Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 13-22)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } منصوب على الحال من مفعول جزاهم ، والعامل فيها جزى ، ولا يعمل فيها صبروا لأن الصبر إنما كان في الدنيا ، وجوّز أبو البقاء أن يكون صفة لجنة . قال الفرّاء وإن شئت جعلت متكئين تابعاً ، كأنه قال جزاهم جنة { متكئين } فيها . وقال الأخفش يجوز أن يكون منصوباً على المدح ، والضمير من { فيها } يعود إلى الجنة ، والأرائك السرر في الحجال ، وقد تقدّم تفسيرها في سورة الكهف { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } الجملة في محل نصب على الحال من مفعول جزاهم ، فتكون من الحال المترادفة ، أو من الضمير في متكئين ، فتكون من الحال المتداخلة ، أو صفة أخرى لجنة ، والزمهرير أشدّ البرد ، والمعنى أنهم لا يرون في الجنة حرّ الشمس ولا برد الزمهرير ، ومنه قول الأعشى @ منعمة طفلة كالمها لم تر شمساً ولا زمهريراً @@ وقال ثعلب الزمهرير القمر بلغة طيّ ، وأنشد لشاعرهم @ وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر @@ ويروى . ما ظهر ، أي لم يطلع القمر ، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة مريم . { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـٰلُهَا } قرأ الجمهور { دانية } بالنصب عطفاً على محل لا يرون ، أو على متكئين ، أو صفة لمحذوف ، أي وجنة دانية ، كأنه قال وجزاهم جنة دانية . وقال الزجاج هو صفة لجنة المتقدم ذكرها . وقال الفرّاء هو منصوب على المدح . وقرأ أبو حيوة ودانية بالرفع على أنه خبر مقدّم ، وظلالها مبتدأ مؤخر ، والجملة في موضع النصب على الحال ، والمعنى أن ظلال الأشجار قريبة منهم مظلة عليهم زيادة في نعيمهم ، وإن كان لا شمس هنالك . قال مقاتل يعني شجرها قريب منهم . وقرأ ابن مسعود ودانياً عليهم . { وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } معطوف على دانية كأنه قال ومذللة . ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب على الحال من الضمير في عليهم ، ويجوز أن تكون مستأنفة ، والقطوف الثمار ، والمعنى أنها سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيراً كثيراً بحيث يتناولها القائم والقاعد والمضطجع لا يردّ أيديهم عنها بعد ولا شوك . قال النحاس المذلل القريب المتناول ، ومنه قولهم حائط ذليل ، أي قصير . قال ابن قتيبة ذللت أدنيت ، من قولهم حائط ذليل أي كان قصير السمك . وقيل ذللت ، أي جعلت منقادة لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا . { وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِـئَانِيَةٍ مّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ } أي تدور عليهم الخدم إذا أرادوا الشراب بآنية الفضة ، والأكواب جمع ركوب ، وهو الكوز العظيم الذي لا أذن له ولا عروة ، ومنه قول عديّ @ متكىء تقرع أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب @@ وقد مضى تفسيره في سورة الزخرف { كَانَتْ قَوَارِيرَاْ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ } أي في وصف القوارير في الصفاء وفي بياض الفضة ، فصفاؤها صفاء الزجاج ، ولونها لون الفضة . قرأ نافع ، والكسائي ، وأبو بكر قوارير قوارير بالتنوين فيهما مع الوصل ، وبالوقف عليهما بالألف ، وقد تقدّم وجه هذه القراءة في تفسير قوله { سلاسل } الإِنسان 4 من هذه السورة ، وبيّنا هنالك وجه صرف ما فيه صيغة منتهى الجموع فارجع إليه . وقرأ حمزة بعدم التنوين فيهما ، وعدم الوقف بالألف ، ووجه هذه القراءة ظاهر لأنهما ممتنعان لصيغة منتهى الجموع . وقرأ هشام بعدم التنوين فيهما مع الوقف عليهما بالألف ، وقرأ ابن كثير بتنوين الأوّل دون الثاني ، والوقف على الأوّل بالألف دون الثاني . وقرأ أبو عمرو ، وحفص ، وابن