Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 101-106)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } الآية ، ذكر فيها أن منافقين حولكم من الاعراب وفي المدينة لا تعلمونهم ، أي لا تعلمون أعيانهم أو لا تعلمونهم منافقين . ومعنى حولكم : حول بلدتكم وهي المدينة . والذين كانوا حول المدينة جهينة وأسلم وأشجع وغفار ومزينة وعصية ولحيان وغيرهم ممن جاور المدينة . { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ } معطوف على ممن حولكم فاشتركا في النفاق . ويكون مردوا اخباراً عن الصنفين . ويجوز أن يكون ومن أهل المدينة استئناف خير لمبتدأ محذوف تقديره قوم مردوا . ويجوز حذف هذا المبتدأ الموصوف بالفعل كقولهم : مناظعن ومنا أقام يريدون منا جمع ظعن ، ومنا جمع أقام ، ويكون الموصوف بالتمرد منافق المدينة قال الزمخشري : كقوله : أنا ابن جلا . " انتهى " . ان كان شبهه في مطلق حذف الموصوف فحسن وإن كان شبّهه في خصوصيته فليس بحسن ، لأن حذف الموصوف مع من وإقامة صفته مقامة وهي في تقدير الاسم ولا سيما في التفصيل منقاس كقولهم : منا ظعن ومنا أقام ، وأما : أنا ابن جلا فضرورة شعر كقوله : @ يرمي بكَفَيْ كان من أَرْميَ البشر @@ أي بكفَيْ رجل . وكذلك أنا ابن جلا تقديره أنا ابن رجل جلا ، أي كشف الأمرو وبيّنها . وفي قوله : { نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } تهديد . وترتيب عليه الوعيد بقوله : { سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ } والظاهر إرادة التثنية ، ويحتمل أن يكون لا يراد بها شفع الواحد بل يكون المعنى على التكثير كقوله تعالى : { ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } [ الملك : 4 ] أي كرة بعد كرة ، كذلك يكون معنى سنعذبهم مرتين أي مرة بعد مرة . { وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ } الآية ، نزلت في جماعة من الصحابة أوثق ثلاثة منهم أنفسهم بسواري المسجد ، فمنهم أبو لبابة رغبوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين . فنزلت . { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم . والضمير عائد على الذين خلطوا قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا . فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً . فنزلت . { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } الآية ، قال الذين لم يتوبوا من المتخلفين : هؤلاء كانوا معنا بالأمس لا يكلمون ولا يجالسون فنزلت . { وَقُلِ ٱعْمَلُواْ } الآية ، تقدم تفسير نظيرها . { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ } الآية ، قال ابن عباس وغيره : نزلت في الثلاثة الذين تخلفوا قبل التوبة عليهم هلال بن أمية الواقفي ومرارة بن الربيع العامري وكعب بن مالك . وقرىء : مرجون بالهمز وبغير الهمز ، ومعناه التأخير . { لأَمْرِ ٱللَّهِ } أي لحكمه اما يعذبهم إن أصروا ولم يتوبوا ، واما يتوب عليهم إن تابوا .