Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 171-171)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَإِذْ } منصوب بفعل مقدر معطوف على ما قبله ، أي واسألهم إذ نتقنا الجبل ، أي رفعنا الجبل { فَوْقَهُمُ } و { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أي كأنه لارتفاعه سحابة تظلهم ، والظلة اسم لكل ما أظلّ ، وقرىء « طلة » بالطاء من أطلّ عليه إذا أشرف { وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي ساقط عليهم . قيل الظنّ هنا بمعنى العلم . وقيل هو على بابه { خُذُواْ مَا ءاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍ } هو على تقدير القول ، أي وقلنا لهم خذوا ، والقوّة الجدّ والعزيمة ، أي أخذاً كائناً بقوّة { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } من الأحكام التي شرعها الله لكم ، ولا تنسوه { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } رجاء أن تتقوا ما نهيتهم عنه ، وتعملوا بما أمرتم به ، وقد تقدّم تفسير " ما " هنا في البقرة مستوفى ، فلا نعده . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ } يقول رفعناه ، وهو قوله { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ } النساء 154 فقال { خُذُواْ مَا ءاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍ } وإلا أرسلته عليكم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عنه ، في الآية قال رفعته الملائكة فوق رؤوسهم ، فقيل لهم { خُذُواْ مَا ءاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍ } فكانوا إذا نظروا إلى الجبل قالوا سمعنا وأطعنا ، وإذا نظروا إلى الكتاب قالوا سمعنا وعصينا . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه ، أيضاً قال إني لأعلم لم تسجد اليهود على حرف ، قال الله { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } قال لتأخذنّ أمري أو لأرمينكم به ، فسجدوا وهم ينظرون إليه مخافة أن يسقط عليهم ، وكانت سجدة رضيها الله سبحانه فاتخذوها سنة . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ } قال انتزعه الله من أصله ، ثم جعله فوق رؤوسهم ، ثم قال لتأخذنّ أمري أو لأرمينكم به .