Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 54-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ } ، أي إنْ تُظهروا قَولاً أو تُضمِرُوهُ ، فإنَّ الله عالِمٌ بالظواهرِ والبواطنِ والضمائر . وقيل : معناهُ : إنْ تُظهروا أشياءَ من أمرِهنَّ ، يعني طلحةَ ، قوله تعالى : { أَوْ تُخْفُوهُ } أي تسِرُّونَهُ في أنفسكم ، وذلك أنَّ نفسَهُ حدَّثته بتزويجِ عائشة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } ، أي عليمٌ بكل شيءٍ من السرِّ والعلانية . فلمَّا نزَلت آيةُ الحجاب قال الأباءُ والأبناء والأقاربُ : يا رسولَ الله ونحنُ أيضاً نُكلِّمُهنَّ من وراء حجاب ؟ فأنزلَ اللهُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ } ، الآية . أي لا حرجَ عليهن في إذنِ آبائهن بالدخول عليهن ، ولا في إذن الأبناءِ والإخوان وأبناء الإخوانِ وأبناء الأخوات . فإن قيلَ : فهلاَّ ذكَر الأعمامَ والأخوال ؟ قيل : إنَّ العمَّ والخالَ يجريان مجرَى الوالدين في الرُّؤية ، وكان ذِكرُ الأباء يتضمَّن ثباتَ حُكم الأَعمام والأخوال . وقيل : إنما لم يذكُر الأعمامَ والأخوال لكي لا يدخلَ أبناؤهما ، ولا يطمَعا فيهن . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ نِسَآئِهِنَّ } ، قال ابنُ عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : ( يَعْنِي نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ ، لاَ نِسَاءَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَصِفْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنْ رَأيْنَهُنَّ ) . وقولهُ تعالى : { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } ، يعني العبيدَ والإماءَ ، قيل : حَمْلُهُ على الإماءِ أوْلَى ؛ لأن الْحُرَّ والعبيدَ يختلفان فيما يُباح لهما من النَّظَر ، فلا يجوزُ للبالغين من العبيدِ أن يَنظُروا إلى شيءٍ منهن . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ } ، أي واتَّقين اللهَ أن يرَاكُنَّ غيرُ هؤلاء ، وقيل : اتَّقين اللهَ في الإذنِ لغير المحارمِ في الدخول عليكن ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } ، من أعمال العباد ، { شَهِيداً } ، لم يغب عنه شيء .