Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 9-9)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ } ؛ معناهُ : انْظُرْ يا مُحَمَّدُ كيفَ ضرَبُوا لكَ الأمثالَ ، يعني : مَثَّلُوهُ بالمسحورِ وبالْمُحتاجِ . وَقِيْلَ : معناهُ : انظُرْ كيفَ وصَفُوا لكَ الأشياءَ : إنكَ ساحرٌ وكاهن وكذابٌ وشاعر ومجنونٌ ، فَضَلُّوا عن الصواب والْهُدَى وأخطاؤا النسبةَ ، { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } ؛ أي فلا يَجِدُونَ طريقاً إلى إلزامِ الحجَّةِ ولا مَخْرَجاً لأنفُسِهم بإثباتِ العُذْر في تركِ الإيْمَانِ به ، وذلك أنَّهم جعَلُوا معذرَتَهم في ذلكَ أشياءَ ليست بعُذرٍ . أما أكلُ الطَّعامِ فإنه كان في الرُّسُلِ قبلَهُ ، فلم يكن ذلك عُذْراً في تركِ الإيْمَانِ به ، ولو أنْزَلَ مَلَكاً لكان يحتاجُ إلى أن يَنْزِلَ من السَّماءِ ويتردَّدُ في الأرضِ لتبليغِ الرسالةِ ، كما قالَ تعالى { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً } [ الأنعام : 9 ] ولو جُعِلَ الْمَلَكُ شَريكاً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم مُعاوناً له في الإنذارِ ، أدَّى ذلك إلى استِصْغَارِ كلِّ واحد منهما في أنهُ لا يكون كلُّ واحد منهما قائماً بنفسهِ في أداءِ الرسالة . وأما الكَنْزُ فإنه قد وَجَدَ كثيرٌ مِن الفراعنةِ ولَم يوجِبْ ذلك اتباعَهم ، وعُدِمَ مع كثير من الأنبياء الذين أقرَّ الخلقُ برسالَتِهم ، وكذلكَ الحياةُ ؛ ولأن الأنبياءَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ إنَّما يُبعثون لتزهيدِ الناس في الكنُوز والحياة ، وترغيبهم في الآخرةِ ، فكيف يجوزُ أن يَمنَعُوا الناسَ عنه ويشتَغِلوا به هُم ؟