Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 19-19)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ } ؛ أي كذبَكم المعبودُ بقولِكم : إنَّها آلِهَةٌ شركاءُ اللهِ ، ومَن قرأ ( بمَا يَقُولُونَ ) بالياء ؛ فالمعنى : كذبُوهم بقولِهم { سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ } [ الفرقان : 18 ] . قال عكرمةُ والضحَّاك والكلبيُّ : ( يَأْذنُ اللهُ لِلأَصْنَامِ فِي الْكَلاَمِ وَيُخَاطِبُهَا فَيَقُولُ : أنْتُمْ أضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أمْ أمَرْتُمُوهُمْ بعِبَادَتِهِمْ إيَّاكُمْ ؟ أمْ هُمْ ضَلُّواْ السَّبيْلَ ؟ قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أنْ نَتَّخِذ مِنْ دُونِكَ مِنْ أوْلِيَاءَ ، وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ ؛ أي أطَلْتَ أعْمَارَهُمْ وَوَسَّعْتَ عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ ؛ أي ترَكُوا القُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلُواْ بمَا فِيْهِ ) . وَقِيْلَ : نَسُوا الإيْمَانَ والتوحيدَ ، وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً ، فيقول اللهُ للمشركينَ : { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ } . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً } ؛ أي لا يقدِرُون على صَرْفِ العذاب عن أنفُسِهم ولا على نَصْرِ أنفسهم ، ودفعِ العذاب والبلاءِ الذي هم فيه ، ولا أن ينتَصِرُوا مِن مَعبُودِهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } ؛ أرادَ بالظُّلْمِ الشركَ ، ومَن يُشْرِكْ باللهِ نُذِقَهُ فِي الآخرةِ عَذاباً شَديداً .