Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 85-93)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَـٰهُمْ شُعَيْباً } معطوف على ما تقدّم ، أي وأرسلنا . ومدين اسم قبيلة ، وقيل اسم بلد والأوّل أولى . وسميت القبيلة باسم أبيهم ، وهو مدين بن إبراهيم كما يقال بكر وتميم . قوله { أَخَـٰهُمْ شُعَيْباً } شعيب عطف بيان ، وهو شعيب بن ميكائيل بن يشجب بن مدين بن إبراهيم ، قاله عطاء وابن إسحاق وغيرهما . وقال الشرقي بن القطامي إنه شعيب بن عيفاء بن ثويب بن مدين بن إبراهيم . وزعم ابن سمعان أنه شعيب بن حرّة بن يشجب بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . وقال قتادة هو شعيب بن صفوان بن عيفاء بن ثابت بن مدين بن إبراهيم . قوله { قَالَ يٰقَوْمِ } إلى قوله { بَيّنَةٌ مّن رَّبّكُمْ } قد سبق شرحه في قصة نوح . قوله { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } أمرهم بإيفاء الكيل والميزان ، لأنهم كانوا أهل معاملة بالكيل والوزن ، وكانوا لا يوفونهما ، وذكر الكيل الذي هو المصدر ، وعطف عليه الميزان الذي هو اسم للآلة . واختلف في توجيه ذلك ، فقيل المراد بالكيل المكيال ، فتناسب عطف الميزان عليه . وقيل المراد بالميزان الوزن فيناسب الكيل ، والفاء في { فأوفوا } للعطف على اعبدوا . قوله { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } البخس النقص ، وهو يكون بالتعييب للسلعة أو التزهيد فيها ، أو المخادعة لصاحبها والاحتيال عليه ، وكل ذلك من أكل أموال الناس بالباطل ، وظاهر قوله { أَشْيَاءهُمْ } أنهم كانوا يبخسون الناس في كل الأشياء . وقيل كانوا مكاسين ، يمكسون كل ما دخل إلى أسواقهم ، ومنه قول زهير @ أفي كل أسواق العراق إتاوة وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم @@ قوله { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا } قد تقدّم تفسيره قريباً ، ويدخل تحته قليل الفساد وكثيره ، ودقيقه وجليله ، والإشارة بقوله { ذٰلِكُمْ } إلى العمل بما أمرهم به ، وترك ما نهاهم عنه ، والمراد بالخيرية هنا الزيادة المطلقة ، لأنه لا خير في عدم إيفاء الكيل والوزن ، وفي بخس الناس ، وفي الفساد في الأرض أصلاً . قوله { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } الصراط الطريق ، أي لا تقعدوا بكل طريق توعدون الناس بالعذاب . قيل كانوا يقعدون في الطرقات المفضية إلى شعيب ، فيتوعدون من أراد المجيء إليه ، ويقولون إنه كذاب فلا تذهب إليه ، كما كانت قريش تفعله مع النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، والسديّ ، وغيرهم . وقيل المراد القعود على طرق الدين ومنع من أراد سلوكها . وليس المراد به القعود على الطرق حقيقة . ويؤيده { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِهِ } وقيل المراد بالآية النهي عن قطع الطريق ، وأخذ السلب ، وكان ذلك من فعلهم . وقيل إنهم كانوا عشارين يأخذون الجباية في الطرق من أموال الناس ، فنهوا عن ذلك . والقول الأوّل أقربها إلى الصواب ، مع أنه لا مانع من حمل النهي على جميع هذه الأقوال المذكورة . وجملة { توعدون } في محل نصب على الحال ، وكذلك ما عطف عليها ، أي لا تقعدوا بكل طريق موعدين لأهله ، صادّين عن سبيل الله ، باغين لها عوجاً ، والمراد بالصدّ { عن سبيل الله } صدّ الناس عن الطريق الذي قعدوا عليه ، ومنعهم من الوصول إلى شعيب ، فإن سلوك الناس في ذلك السبيل للوصول إلى نبيّ الله هو سلوك سبيل الله ، و { مَنْ ءامَنَ بِهِ } مفعول { تصدّون } ، والضمير في { آمن به } يرجع إلى الله ، أو إلى سبيل الله ، أو إلى كل صراط أو إلى شعيب ، و { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي تطلبون سبيل الله أن تكون معوجة غير مستقيمة ، وقد سبق الكلام على العوج . قال الزجاج كسر العين في المعاني وفتحها في الأجرام { وَٱذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ } أي وقت كنتم { قَلِيلاً } عددكم { فَكَثَّرَكُمْ } بالنسل . وقيل كنتم فقراء فأغناكم . { وَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } من الأمم الماضية ، فإن الله أهلكهم ، وأنزل بهم من العقوبات ما ذهب بهم ومحا أثرهم . { وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مّنكُمْ ءامَنُواْ بِٱلَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ } إليكم من الأحكام التي شرعها الله لكم { وَطَائِفَةٌ } منكم { لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَٱصْبِرُواْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } هذا من باب التهديد والوعيد الشديد لهم . وليس هو من باب الأمر بالصبر على الكفر . وحكم الله بين الفريقين هو نصر المحقين على المبطلين ، ومثله قوله تعالى { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } التوبة 52 أو هو أمر للمؤمنين بالصبر على ما يحلّ بهم