Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-163)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ : { إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } ؛ أي أنْزَلْنَا جبريلَ عليكَ بهذا القُرْآنِ كما أوحينَا إلى نوحٍ ؛ فأمرَ بالاستقامةِ على التَّوحيدِ ودعوةِ الخلقِ إليه ، وكما أوحيْنَا إلى النبيِّين مِن بعدِ نوحٍ أوحينَا إليك . قِيْلَ : إنَّ نوحاً عليه السلام عَمَّرَ ألفَ سنةٍ لم تَنْقُصْ لهُ سِنٌّ ولا قوَّة ، ولم يَشِبْ له شَعْرٌ ، ولم يبلُغْ أحدٌ من الأنبياءِ في الدَّعوةِ ما بَلَغَ ، ولم يَصْبرْ على أذى قومهِ ما صَبَرَ ، وكان يدعُو قومَهُ لَيلاً ونَهاراً ، وسِرّاً وإعْلاَناً ، وكان الرجلُ من قومهِ يضربهُ فيُغْمَى عليه ، فإذا أفَاقَ دَعَا وَبَلَّغْ ، وَقِيْلَ : هو أوَّلُ مَن تَنْشَقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ بعد مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } ؛ وهم بَنُو يعقوبٍ عليه السلام وهم اثْنَا عشرَ رَجُلاً ، وَ ؛ إلَى ؛ { وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا } ؛ أي أعْطَيْنَا ؛ { دَاوُودَ زَبُوراً } ؛ والزَّبُورُ : هو الكتابُ ، مأخوذٌ من الزُّبْرِ ؛ وهو الكتابةُ ، ومن قرأ زُبُوراً بضَمِّ الزَّاي وهو الأعمشُ وحمزةُ وابن وثَّاب ؛ فمعناهُ : الكتُبُ على الْجَمْعِ . فإن قيلَ : كيفَ قدَّمَ اللهُ ذكر عِيْسَى على ذِكْرِ أيُّوبَ ويونُسَ وهارونَ وسليمان وداوُدَ ، وهو مِنْ بعدِهم ؟ قِيْلَ : لأنَّ الواوَ للجمعِ دون الترتيب ، فتقديمُ ذِكْرِهِ في الآيةِ لا يوجبُ تقديْمَهُ في الْخَلْقِ والإرسالِ ، والفائدةُُ في تقديْمهِ في الذكرِ : الردُّ على اليهودِ ، وَلِغُلُوِّهِمْ في الطَّعْنِ فيه وفي نَسَبهِ ، فقدَّمهُ اللهُ في الذكرِ ؛ لأن ذلك أبلغُ في كُتُب اليهودِ وفي تَنْزِيْهِهِ مِمَّا رُمِيَ به ونُسِبَ إليهِ .