Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 8-8)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ } ؛ معناهُ : فلما جاءَ موسَى إلى النار التي رَآها نُودِيَ نداءَ الوحي : أنْ بُوركَ مَنْ فِي طلب النار وهو مُوسَى ، { وَمَنْ حَوْلَهَا } من الملائكةِ . وهذه تحيَّةٌ مِن الله لِموسى بالبركةِ كما حَيَّا إبراهيمَ بالبركةِ على ألْسِنَةِ الملائكةِ حين دخَلُوا عليه ، فقالُوا : رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الْبَيْتِ . وَقِيْلَ : المرادُ بالنار هو النُّورُ ، وذلك أن موسَى رأى نُوراً عَظِيماً ، ولذلك ذكرهُ بلفظ النار ، ومَن في النار هم الملائكةُ ؛ لأن النورَ الذي رآهُ موسى كان فيه ملائكةٌ لَهُمْ زَجَلٌ بالتسبيحِ والتقديس ، ومَنْ حَوْلَهَا هو موسَى ؛ لأنه كان بالقُرْب منها ولَم يكن فيها . وأهلُ اللغة يقولونَ : بُوركَ فُلاَنٌ ؛ وَبُوركَ فِيْهِ ؛ وَبُوركَ لَهُ وَعَلَيْهِ ، بمَعنى واحدٍ . والمرادُ بالبركةِ ها هنا ما نَالَ مُوسَى من كرامةِ الله له بالنبوَّة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ؛ كلمة تَنْزِيْهٍ عمَّا تَظُنُّ الْمُشَبهَةُ أنَّ اللهَ تعالى كان في تلك النار ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبيْراً .