Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 43-49)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الاستفهام في { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } للإنكار من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم حيث وقع منه الإذن لما استأذنه في القعود قبل أن يتبين من هو صادق منهم في عذره الذي أبداه ، ومن هو كاذب فيه . وفي ذكر العفو عنه صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على أن هذا الإذن الصادر منه كان خلاف الأولى ، وفي هذا عتاب لطيف من الله سبحانه . وقيل إن هذا عتاب له صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين بالخروج معه ، لا في إذنه لهم بالقعود عن الخروج . والأوّل أولى ، وقد رخص له سبحانه في سورة النور بقوله { فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } النور 62 ويمكن أن يجمع بين الآيتين بأن العتاب هنا متوجه إلى الإذن قبل الاستثبات حتى يتبين الصادق من الكاذب ، والإذن هنالك متوجه إلى الإذن بعد الإستثبات ، والله أعلم . وقيل إن قوله { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } هي افتتاح كلام كما تقول أصلحك الله ، وأعزّك ورحمك ، كيف فعلت كذا ، وكذا حكاه مكي والنحاس ، والمهدوي ، وعلى هذا التأويل يحسن الوقف على عفا الله عنك ، وعلى التأويل الأوّل لا يحسن . ولا يخفاك أن التفسير الأوّل هو المطابق لما يقتضيه اللفظ على حسب اللغة العربية ، ولا وجه لإخراجه عن معناه العربي . وفي الآية دليل على جواز الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم ، والمسألة مدوّنة في الأصول ، وفيها أيضاً دلالة على مشروعية الاحتراز عن العجلة ، والاغترار بظواهر الأمور ، و « حتى » في { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } للغاية ، كأنه قيل لم سارعت إلى الإذن لهم وهلا تأنيث حتى يتبين لك صدق من هو صادق منهم في العذر الذي أبداه ، وكذب من هو كاذب منهم في ذلك ؟ ثم ذكر سبحانه أنه ليس من عادة المؤمنين أن يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القعود عن الجهاد ، بل كان من عادتهم أنه صلى الله عليه وسلم إذا أذن لواحد منهم بالقعود شق عليه ذلك . فقال { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَـٰهِدُواْ } وهذا على أن معنى لآية أن لا يجاهدوا على حذف حرف النفي وقيل المعنى لا يستأذنك المؤمنون في التخلف كراهة الجهاد وقيل إن معنى الاستئذان في الشيء الكراهة له ، وأما على ما يقتضيه ظاهر اللفظ فالمعنى لا يستأذنك المؤمنون في الجهاد ، بل دأبهم أن يبادروا إليه من غير توقف ولا ارتقاب منهم ، لوقوع الإذن منك فضلاً عن أن يستأذنوك في التخلف . قال الزجاج { أن يجاهدوا } في موضع نصب بإضمار في أي في أن يجاهدوا { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } وهم هؤلاء الذين لم يستأذنوا { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } في القعود عن الجهاد ، والتخلف عنه { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } وهم المنافقون ، وذكر الإيمان بالله أوّلا ، ثم باليوم الآخر ثانياً في الموضعين ، لأنهما الباعثان على الجهاد في سبيل الله . قوله { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } عطف على قوله { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } وجاء بالماضي للدلالة على تحقق الريب في قلوبهم ، وهو الشك . قوله { فَهُمْ فِى رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } أي في شكهم الذي حلّ بقلوبهم يتحيرون ، والتردّد التحير . والمعنى فهؤلاء الذين يستأذنونك ليسوا بمؤمنين ، بل مرتابين حائرين لا يهتدون إلى طريق الصواب ، ولا يعرفون الحق . قوله { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لاعَدُّواْ لَهُمْ عِدَّةَ } أي لو كانوا صادقين فيما يدّعونه ويخبرونك به من أنهم يريدون الجهاد معك ، ولكن لم يكن معهم من العدّة للجهاد ما يحتاج إليه ، لما تركوا إعداد العدّة وتحصيلها قبل وقت الجهاد ، كما يستعدّ لذلك المؤمنون ، فمعنى هذا الكلام أنهم لم يريدوا الخروج أصلاً ولا استعدّوا للغزو . والعدّة ما يحتاج إليه المجاهد من الزاد والراحلة والسلاح . قوله { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } أي ولكن كره الله خروجهم ، فتثبطوا عن الخروج ، فيكون المعنى ما خرجوا ولكن تثبطوا ، لأن كراهة الله انبعاثهم تستلزم تثبطهم عن الخروج ، والانبعاث الخروج ، أي حبسهم الله عن الخروج معك وخذلهم ، لأنهم قالوا إن لم يؤذن لنا في الجلوس ، أفسدنا وحرّضنا على المؤمنين . وقيل المعنى لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة ، ولكن ما أرادوه لكراهة الله له قوله { وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ } قيل القائل لهم هو الشيطان بما يلقيه إليهم من الوسوسة ، وقيل قاله بعضهم لبعض . وقيل قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً عليهم . وقيل هو عبارة عن الخذلان ، أي أوقع الله في قلوبهم القعود خذلاناً لهم . ومعنى { مَعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ } أي مع أولي الضرر من العميان ، والمرضى ، والنساء ، والصبيان ، وفيه من الذمّ لهم والإزراء عليهم والتنقص بهم ما لا يخفى . قوله { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } هذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين عن تخلف المنافقين ، والخبال الفساد والنميمة ، وإيقاع الاختلاف والأراجيف . قيل هذا الاستثناء منقطع ، أي ما زادوكم قوّة ، ولكن طلبوا الخبال . وقيل المعنى لا يزيدونكم فيما تردّدون فيه من الرأي إلا خبالاً فيكون متصلاً . وقيل هو استثناء من أعمّ العام أي ما زادوكم شيئاً إلا خبالاً . فيكون الاستثناء من قسم المتصل لأن الخبال من جملة ما يصدق عليه الشيء . قوله { ولأَوْضَعُواْ خِلَـٰلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } الإيضاع سرعة السير ، ومنه قوله ورقة بن نوفل @ يا ليتني فيها جذع أخبّ فيها وأضع @@ يقال أوضع البعير إذا أسرع السير . وقيل الإيضاع سير الخبب ، والخلل الفرجة بين الشيئين ، والجمع الخلال أي الفرج التي تكون بين الصفوف . والمعنى لسعوا بينكم بالإفساد بما يختلقونه من الأكاذيب المشتملة على الإرجاف والنمائم الموجبة لفساد ذات البين . قوله { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } يقال بغيته كذا طلبته له ، وأبغيته كذا أعنته على طلبه . والمعنى يطلبون لكم الفتنة في ذات بينكم بما يصنعونه من التحريش والإفساد . وقيل الفتنة هنا الشرك . وجملة { وَفِيكُمْ سَمَّـٰعُونَ لَهُمْ } في محل نصب على الحال ، أي والحال أنّ فيكم من يستمع ما يقولونه من الكذب ، فينقله إليكم فيتأثر من ذلك الاختلاف بينكم ، والفساد لإخوانكم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّـٰلِمينَ } وبما يحدث منهم لو خرجوا معكم ، لذلك اقتضت حكمته البالغة أن لا يخرجوا معكم ، وكره انبعاثهم معكم ، ولا ينافي حالهم هذا لو خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقدّم من عتابه على الإذن لهم في التخلف لأنه سارع إلى الإذن لهم ، ولم يكن قد علم من أحوالهم لو خرجوا أنهم يفعلون هذه الأفاعيل ، فعوتب صلى الله عليه وسلم على تسرّعه إلى الإذن لهم قبل أن يتبين له الصادق منهم في عذره من الكاذب ، ولهذا قال الله سبحانه فيما يأتي في هذه السورة { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا } التوبة 83 الآية ، وقال في سورة الفتح { سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ } إلى قوله { قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } الفتح 15 . قوله { لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ } أي لقد طلبوا الإفساد والخبال وتفريق كلمة المؤمنين وتشتيت شملهم من قبل هذه الغزوة التي تخلفوا عنك فيها . كما وقع من عبد الله بن أبيّ وغيره { وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ } . قوله { وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأَمُورَ } أي صرّفوها من أمر إلى أمر ، ودبروا لك الحيل والمكائد ، ومنه قول العرب حوّل قلب إذا كان دائراً حول المكائد والحيل ، يدير الرأي فيها ويتدبره . وقرىء « وقلبوا » بالتخفيف { حَتَّىٰ جَاء ٱلْحَقُّ } أي إلى غاية هي مجيء الحق ، وهو النصر لك والتأييد { وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ } بإعزاز دينه ، وإعلاء شرعه ، وقهر أعدائه . وقيل الحق القرآن { وَهُمْ كَـٰرِهُونَ } أي والحال أنهم كارهون لمجيء الحق وظهور أمر الله ، ولكن كان ذلك على رغم منهم { وَمِنْهُمُ } أي من المنافقين { مَن يِقُولُ } لرسول الله صلى الله عليه وسلم { ٱئْذَن لّي } في التخلف عن الجهاد { وَلاَ تَفْتِنّى } أي لا توقعني في الفتنة ، أي الإثم ، إذا لم تأذن لي فتخلفت بغير إذنك وقيل معناه لا توقعني في الهلكة بالخروج { أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } أي في نفس الفتنة سقطوا ، وهي فتنة التخلف عن الجهاد ، والاعتذار الباطل . والمعنى أنهم ظنوا أنهم بالخروج أو بترك الإذن لهم يقعون في الفتنة ، وهم بهذا التخلف سقطوا في الفتنة العظيمة . وفي التعبير بالسقوط ما يشعر بأنهم وقعوا فيها وقوع من يهوى من أعلى إلى أسفل ، وذلك أشدّ من مجرّد الدخول في الفتنة ، ثم توعدهم على ذلك فقال { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَـٰفِرِينَ } أي مشتملة عليهم من جميع الجوانب لا يجدون عنها مخلصاً ، ولا يتمكنون من الخروج منها بحال من الأحوال . وقد أخرج عبد الرزاق في المصنف ، وابن جرير عن عمرو بن ميمون ، قال اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشيء إذنه للمنافقين ، وأخذه من الأسارى ، فأنزل الله { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عون بن عبد الله ، قال ما سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة . فقال { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، في قوله { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } الآية قال ناس قالوا استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أذن لكم ، فاقعدوا . وإن لم يأذن لكم ، فاقعدوا . وأخرج النحاس في ناسخه ، عن ابن عباس في قوله { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } الثلاث الآيات ، قال نسخها { فَإِذَا ٱسْتَـذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } النور 62 . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس في ناسخه ، عنه ، في قوله { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } الآية قال هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذر ، وعذر الله المؤمنين فقال { فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } النور 62 . وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عنه ، أيضاً في قوله { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ } الآيتين قال نسختها الآية التي في سورة النور { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } إلى { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النور 62 . فجعل الله النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى النظرين في ذلك ، من غزا غزا في فضيلة ، ومن قعد قعد في غير حرج إن شاء الله . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الضحاك ، في قوله { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } قال خروجهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { فَثَبَّطَهُمْ } قال حبسهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن زيد ، في قوله { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } قال هؤلاء المنافقون في غزوة تبوك . وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة ، في قوله { ولأَوْضَعُواْ خِلَـٰلَكُمْ } قال لأسرعوا بينكم . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { ولأَوْضَعُوا خِلَـٰلَكُمْ } قال لأرفضوا { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } يبطئونكم عبد الله بن نبتل ، وعبد الله بن أبيّ ابن سلول ، ورفاعة بن تابوت ، وأوس بن قيظي { وَفِيكُمْ سَمَّـٰعُونَ لَهُمْ } محدّثون لهم بأحاديثكم غير منافقين ، وهم عيون للمنافقين . وأخرج ابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة ، عن ابن عباس ، قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك ، قال لجدّ بن قيس " يا جدّ بن قيس ، ما تقول في مجاهدة بني الأصفر ؟ " فقال يا رسول الله ، إني امرؤ صاحب نساء ، ومتى أرى نساء بني الأصفر أفتتن ، فأذن لي ولا تفتني ، فأنزل الله { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لّي } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله ، نحوه . وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة ، نحوه أيضاً . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { وَلاَ تَفْتِنّى } قال لا تخرجني { أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } يعني في الخروج . وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { وَلاَ تَفْتِنّى } قال لا تؤثمني { أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ } قال ألا في الإثم ، وقصة تبوك مذكورة في كتب الحديث والسير فلا نطول بذكرها .