Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } . قوله : { ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } تقديره عند سيبويه : " تعجيلاً مثل استعجالهم بالخير " ثم حذف تعجيلاً ، وأقام صفته ( مقامه ) ، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه ، وحكى " زيد : شرب الإبل " أي : يشرب شرباً مثل شرب الإبل . وقال الأخفش والفراء : التقدير : { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ } الشر مثل استعجالهم / بالخير ، ثم حذف المضاف . ويلزمهما على هذا أن يجيزا . زيد الأسَد فينصب " الأسَد " أي : مثل الأسَد . وهذا لا يجيزه أحدٌ . ومعنى الآية : ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر - أي : فيما عليهم فيه مضرة في نفس ، أو مال ، أو ولد ، وذلك عند الغضب - كما يستعجلون بالخير إذا دعوا في سؤالهم الرحمة ، والرزق . { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } أي : لماتوا . قال مجاهد : هو قول الإنسان لولده ، ولماله إذا غضب : اللهم لا تُبَارِكْ فِيهِ والْعَنْهُ ونحو ذلك ، ولو عجل الله الإجابة فيه كما يريدون أن تستعجل لهم الإجابة في الخير إذا دَعَوا لأهلكهم . وقد قيل : إن هذا إنما هو قولهم : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] . فلو عجل لهم ذلك لهلكوا . ثم قال تعالى : { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ( معناه ) : ندع الذين لا يخافون البعث ، لا نُهْلِكُهُم إلى مدتهم ، ولكن نذرهم { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } أي : في ضلالتهم يَتَحَيَّرُونْ . وهو مثل قوله : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [ آل عمران : 178 ] .