ذكوان بعدم التنوين فيهما ، والوقف على الأوّل بالألف دون الثاني ، والجملة في محل جرّ صفة لأكواب . قال أبو البقاء وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها . قال الواحدي قال المفسرون جعل الله قوارير أهل الجنة من فضة ، فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير . قال الزجاج القوارير التي في الدنيا من الرمل ، فأعلم الله فضل تلك القوارير أن أصلها من فضة يرى من خارجها ما في داخلها ، وجملة { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } صفة لقوارير . قرأ الجمهور { قدّروها } بفتح القاف على البناء للفاعل ، أي قدّرها السقاة من الخدم الذين يطوفون عليهم على قدر ما يحتاج إليه الشاربون من أهل الجنة من دون زياد ولا نقصان . قال مجاهد وغيره أتوا بها على قدر ريهم بغير زيادة ولا نقصان . قال الكلبي وذلك ألذّ وأشهى . وقيل قدّرها الملائكة . وقيل قدّرها أهل الجنة الشاربون على مقدار شهواتهم وحاجتهم ، فجاءت كما يريدون في الشكل لا تزيد ولا تنقص . وقرأ عليّ ، وابن عباس ، والسلمي ، والشعبي ، وزيد بن عليّ ، وعبيد بن عمير ، وأبو عمرو في رواية عنه " قدّروها " بضم القاف ، وكسر الدال مبنياً للمفعول ، أي جعلت لهم على قدر إرادتهم . قال أبو علي الفارسي هو من باب القلب ، قال لأن حقيقة المعنى أن يقال قدّرت عليهم لا قدّروها لأنه في معنى قدروا عليها . وقال أبو حاتم التقدير قدّرت الأواني على قدر ريهم ، فمفعول ما لم يسمّ فاعله محذوف . قال أبو حيان والأقرب في تخريج هذه القراءة الشاذة أن يقال قدّر ريهم منها تقديراً ، فحذف المضاف ، فصار قدّروها . وقال المهدوي إن القراءة الأخيرة يرجع معناها إلى معنى القراءة الأولى ، وكأن الأصل قدّروا عليها فحذف حرف الجرّ ، كما أنشد سيبويه @ آليت حبّ العراق الدهر آكله والحب يأكله في القرية السوس @@ أي آليت على حبّ العراق . { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً } قد تقدّم أن الكأس هو الإناء فيه الخمر ، وإذا كان خالياً عن الخمر ، فلا يقال له كأس ، والمعنى أن أهل الجنة يسقون في الجنة كأساً من الخمر ، ممزوجة بالزنجبيل وقد كانت العرب تستلذّ مزج الشراب بالزنجبيل لطيب رائحته . وقال مجاهد ، وقتادة الزنجبيل اسم للعين التي يشرب بها المقرّبون . وقال مقاتل هو زنجبيل لا يشبه زنجبيل الدنيا . { عَيْناً فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلاً } انتصاب { عيناً } على أنها بدل من { كأساً } . ويجوز أن تكون منصوبة بفعل مقدّر ، أي يسقون عيناً ، ويجوز أن تكون منصوبة بنزع الخافض ، أي من عين ، والسلسبيل الشراب اللذيذ ، مأخوذ من السلاسة ، تقول العرب هذا شراب سلس ، وسلسال ، وسلسبيل ، أي طيب لذيذ . قال الزجاج السلسبيل في اللغة اسم لماء في غاية السلاسة حديد الجرية يسوغ في حلوقهم ، ومنه قول حسان بن ثابت @ يسقون من ورد البريص عليهم كأساً يصفق بالرحيق السلسل @@ { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ } لما فرغ سبحانه من وصف شرابهم ووصف آنيتهم ، ووصف السقاة الذين يسقونهم ذلك الشراب ، ومعنى { مُّخَلَّدُونَ } باقون على ما هم عليه من الشباب ، والطراوة ، والنضارة ، لا يهرمون ، ولا يتغيرون . وقيل معنى { مُّخَلَّدُونَ } لا يموتون . وقيل التخليد التحلية ، أي محلون { إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } إذا نظرت إليهم ظننتهم لمزيد حسنهم ، وصفاء ألوانهم ، ونضارة وجوههم لؤلؤاً مفرّقاً . قال عطاء يريد في بياض اللون وحسنه ، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوماً . قال أهل المعاني إنما شبّهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة ، ولو كانوا صفاً لشبهوا بالمنظوم . وقيل إنما شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة ، بخلاف الحور العين . فإنه شبههنّ باللؤلؤ المكنون لأنهنّ لا يمتهنّ بالخدمة . { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } أي وإذا رميت ببصرك هناك ، يعني في الجنة رأيت نعيماً لا يوصف ، وملكاً كبيراً لا يقادر قدره ، وثم ظرف مكان ، والعامل فيها رأيت . قال الفرّاء في الكلام ما مضمرة ، أي وإذا رأيت ما ثم ، كقوله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } الأنعام 94 أي ما بينكم . قال الزجاج معترضاً على الفراء إنه لا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة ، ولكن رأيت يتعدّى في المعنى إلى ثم . والمعنى إذا رأيت ببصرك ثم ، ويعني بثمّ الجنة . قال السديّ النعيم ما يتنعم به ، والملك الكبير استئذان الملائكة عليهم ، وكذا قال مقاتل ، والكلبي . وقيل إن رأيت ليس له مفعول ملفوظ ، ولا مقدّر ولا منويّ ، بل معناه أن بصرك أينما وقع في الجنة رأيت نعيماً وملكاً كبيراً . { عَـٰلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ } قرأ نافع ، وحمزة ، وابن محيصن عاليهم بسكون الياء وكسر الهاء على أنه خبر مقدّم ، وثياب مبتدأ مؤخر ، أو على أن عاليهم مبتدأ ، وثياب مرتفع بالفاعلية ، وإن لم يعتمد الوصف ، كما هو مذهب الأخفش . وقال الفراء هو مرفوع بالابتداء ، وخبره ثياب سندس ، واسم الفاعل مراد به الجمع . وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه ظرف في محلّ رفع على أنه خبر مقدّم ، وثياب مبتدأ مؤخر ، كأنه قيل فوقهم ثياب . قال الفرّاء إن عاليهم بمعنى فوقهم ، وكذا قال ابن عطية . قال أبو حيان عال وعالية اسم فاعل ، فيحتاج في كونهما ظرفين إلى أن يكون منقولاً من كلام العرب ، وقد تقدّمه إلى هذا الزجاج وقال هذا مما لا نعرفه في الظروف ولو كان ظرفاً لم يجز إسكان الياء ، ولكنه نصب على الحال من شيئين أحدهما الهاء والميم في قوله { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ } أي على الأبرار { وِلْدٰنٌ } عالياً الأبرار { ثِيَابُ سُندُسٍ } أي يطوف عليهم في هذه الحال . والثاني أن يكون حالاً من الولدان ، أي إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً في حال علوّ الثياب أبدانهم . وقال أبو عليّ الفارسي العامل في الحال إما لقاهم نضرة وسروراً ، وإما جزاهم بما صبروا . قال ويجوز أن يكون ظرفاً . وقرأ ابن سيرين ، ومجاهد ، وأبو حيوة ، وابن أبي عبلة عليهم ، وهي قراءة واضحة المعنى ظاهرة الدلالة . واختار أبو عبيد القراءة الأولى لقراءة ابن مسعود عاليتهم . وقرأ الجمهور بإضافة ثياب إلى سندس . وقرأ أبو حيوة ، وابن أبي عبلة بتنوين ثياب ، وقطعها عن الإضافة ، ورفع سندس ، و { خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } على أن السندس نعت للثياب لأن السندس نوع من الثياب ، وعلى أن { خضر } نعت لسندس لأنه يكون أخضر وغير أخضر ، وعلى أن إستبرق معطوف على سندس ، أي وثياب إستبرق ، والجمهور من القرّاء اختلفوا في خضر وإستبرق مع اتفاقهم على جرّ سندس بإضافة ثياب إليه فقرأ ابن كثير ، وأبو بكر عن عاصم ، وابن محيصن بجرّ خضر نعتاً لسندس ، ورفع إستبرق عطفاً على ثياب أي عليهم ثياب سندس وعليهم إستبرق . وقرأ أبو عمرو ، وابن عامر برفع خضر نعتاً لثياب ، وجرّ إستبرق نعت لسندس . واختار هذه القراءة أبو حاتم ، وأبو عبيد لأن الخضر أحسن ما كانت نعتاً للثياب فهي مرفوعة ، والإستبرق من جنس السندس . وقرأ نافع ، وحفص برفع { خضر وإستبرق } لأن { خضر } نعت للثياب ، وإستبرق عطف على الثياب . وقرأ الأعمش ، وحمزة ، والكسائي بجرّ خضر وإستبرق على أن { خضر } نعت للسندس ، وإستبرق معطوف على سندس . وقرءوا كلهم بصرف إستبرق إلاّ ابن محيصن ، فإنه لم يصرفه ، قال لأنه أعجمي ، ولا وجه لهذا لأنه نكرة إلاّ أن يقول إنه علم لهذا الجنس من الثياب . والسندس