Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-122)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ } أي من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب أي ثم أرسلنا موسى بعد إرسالنا لهؤلاء الرسل . وقيل الضمير في { مّن بَعْدِهِمْ } راجع إلى الأمم السابقة ، أي من بعد إهلاكهم { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وملئه } فرعون هو لقب لكل من يملك أرض مصر بعد العمالقة . وملأ فرعون أشراف قومه ، وتخصيصهم بالذكر مع عموم الرسالة لهم ولغيرهم ، لأن من عداهم كالأتباع لهم . قوله { فَظَلَمُواْ بِهَا } أي كفروا بها . وأطلق الظلم على الكفر ، لكون كفرهم بالآيات التي جاء بها موسى كان كفراً متبالغاً ، لوجود ما يوجب الإيمان من المعجزات العظيمة التي جاءهم بها . والمراد بالآيات هنا هي الآيات التسع . أو معنى { فَظَلَمُواْ بِهَا } ظلموا الناس بسببها لما صدّوهم عن الإيمان بها ، أو ظلموا أنفسهم بسببها { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي المكذبين بالآيات الكافرين بها ، وجعلهم مفسدين ، لأن تكذيبهم وكفرهم من أقبح أنواع الفساد . قوله { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنّى رَسُولٌ مِن رَّبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أخبره بأنه مرسل من الله إليه ، وجعل ذلك عنواناً لكلامه معه ، لأن من كان مرسلاً من جهة من هو رب العالمين أجمعين ، فهو حقيق بالقبول لما جاء به ، كما يقول من أرسله الملك في حاجة إلى رعيته أنا رسول الملك إليكم ، ثم يحكي ما أرسل به فإن في ذلك من تربية المهابة ، وإدخال الروعة ، مالا يقادر قدره . قوله { حَقِيقٌ عَلَى أَن لا أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ } قرىء " حقيق عليّ أن لا أقول " أي واجب عليّ ، ولازم لي ، أن لا أقول فيما أبلغكم عن الله إلا القول الحق ، وقرىء { حَقِيقٌ عَلَى أَن لا أَقُولَ } بدون ضمير في " على " قيل في توجيهه إن " على " معنى الباء ، أي حقيق بأن لا أقول . ويؤيده قراءة أبيّ والأعمش ، فإنهما قرآ « حقيق بأن لا أقول » . وقيل إن { حَقِيقٌ } مضمن معنى حريص . وقيل إنه لما كان لازماً للحق ، كان الحق لازماً له . فقول الحق حقيق عليه ، وهو حقيق على قول الحق . وقيل إنه أغرق في وصف نفسه في ذلك المقام ، حتى جعل نفسه حقيقة على قول الحق ، كأنه وجب على الحق أن يكون موسى هو قائله . وقرأ عبد الله بن مسعود « حقيق أن لا أقول » بإسقاط " على " ، ومعناها واضح . ثم قال بعد هذا { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيّنَةٍ مّن رَّبّكُمْ } أي بما يتبين به صدقي ، وأني رسول من رب العالمين . وقد طوى هنا ذكر ما دار بينهما من المحاورة ، كما في موضع آخر أنه قال فرعون { فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } طه 49 . ثم قال بعد جواب موسى { وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } الشعراء 23 الآيات الحاكية لما دار بينهما . قوله { فَأَرْسِلْ مَعِىَ بَنِى إِسْرٰءيلَ } أمره بأن يدع بني إسرائيل يذهبون معه ، ويرجعون إلى أوطانهم ، وهي الأرض المقدّسة . وقد كانوا باقين لديه مستعبدين ممنوعين من الرجوع إلى وطنهم ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، فلما قال ذلك { قَالَ } له فرعون { إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيةٍ } من عند الله كما تزعم { فَأْتِ بِهَا } حتى نشاهدها ، وننظر فيها { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في هذه الدعوى التي جئت بها . قوله { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي وضعها على الأرض فانقلبت ثعباناً ، أي حية عظيمة من ذكور الحيات . ومعنى { مُّبِينٌ } أن كونها حية في تلك الحال أمر ظاهر واضح لا لبس فيه . { وَنَزَعَ يَدَهُ } أي أخرجها وأظهرها من جيبه ، أو من تحت إبطه ، وفي التنزيل { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوء } النمل 