من أذى الكفار ، حتى ينصرهم الله عليهم . { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ } أي قال الأشراف المستكبرون { لَنُخْرِجَنَّكَ يـٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَكَ } لم يكتفوا بترك الإيمان والتمرّد عن الإجابة إلى ما دعاهم إليه ، بل جاوزوا ذلك بغياً وبطراً وأشرا إلى توعد نبيهم ، ومن آمن به ، بالإخراج من قريتهم ، أو عوده هو ومن معه في ملتهم الكفرية ، أي لا بدّ من أحد الأمرين إما الإخراج ، أو العود . قال الزجاج يجوز أن يكون العود بمعنى الإبتداء . يقال عاد إليّ من فلان مكروه ، أي صار وإن لم يكن سبقه مكروه قبل ذلك ، فلا يرد ما يقال كيف يكون شعيب على ملتهم الكفرية من قبل أن يبعثه الله رسولاً ؟ ويحتاج إلى الجواب بتغليب قومه المتبعين له عليه في الخطاب ، بالعود إلى ملتهم . وجملة { قَالَ أُو لَو كُنَّا كَـٰرِهِينَ } مستأنفة جواب عن سؤال مقدّر . والهمزة لإنكار وقوع ما طلبوه من الإخراج أو العود ، والواو للحال ، أي أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهتنا للعود إليها ، أو أتخرجوننا من قريتكم في حال كراهتنا للخروج منها ، أو في حال كراهتنا للأمرين جميعاً ، والمعنى إنه ليس لكم أن تكرهونا على أحد الأمرين ، ولا يصح لكم ذلك ، فإن المكره لا اختيار له ، ولا تعدّ موافقته مكرها موافقة ، ولا عوده إلى ملتكم مكرهاً عوداً ، وبهذا التقرير يندفع ما استشكله كثير من المفسرين في هذا المقام ، حتى تسبب عن ذلك تطويل ذيول الكلام . { قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ } التي هي الشرك { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا } بالإيمان ، فلا يكون منا عود إليها أصلاً { وَمَا يَكُونُ لَنَا } أي ما يصح لنا ولا يستقيم { أَن نَّعُودَ فِيهَا } بحال من الأحوال { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } أي إلا حال مشيئته سبحانه ، فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . قال الزجاج أي إلا بمشيئة الله عزّ وجلّ ، قال وهذا قول أهل السنة . والمعنى أنه لا يكون منا العود إلى الكفر ، إلا أن يشاء الله ذلك ، فالاستثناء منقطع . وقيل إن الاستثناء هنا على جهة التسليم لله عزّ وجلّ ، كما في قوله { وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ } هود 88 وقيل هو كقولهم لا أكلمك حتى يبيضّ الغراب ، وحتى يلج الجمل في سمّ الخياط ، والغراب لا يبيض ، والجمل لا يلج ، فهو من باب التعليق بالمحال . { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْء عِلْمًا } أي أحاط علمه بكل المعلومات ، فلا يخرج عنه منها شيء ، و { علماً } منصوب على التمييز . وقيل المعنى { وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا } أي القرية بعد أن كرهتم مجاورتنا لهم { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } عودنا إليها { عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا } أي عليه اعتمدنا في أن يثبتنا على الإيمان ، ويحول بيننا وبين الكفر وأهله ، ويتمّ علينا نعمته ، ويعصمنا من نقمته . قوله { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَـٰتِحِينَ } الفتاحة الحكومة ، أي احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين . دعوا الله سبحانه أن يحكم بينهم ، ولا يكون حكمه سبحانه إلا بنصر المحقين على المبطلين ، كما أخبرنا به في غير موضع من كتابه فكأنهم طلبوا نزول العذاب بالكافرين ، وحلول نقمة الله بهم { وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } معطوف على { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } يحتمل أن يكون هؤلاء هم أولئك ، ويحتمل أن يكونوا غيرهم من طوائف الكفار الذين أرسل إليهم شعيب ، واللام في { لئن اتبعتم شعيبا } موطئة لجواب قسم محذوف ، أي دخلتم في دينه ، وتركتم دينكم { إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَـٰسِرُونَ } جواب القسم ساد مسدّ جواب الشرط . وخسرانهم هلاكهم ، أو ما يخسرونه بسبب إيفاء الكيل والوزن ، وترك التطفيف الذي كانوا يعاملون الناس به { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي الزلزلة . وقيل الصيحة كما في قوله { وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } هود 94 قد تقدم تفسيره في قصة صالح . قوله { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } هذه الجملة مستأنفة مبينة لما حلّ بهم من النعمة ، والموصول مبتدأ ، و { كأن لم يغنوا } خبره يقال غنيت بالمكان إذا أقمت به ، وغنى القوم في دارهم ، أي طال مقامهم فيها ، والمغني المنزل ، والجمع المغاني . قال حاتم الطائي @ غنينا زماناً بالتصعلك والغنى وكلا سقاناه بكاسيهما الدهر فما زادنا بغياً على ذي قرابة غنانا ولا أزرى باحساننا الفقر @@ ومعنى الآية الذين كذبوا شعيباً كأن لم يقيموا في دارهم ، لأن