ما رقّ من الديباج . والإستبرق ما غلظ منه ، وقد تقدّم تفسيرهما في سورة الكهف . { وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } عطف على { يطوف عليهم } . ذكر سبحانه هنا أنهم يحلون بأساور الفضّة ، وفي سورة فاطر { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } فاطر 33 وفي سورة الحج { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } الحج 23 ولا تعارض بين هذه الآيات لإمكان الجمع بأن يجعل لهم سوارات من ذهب وفضة ولؤلؤ ، أو بأن المراد أنهم يلبسون سوارات الذهب تارة ، وسوارات الفضة تارة ، وسوارات اللؤلؤ تارة ، أو أنه يلبس كل أحد منه ما تميل إليه نفسه من ذلك ، ويجوز أن تكون هذه الجملة في محلّ نصب على الحال من ضمير عاليهم بتقدير قد { وَسَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } هذا نوع آخر من الشراب الذي يمنّ الله عليهم به . قال الفرّاء يقول هو طهور ليس بنجس ، كما كان في الدنيا موصوفاً بالنجاسة . والمعنى أن ذلك الشراب طاهر ليس كخمر الدنيا . قال مقاتل هو عين ماء على باب الجنة من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غشّ ، وغلّ ، وحسد . قال أبو قلابة ، وإبراهيم النخعي يؤتون بالطعام ، فإذا كان آخره أتوا بالشراب الطهور ، فيشربون فتضمر بطونهم من ذلك ، ويفيض عرق من أبدانهم مثل ريح المسك { إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء } أي يقال لهم إن هذا الذي ذكر من أنواع النعم كان لكم جزاء بأعمالكم أي ثواباً لها { وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } أي كان عملكم في الدنيا بطاعة الله مرضياً مقبولاً ، وشكر الله سبحانه لعمل عبده هو قبوله لطاعته . وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال الزمهرير هو البرد الشديد . وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اشتكت النار إلى ربها فقالت ربّ أكل بعضي بعضاً ، فجعل لها نفسين نفساً في الصيف ، ونفساً في الشتاء ، فشدّة ما تجدون من البرد من زمهريرها ، وشدّة ما تجدون في الصيف من الحرّ من سمومها " وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وهناد بن السريّ ، وعبد بن حميد ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـٰلُهَا } قال قريبة { وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } قال إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياماً وقعوداً ، ومضطجعين وعلى أيّ حال شاءوا . وفي لفظ قال ذللت فيتناولون منها كيف شاءوا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال { ءانِيَةٍ مِن فِضَّةٍ } وصفاؤها كصفاء القوارير { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } قال قدّرت للكف . وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، والبيهقي عنه قال لو أخذت فضة من فضة الدنيا ، فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء من ورائها ، ولكن قوارير الجنة بياض الفضة في صفاء القوارير . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال ليس في الجنة شيء إلاّ وقد أعطيتم في الدنيا شبهه إلاّ قوارير من فضة . وأخرج الفريابي عنه أيضاً في قوله { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } قال أتوا بها على قدر الفم لا يفضلون شيئًا ، ولا يشتهون بعدها شيئًا . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عنه أيضاً { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } قال قدّرتها السقاة . وأخرج ابن المبارك ، وهناد ، وعبد بن حميد ، والبيهقي في البعث عن ابن عمرو قال إن أدنى أهل الجنة منزلاً من يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه ، وتلا هذه الآية { إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } .