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } أي قائلين لهم أخرجوا أنفسكم من هذه الغمرات التي وقعتم فيها ، أو أخرجوا أنفسكم من أيدينا وخلصوها من العذاب ، أو أخرجوا أنفسكم من أجسادكم ، وسلموها إلينا لنقبضها { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } أي اليوم الذي تقبض فيه أرواحكم ، أو أرادوا باليوم الوقت الذي يعذبون فيه الذي مبدؤه عذاب القبر ، والهون والهوان بمعنى أي اليوم تجزون عذاب الهوان الذي تصيرون به في إهانة ومذلة ، بعدما كنتم فيه من الكبر والتعاظم ، والباء في { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقّ } للسببية ، أي بسبب قولكم هذا من إنكار إنزال الله كتبه على رسله والإشراك به { وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـٰتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } عن التصديق لها والعمل بها ، فكان ما جوزيتم به من عذاب الهون { جَزَاء وِفَـٰقاً } النبأ 26 . قوله { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ } قرأ أبو حيوة " فرادى " بالتنوين ، وهي لغة تميم ، وقرأ الباقون بألف التأنيث للجمع فلم ينصرف . وحكى ثعلب « فراد » بلا تنوين مثل ثلاث ورباع ، وفرادى جمع فرد كسكارى جمع سكران ، وكسالى جمع كسلان ، والمعنى جئتمونا منفردين واحداً واحداً كل واحد منفرد عن أهله وماله ، وما كان يعبده من دون الله ، فلم ينتفع بشيء من ذلك { كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي على الصفة التي كنتم عليها عند خروجكم من بطون أمهاتكم ، والكاف نعت مصدر محذوف ، أي جئتمونا مجيئاً مثل مجيئكم عند خلقنا لكم ، أو حال من ضمير { فرادى } أي متشابهين ابتداء خلقنا لكم { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَـٰكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ } أي أعطيناكم ، والخول ما أعطاه الله للإنسان من متاع الدنيا ، أي تركتم ذلك خلفكم لم تأتونا بشيء منه ، ولا انتفعتم به بوجه من الوجوه { وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ ٱلَّذِينَ } عبدتموهم وقلتم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } الزمر 3 و { زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء } لله يستحقون منكم العبادة كما يستحقها . قوله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } قرأ نافع والكسائي وحفص بنصب { بينكم } على الظرفية ، وفاعل { تقطع } محذوف ، أي تقطع الوصل بينكم أنتم وشركاؤكم ، كما يدل عليه { وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ } . وقرأ الباقون بالرفع على إسناد التقطع إلى البين ، أي وقع التقطع بينكم ، ويجوز أن يكون معنى قراءة النصب معنى قراءة الرفع في إسناد الفعل إلى الظرف ، وإنما نصب لكثرة استعماله ظرفاً . وقرأ ابن مسعود « لقد تقطع ما بينكم » على إسناد الفعل إلى " ما " أي الذي بينكم { وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } من الشركاء والشرك ، وحيل بينكم وبينهم . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } قال هم الكفار لم يؤمنوا بقدرة الله ، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير ، قد قدر الله حق قدره ، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره ، إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء . قالت اليهود يا محمد أنزل الله عليك كتاباً ؟ قال " نعم " ، قالوا والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فأنزل الله { قُلْ } يا محمد { مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ ٱلَّذِى جَاء بِهِ مُوسَىٰ } إلى آخر الآية . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مّن شَىْء } قالها مشركو قريش . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ قال قال فنحاص اليهودي ما أنزل الله على محمد من شيء ، فنزلت . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن عكرمة قال نزلت في مالك بن الصيف . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير ، قال جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين ؟ " وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه ويحك ولا على موسى ؟ قال ما أنزل الله على بشر من شيء ، فنزلت . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { تَجْعَلُونَهُ قَرٰطِيسَ } قال اليهود ، وقوله { وَعُلّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ ءابَاؤُكُمْ } قال هذه للمسلمين . وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { وَعُلّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ } قال هم اليهود آتاهم الله علماً فلم يقتدوا به ، ولم يأخذوا به ولم يعملوا به ، فذمهم الله في علمهم ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ } قال هو القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد ، عنه قال { مُّصَدّقُ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ } أي من الكتب التي قد خلت قبله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس في قوله { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } قال مكة ومن حولها . قال يعني ما حولها من القرى ، إلى المشرق والمغرب . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السديّ قال إنما سميت أمّ القرى لأن أوّل بيت وضعت بها . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله { وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } قال هي مكة ، قال وبلغني أن الأرض دحيت من مكة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عطاء بن دينار نحوه . وأخرج الحاكم في المستدرك ، عن شرحبيل بن سعد قال نزلت في عبد الله بن أبي سرح { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْء } الآية . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فرّ إلى عثمان أخيه من الرضاعة ، فغيبه عنده حتى اطمأنّ أهل مكة ، ثم استأمن له . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي خلف الأَعمى أنها نزلت في عبد الله بن أبي سرح . وكذلك روى ابن أبي حاتم عن السديّ . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن جريج ، في قوله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْء } قال نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل ما دعا إليه { وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ ٱللَّهُ } قال نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة نحوه . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة لما نزلت { وَٱلْمُرْسَلَـٰتِ عُرْفاً فَٱلْعَـٰصِفَـٰتِ عَصْفاً } المرسلات 1 ، 2 قال النضر وهو من بني عبد الدار والطاحنات طحناً والعاجنات عجناً قولاً كثيراً ، فأنزل الله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } الآية . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله { غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } قال سكرات الموت . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عنه قال في قوله { وَٱلْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } هذا عند الموت ، والبسط الضرب { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـٰرَهُمْ } الأنفال 50 ، محمد 27 . وأخرج أبو الشيخ عنه قال في الآية هذا ملك الموت عليه السلام . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله { وَٱلْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } قال بالعذاب . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله { عَذَابَ ٱلْهُونِ } قال الهوان . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عكرمة قال قال النضر بن الحارث سوف تشفع لي اللات والعزّى ، فنزلت { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ } الآية . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير ، في قوله { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ } الآية ، قال كيوم ولد يردّ عليه كل شيء نقص منه يوم ولد . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ في قوله { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَـٰكُمْ } قال من المال والخدم { وَرَاء ظُهُورِكُمْ } قال في الدنيا . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } قال ما كان بينهم من الوصل . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } قال تواصلكم في الدنيا .