Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 19-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } ؛ أي بُخْلاءَ عليكمُ بأنفُسِهم وأموالِهم ، لا ينفقونَ شيئاً منها في سبيلِ الله ونُصرةِ المؤمنين . ثُم أخبر عن جُبْنِهِمْ فقالَ تعالى : { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } ، من الخوفِ والفَزَعِ كما تدورُ أعْيُنُ الذي يحضرهُ الموت فيُغشَى عليهِ ، ويذهبُ عقله ويَشخَصُ بصرهُ فلا يطرفُ ، كذلك هؤلاءِ تَشْخَصُ أبصارُهم وتُحَارُ أعينُهم لِما يلحَقُهم من الخوفِ ، { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } ؛ أي بَسَطُوا ألسِنَتَهم وأرسَلُوها ، طاغِينَ عليكم . قال الفرَّاء : ( مَعْنَاهُ : آذوْكُمْ بالْكَلاَمِ وَعَضُّوكُمْ بأَلْسِنَةٍ سَلِيْطَةٍ ذربَةٍ ) يُقَالُ : خَطِيْبٌ مِسْلاَقٌ إذا كَانَ بَلِيْغاً فِي خِطَابهِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } ؛ أي بُخْلاءَ بالغَنيمةِ ، يخاصِمُون فيها ويُشَاحُّونَ المؤمنينَ عليها عند القِسْمَةِ ، فيقولونَ : أعْطُونَا فلَسْتُمْ أحقَّ مِنَّا ! وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } ؛ أي هُم وإنْ أظهَرُوا الإيْمانَ ونَافَقُوا فليسوا بمؤمنينَ ، { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } ؛ أي أبْطَلَ جهادَهم وثوابَ أعمالِهم ؛ لأنه لَم يكن في إيْمانٍ ، { وَكَانَ ذَلِكَ } الإحباطُ ، { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } ؛ قال مقاتلُ : ( مَعْنَى الآيَةِ : فَإذا ذهَبَ الْخَوْفُ وَجَاءَ الأَمْنُ وَالْغَنِيْمَةُ ، سَلَقُوكُمْ بألْسِنَةٍ حِدَادٍ ؛ أيْ بَسَطُواْ ألْسِنَتَهُمْ فِيْكُمْ وَقْتَ قِسْمَةِ الْغَنِيْمَةِ ، وَسَيَقُولُونَ : أعْطُونَا فَلَسْتُمْ أحَقَّ بهَا مِنَّا ! فَأَمَّا عِنْدَ الْبَأْسِ وَالْقِتَالِ فَأَجْبَنُ قَوْمٍ وَأخْذلُهُمْ ، وَأمَّا عِنْدَ الْغَنِيْمَةِ فَأَشَحُّ قَوْمٍ ) .