Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 3-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ؛ ولو شاءَ لخلقَها في أقلِّ من لحظةٍ ، ولكنَّهُ خلَقَها للترتيب ؛ ليكون حدوثُ شيءٍ بعدَ شيءٍ على الترتيب أبلغَ للملائكةِ في التفكرُّ بها من حُدوثِها كلِّها في حالةٍ واحدة ، وقد تقدَّم تفسيرُ الاستواءِ ، ودخلت ( ثُمَّ ) على الاستواءِ وهي في المعنى داخلةٌ على الترتيب ، كأنَّهُ قال : ثُمَّ يُدبرُ الأمرَ وهو مستوٍ على العرشِ ، فإنَّ تدبيرَ الأمُور كلها يَنْزِلُ من عندِ العرش ، ولهذا تُرْفَعُ الأيدِي في قضاءِ الحوائج نحوَ العرشِ . والاستواءُ : الاستيلاءُ ، ولم يَزَلِ اللهُ سبحانه مُستَولياً على الأشياءِ كلِّها ، إلا أن تخصيصَ العرشِ لتعظيمِ شأنه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } ؛ أي يقضِي القضاءَ إلى الملائكةِ من رسُلهِ ولا يُشرِكُه في تدبيرِ أحدٌ من خلقهِ . وعن عمرِو بن مُرَّة " عن عبدالرحمن بن سابط " قال : " يُدَبرُ أمْرَ الدُّنْيَا بأَمْرِ اللهِ أرْبَعَةٌ : جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ وَإسْرَافِيلُ . أمَّا جِبْرِيلُ فَعَلَى الرِّيَاحِ وَالْجُنُودِ ، وَأمَّا مِيكَائِيلُ فَعَلَى الْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ ، وَأمَّا مَلَكٌ الْمَوْتِ فَوُكِّلَ بقَبْضِ الأَرْوَاحِ ، وَأمَّا إسْرَافِيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بمَا يُؤْمَرُونَ بهِ " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } جوابُ قولِ الكفَّار أنَّ الأصنامَ شُفعاؤُنا عندَ اللهِ ، فبيَّن اللهُ تعالى ما مِن مَلَكٍ مقرَّبٍ ، ولا نبيٍّ مُرسَلٍ يشفعُ لأحدٍ إلا مِن بعد أنْ يأذنَ اللهُ لمن يشاء ويرضَى ، فكيف تشفعُ الأصنام التي ليس لها عقلٌ وتمييز . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } ؛ أي الذي يفعلُ ما هو المذكور في هذه الآيةِ من خَلْقِ السَّماوات والأرضِ وتدبير الخلق هو اللهُ خالقكم ورازقُكم ، { فَٱعْبُدُوهُ } ؛ ولا تعبدُوا الأصنامَ فإنَّها لا تستحقُ العبادةَ ، وقولهُ تعالى : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ؛ أي هل تتَّعِظُونَ بالقرآن .