الله سبحانه استأصلهم بالعذاب ، والموصول { في الذين كذبوا } شعيباً مبتدأ خبره { كَانُواْ هُمُ ٱلْخَـٰسِرِينَ } ، وهذه الجملة مستأنفة كالأولى ، متضمنة لبيان خسران القوم المكذبين { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } أي شعيب لما شاهد نزول العذاب بهم { وَقَالَ ياقوم لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبّى } التي أرسلني بها إليكم { وَنَصَحْتُ لَكُمْ } ببيان ما فيه سلامة دينكم ودنياكم { فَكَيْفَ ءاسَىٰ } أي أحزن { عَلَىٰ قَوْمٍ كَـٰفِرِينَ } بالله ، مصرّين على كفرهم ، متمردين عن الإجابة ، أو الأسى شدة الحزن ، آسى على ذلك فهو آس . قال شعيب هذه المقالة تحسراً على عدم إيمان قومه ، ثم سلا نفسه بأنه كيف يقع منه الأسى على قوم ليس بأهل للحزن عليهم لكفرهم بالله ، وعدم قبولهم لما جاء به رسوله . وقد أخرج ابن إسحاق ، وابن عساكر ، عن عكرمة ، والسدي قالا ما بعث الله نبياً مرتين إلا شعيباً مرة إلى مدين فأخذتهم الصيحة ، ومرة إلى أصحاب الأيكة { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } الشعراء 189 . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } قال لا تظلموا الناس . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } قال لا تظلموهم { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } قال كانوا يوعدون من أتى شعيباً وغشيه وأراد الإسلام . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } قال كانوا يجلسون في الطريق ، فيخبرون من أتى عليهم أن شعيباً كذاب ، فلا يفتننكم عن دينكم . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد { بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } قال بكل سبيل حق { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } قال تصدّون أهلها { وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } قال تلتمسون لها الزيغ . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } قال هو العاشر { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } قال تصدّون عن الإسلام { وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } قال هلاكاً . وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد ، قال هم العُشَّار . وأخرج ابن جرير ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة أو غيره ، شك أبو العالية قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على خشبة على الطريق لا يمرّ بها ثوب إلا شقته ، ولا شيء إلا خرقته ، قال " ما هذا يا جبريل ؟ " قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثم تلا { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ تُوعِدُونَ } . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي ، في قوله { وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا } قال ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله { إِلا أَن يَشَاء ٱللَّهُ رَبُّنَا } والله لا يشاء الشرك ، ولكن يقول إلا أن يكون الله قد علم شيئاً ، فإنه قد وسع كل شيء علماً . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، وابن الأنباري في الوقف والابتداء ، عن ابن عباس قال ما ما كنت أدري ما قوله { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقّ } حتى سمعت ابنته ذي يزن تقول تعال أفاتحك ، تعني أقاضيك . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عنه ، في قوله { رَبَّنَا ٱفْتَحْ } يقول اقض . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السديّ ، قال الفتح القضاء لغة يمانية إذا قال أحدهم تعال أقاضيك القضاء قال تعال أفاتحك . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس { لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } قال لم يعيشوا فيها . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة ، مثله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { فَكَيْفَ ءاسَىٰ } قال أحزن . وأخرج ابن عساكر ، عن ابن عباس قال في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما ، قبر إسماعيل ، وقبر شعيب ، فقبر إسماعيل في الحجر ، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود . وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه أن شعيباً مات بمكة ، ومن معه من المؤمنين ، فقبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة وبين باب بني سهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، والحاكم ، عن ابن إسحاق قال ذكر لي يعقوب بن أبي مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيباً قال " ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يريدهم به ، فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلادهم وعتوا على الله أخذهم عذاب يوم الظلة " .