12 . قوله { فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء لِلنَّـٰظِرِينَ } أي فإذا يده التي أخرجها بيضاء تتلألأ نوراً ، يظهر لكل مبصر . { قَالَ ٱلْمَلأُ } أي الأشراف { مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } لما شاهدوا انقلاب العصى حية ، ومصير يده بيضاء من غير سوء { إِنَّ هَذَا } أي موسى { لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ } أي كثير العلم بالسحر . ولا تنافي بين نسبة هذا القول إلى الملأ هنا ، وإلى فرعون في سورة الشعراء ، فكلهم قد قالوه ، فكان ذلك مصححاً لنسبته إليهم تارة وإليه أخرى . وجملة { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مّنْ أَرْضِكُمْ } وصف { لساحر } . والأرض المنسوبة إليهم هي أرض مصر . وهذا من كلام الملأ . وأما { فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } فقيل هو من كلام فرعون ، قال للملأ لما قالوا بما تقدّم ، أي بأي شيء تأمرونني . وقيل هو من كلام الملأ ، أي قالوا لفرعون ، فبأي شيء تأمرنا ، وخاطبوه بما تخاطب به الجماعة تعظيماً له ، كما يخاطب الرؤساء أتباعهم . و " ما " في موضع نصب بالفعل الذي بعدها . ويجوز أن تكون " ذا " بمعنى الذي ، كما ذكره النحاة في ماذا صنعت ، وكون هذا من كلام فرعون هو الأولى ، بدليل ما بعده ، وهو { قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } قال الملأ جواباً لكلام فرعون ، حيث استشارهم وطلب ما عندهم من الرأي { أرجه } ، أي أخره وأخاه . يقال أرجأته وأرجيته أخرته . قرأ عاصم والكسائي وحمزة وأهل المدينة « أرجه » بغير همز . وقرأ الباقون بالهمز . وقرأ أهل الكوفة إلا الكسائي " أرجه " بسكون الهاء . قال الفراء هي لغة للعرب يقفون على الهاء في الوصل ، وأنكر ذلك البصريون . وقيل معنى { أرجه } احبسه . وقيل هو من رجا يرجو ، أي أطمعه ودعه يرجوك ، حكاه النحاس عن محمد بن يزيد المبرد { وَأَرْسِلْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } أي أرسل جماعة حاشرين في المدائن التي فيها السحرة ، و { حاشرين } مفعول { أرسل } . وقيل هو منصوب على الحال . و { يَأْتُوكَ } جواب الأمر ، أي يأتوك هؤلاء الذين أرسلتهم { بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } أي بكل ماهر في السحر ، كثير العلم بصناعته . قرأ أهل الكوفة إلا عاصم « سحار » . وقرأ من عداهم { ساحر } . قوله { وَجَاء ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ } في الكلام طيّ ، أي فبعث في المدائن حاشرين ، وجاء السحرة فرعون . قوله { قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا } أي فلما جاءوا فرعون قالوا له إن لنا لأجراً ، والجملة استئنافية جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل أيّ شيء قالوا له لما جاءوه ؟ والأجر الجائزة والجعل ، ألزموا فرعون أن يجعل لهم جُعلاً ، إن غلبوا موسى بسحرهم . قرأ نافع ، وابن كثير { إن لنا } على الإخبار . وقرأ الباقون « أئن لنا » على الاستفهام . استفهموا فرعون عن الجعل الذي سيجعله لهم على الغلبة ، ومعنى الاستفهام التقرير . وأما على القراءة الأولى ، فكأنهم قاطعون بالجعل ، وأنه لابدّ لهم منه ، فأجابهم فرعون بقوله { نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } أي إن تلكم لأجراً ، وإنكم مع هذا الأجر المطلوب منكم لمن المقرّبين لدينا . قوله { قَالُواْ يا مُوسَىٰ إَمَا أَن تُلْقِىَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } هذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل فما قالوا لموسى بعد أن قال لهم فرعون { نعم وإنكم لمن المقرّبين } . والمعنى أنهم خيروا موسى بين أن يبتدىء بإلقاء ما يلقيه عليهم ، أو يبتدئوه هم بذلك تأدّباً معه ، وثقة من أنفسهم بأنهم غالبون ، وإن تأخروا ، و " أن " في موضع نصب ، قاله الكسائي والفراء ، أي إما أن تفعل الإلقاء أو نفعله نحن . فأجابهم موسى بقوله { أَلْقَوْاْ } اختار أن يكونوا