Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 48-52)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ } الآية ، القائل هو الله تعالى لقوله : { مِّنَّا } . وسنمتعهم أمر عند نزوله بالهبوط من السفينة أو من الجبل مع أصحابه للانتشار في الأرض . والباء للحال أي مصحوباً بسلامة وأمن . { وَبَركَاتٍ } وهي الخيرات النامية في كل الجهات . والظاهر أن من لابتداء الغاية أي ناشئة من الذين معك وهم الأمم المؤمنون إلى آخر الدهر . ويجوز أن يكون وأمم مبتدأ محذوف الصفة وهي المسوغة لجواز الابتداء بالنكرة . والتقدير وأمم منهم ، أي ممن معك ، أي ناشئة معك . ويجوز أن يكون مبتدأ ولا تقدّر صفة والخبر سنمتعهم في التقديرين ومسوغ الابتداء كون المكان مكان تفصيل ، ويدل على ان الممتعين تقع منهم معاصي فلذلك قال : ثم يمسهم منا عذاب أليم . { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } تلك : الإشارة إلى قصة نوح . وتلك : إشارة للبعيد لأن بين هذه القصة والرسول عليه السلام مُدَداً لا تحصى . ومن أنباء الغيب من : للتبعيض ، وهو الذي تقادم عهده ولم يبق علمه إلا عند الله تعالى . و { نُوحِيهَآ إِلَيْكَ } لتكون لك هداية وأسوة فيما لقيه غيرك من الأنبياء ولم يكن علمها عندك ولا عند قومك ، وأعلمناهم بها لتكون لهم مثالاً وتحذيراً ان يجيئهم ويصيبهم إذا كذبوك ما أصاب أولئك ولِلَحْظِ هذا المعنى ظهرت فصاحة . قوله : فاصبر ، أي فاصبر على أذاهم مجتهداً في التبليغ عن الله تعالى فالعاقبة لك كما كانت لنوح عليه السلام في هذه القصة . ومعنى ما كنت تعلمها أي مفصلة كما سردناها عليك وعلم الطوفان كان معلوماً عند العالم على سبيل الإِجمال . والجملة من قوله : ما كنت تعلمها في موضع الحال من مفعول نوحيها أو من مجرور إليك . { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } الآية ، وإلى عاد معطوف على قوله : أرسلنا نوحاً ، عطفت الواو المجرور على المجرور والمنصوب على المنصوب . { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } قال الحسن : في جعلهم الإِلهية لغير الله تعالى .