Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 109-109)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ } يعني يومَ القيامةِ ، ونُصِبَ ( يَوْمَ ) على إضمار اذكُروا واحذرُوا ، ويحتمل أنه انتصبَ بقولهِ { وَاتَّقُوا الله } ، والسُّؤال للرسلِ توبيخٌ للذين أرسِلُوا إليهم ، كما في قوله تعالى { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } [ التكوير : 8 ] إنما تُسأل الموءودَةُ لتوبيخِ قاتِلها . وأما قولُ الرسلِ : ( لاَ عِلْمَ لَنَا ) ، فقال ابنُ عبَّاس والحسن والسديُّ ومجاهد : ( إنَّ هَذا الْجَوَابَ إنَّمَا يَكُونُ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ عِنْدَ زَفْرَةِ جَهَنَّمَ ، وَجُثُوِّ الأُمَمِ عَلَى الرُّكَب ، لاَ يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ إلاَّ قَالَ : نَفْسِي نَفْسِي ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَطِيرُ الْقُلُوبُ مِنْ أمَاكِنِهَا ، فَتَقُولُ الرُّسُلُ مِنْ شِدَّةِ هَوْلِ الْمَسْأَلَةِ وَهَوْلِ الْمَوْطِنِ : لاَ عِلْمَ لَنَا ) { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } ؛ تُرجِعُ إليهم عقولُهم ، فيشهَدُون على قومِهم أنَّهم بلَّغوهم الرسالةَ ، وأنَّ قومَهم كيف ردُّوا عليهم . فإن قِيْلَ : كيف يصحُّ ذُهول العقلِ مع قولهِ تعالى { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } [ الأنبياء : 103 ] قِيْلَ : إن الفزعَ الأكبرَ دخولُهم جهنَّم . وعن ابنِ عبَّاس : ( أنَّ مَعْنَى : لاَ عِلْمَ لَنَا ؛ أيْ لاَ عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ) ، فَحُذِفَ الاسْتِثْنَاءُ . وَقِيْلَ : معناهُ : لا علمَ لنا بتفصيلِ الأمُور .