المتقدّمين عليه بإلقاء ما يلقونه غير مبال بهم ، ولا هائب لما جاءوا به . قال الفراء في الكلام حذف . المعنى قال لهم موسى إنكم لم تغلبوا ربكم ، ولن تبطلوا آياته . وقيل هو تهديد ، أي ابتدئوا بالإلقاء فستنظرون ما يحل بكم من الافتضاح . والموجب لهذين التأويلين عند من قال بهما أنه لا يجوز على موسى أن يأمرهم بالسحر { فَلَمَّا أَلْقُوْاْ } أي حبالهم وعصيهم { سَحَرُواْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } أي قلبوها وغيروها عن صحة إدراكها بما جاءوا به من التمويه والتخييل الذي يفعله المشعوذون وأهل الخفة { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } أي أدخلوا الرهبة في قلوبهم إدخالاً شديداً { وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } في أعين الناظرين لما جاءوا به ، وإن كان لا حقيقة له في الواقع . قوله { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } أمره الله سبحانه ، عند أن جاء السحرة بما جاءوا به من السحر ، أن يلقي عصاه { فَإِذَا هِىَ } أي العصا { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } قرأ حفص { تَلْقَفْ } بإسكان اللام ، وتخفيف القاف من لقف يلقف . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتشديد القاف من تلقف يتلقف ، يقال لقفت الشيء وتلقفته إذا أخذته أو بلعته . قال أبو حاتم وبلغني في بعض القراءات " تلقم " بالميم والتشديد ، قال الشاعر @ أنت عصا موسى التي لم تزل تلقم ما يأفكه الساحر @@ و « ما » في { مَا يَأْفِكُونَ } مصدرية أو موصولة ، أي إفكهم أو ما يأفكونه ، سماه إفكاً ، لأنه لا حقيقة له في الواقع ، بل هو كذب وزور وتمويه وشعوذة { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } أي ظهر وتبين لما جاء به موسى { وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من سحرهم ، أي تبين بطلانه { فَغُلِبُواْ } أي السحرة { هُنَالِكَ } أي في الموقف الذي أظهروا فيه سحرهم { وَٱنقَلَبُواْ } من ذلك الموقف { صَـٰغِرِينَ } أذلاء مقهورين { وَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ } أي خروا ساجدين ، كأنما ألقاهم ملق على هيئة السجود ، أو لم يتمالكوا مما رأوا ، فكأنهم ألقوا أنفسهم ، وجملة { قَالُواْ ءامَنَّا بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ رَبّ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل ماذا قالوا عند سجودهم أوفي سجودهم ؟ وإنما قالوا هذه المقالة وصرّحوا بأنهم آمنوا بربّ العالمين ، ثم لم يكتفوا بذلك حتى قالوا { ربّ موسى وهارون } لئلا يتوهم متوهم من قوم فرعون المقرّين بإلهيته ، أن السجود له . وقد أخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله { ثُمَّ بَعَثْنَا مُوسَىٰ } قال إنما سمي موسى ، لأنه ألقى بين ماء وشجر ، فالماء بالقبطية مو والشجر سي . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد أن فرعون كان فارسياً من أهل إصطخر . وأخرج أيضاً عن ابن لهيعة ، أنه كان من أبناء مصر . وأخرج أيضاً وأبو الشيخ ، عن محمد بن المنكدر قال عاش فرعون ثلثمائة سنة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عليّ بن أبي طلحة ، أن فرعون كان قبطياً ولد زنا طوله سبعة أشبار . وأخرج أيضاً عن الحسن قال كان علجاً من همذان . وأخرج أبو الشيخ ، عن إبراهيم بن مقسم الهذلي ، قال مكث فرعون أربعمائة سنة لم يصدع له رأس . وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ } قال ذكر لنا أن تلك العصا عصا آدم ، أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين ، فكانت تضيء بالليل ، ويضرب بها الأرض بالنهار ، فتخرج له رزقه ويهشّ بها على غنمه { فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } قال حية تكاد تساوره . وأخرج ابن أبي حاتم ، على ابن عباس ، قال لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقيه ، فاستأذن على فرعون فقال أدخلوه ، فدخل فقال إن إلهي أرسلني إليك ، فقال للقوم حوله { ما علمت لكم من إله غيري } القصص 38 ، خذوه . قال إني قد جئتك بآية ، قال فائت بها إن كنت من الصادقين ، فألقى عصاه ، فصارت ثعباناً بين لحييه ، ما بين السقف إلى الأرض ، وأدخل يده في جيبه ، فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار ، فخروا على وجوههم ، وأخذ موسى عصاه ثم خرج ، ليس أحد من الناس إلا نفر منه . فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال للملأ حوله ماذا تأمروني ؟ { قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاه } ولا تأتنا به ولا يقربنا { وَأَرْسِلْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } وكانت السحرة يخشون من فرعون ، فلما أرسل إليهم قالوا قد احتاج إليكم إلهكم ؟ قال إن هذا فعل كذا وكذا . قالوا إن هذا ساحر سحر { إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَـٰلِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عنه ، قال عصى موسى اسمها ماشا . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ من طرق ، عنه ، في قوله { فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } قال الحية الذكر . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السديّ ، في قوله { فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } قال الذكر من الحيات ، فاتحة فمها ، واضعة لحيها الأسفل في الأرض ، والأعلى على سور القصر ، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه ، فلما رآها ذُعِر منها ووثب فأحدث ، ولم يكن يحدث قبل ذلك ، فصاح يا موسى خذها وأنا أؤمن بربك وأرسل معك بني إسرائيل ، فأخذها موسى فصارت عصا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله { أَرْجِهْ } قال أخره . وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة ، قال احبسه وأخاه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس من طرق في قوله { وَأَرْسِلْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } قال الشُّرَط . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه ، في قوله { وَجَاء ٱلسَّحَرَةُ } قال كانوا سبعين رجلاً أصبحوا سحرة ، وأمسوا شهداء . وقد اختلفت كلمة السلف في عددهم فقيل كانوا سبعين كما قال ابن عباس . وقيل كانوا اثني عشر . وقيل خمسة عشر ألفاً . وقيل سبعة عشر ألفاً . وقيل تسعة عشر ألفاً . وقيل ثلاثين ألفاً . وقيل سبعين ألفاً . وقيل ثمانين ألفاً . وقيل ثلثمائة ألف . وقيل تسعمائة ألف . وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة ، في قوله { إِنَّ لَنَا لأَجْرًا } أي عطاء . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس ، في قوله { فَلَمَّا أَلْقُوْاْ } قال ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً ، فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ قال ألقى موسى عصاه فأكلت كل حية لهم ، فلما رأوا ذلك سجدوا . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، نحوه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر عن مجاهد ، في قوله { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } قال ما يكذبون . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } قال تسترط حبالهم وعصيهم . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن مسعود ، وناس من الصحابة قال التقى موسى وأمير السحرة ، فقال له موسى أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي ؟ وتشهد أن ما جئت به حق ؟ فقال الساحر لآتينّ غداً بسحر لا يغلبه سحر . فو الله لئن غلبتني لأمننّ بك ، ولأشهدنّ أنه حق ، وفرعون ينظر إليهما وهو قول فرعون { إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِى ٱلْمَدِينَةِ } الأعراف 123 . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الأوزاعي قال لما خرّ السحرة سجداً رفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها .