Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 10-10)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تََعَالَى : { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ } ؛ أي ما جعلَ اللهُ إمدادَ الملائكةِ إلا بشارةً بالنصرِ للمؤمنين ، وَقِيْلَ : معناهُ : ما جعلَ الله إخبارَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإمدادِ الملائكة إلا بُشرى بالنصرِ . وقولهُ تعالى : { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ } ؛ أي ولتَسْكُنَ قلوبُكم في الحرب فلا تخافون من عدوِّكم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } ؛ أي ليس النَّصرُ بقلَّة العددِ ولا بكثرتهِ ولا من قِبَلِ الملائكةِ ، ولكن النصرَ من عندِ الله ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } ؛ بالنَّقمةِ ممن عصَى ، { حَكِيمٌ } ، في أفعالهِ . وقد اختلفُوا هل قاتلَتِ الملائكةُ يومَ بدرٍ مع المؤمنين أم لاَ ؟ قال بعضُهم : لَم يُقاتِلوا ولكنَّ اللهَ أيَّدَ المؤمنين ليُشجِّع بهم قلوبَهم ، ويُلقِي بهم الرُّعبَ في قلوب الكافرين ، ولو بعثَهم اللهُ بالْمُحارَبَةِ لكان يكفِي مَلَكٌ واحدٌ ، فإنَّ جبريلَ أهْلَكَ برِيشَةٍ واحدة سَبْعاً من قُرى قومِ لُوط ، وأهلكَ بصيحةٍ واحدة جميعَ بلادِ ثَمود . وهذا القولُ أقربُ إلى ظاهرِ الآية . وقال بعضُهم : إنَّ الملائكةَ قاتَلَتْ ذلك اليوم ؛ لأنه رُوي أن أبَا جَهْلٍ قال لابنِ مسعود : مِنْ أيْنَ كَانَ ذلِكَ الضَّرْبُ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ ولاَ نَرَى شَخْصاً ؟ فَقَالَ لَهُ : ( مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ) فَقَالَ أبُو جَهْلٍ : هُمْ غَلَبُونَا لاَ أنْتُمْ !