Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 24-25)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } إلى قوله { مُّسْتَقِيمٍ } . قرأ الحسن ، والأعرج ، وأبو العالية : " وأَزْيَنَتْ " على وزن " أَفْعَلت " : أي جاءت بالزينة . وجاء على أصله غير مُعْتَل " كاستحوذَ " . وقرئ " وازْيَّانَّت " مثل اسْوَادَّت . وروى المقدميُّ " وازّايَنَتْ والأصل تَزَايَنَتْ على " تَفَاعَلَتْ " . والمعنى : إنما مثل ما تتفاخرون به في الدنيا ، وتتباهون به من زينتها وأموالها ، ( مع ) ما خالط ذلك من التنفِيض والتكدير والفناء والموت : كماء نزل من السماء فنبت بذلك أنواع النبات مما يأكل الناس : كالحنطة ، والشعير ، ومما تأكل البهائم من أنواع النبات . فإذا تم نباته ، وحسُن ، وأيقن أهل الزرع أنهم قد ملكوهُ ، وأيقنوا بتمامه ، وحصاده ، وأن الحشيش لأنعامه مرعى { أَتَاهَآ أَمْرُنَا } : أي : أتى الأرض قضاؤُنا في الليل أو في النهار ، فجعلنا ما عليها حصيداً ، أي : " مقطوعاً مقلوعاً " . والمراد به ما على الأرض ، واللفظ للأرض . { كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ } أي كأن لم يكن ذلك الزرع ، والنبات على ظهرها بالأمس ، ( يقال : غني فلانٌ ) بالمكان ، إذا أقام به ، والمعنى : كأن لم تعمُر بالنبات بالأمس . والمغاني : المنازل التي يعمرها الناس . وغنينا بمكان كذا أي : نزلناه . والمعنى : وكذلك يأتي الفناء على ما تتباهون به من دنياكم فيفنيها . قال ابن عباس : فاختلط به نبات الأرض : فنبت بالماء من كل لون . ثم قال : { كَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } : ( أي ) : كما بينا لكم أيها الناس مثال الدنيا ، كذلك نبين حججنا ، وأدلتنا لمن تفكر ، ونظر ، واعتبر . والهاء في { أَتَاهَآ أَمْرُنَا } تعود على الأرض . وقيل : على الزخرف . أي : أتى زخرفها أمرنا . وقيل ( على ) الزينة : أي : أتى زينتَها أمرُنا ليلاً . وقرأ مَرْوَ ( ا ) ن على المنبر : { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ } . وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها . وذكر أن كذلك قرأها ابن عباس . وقال ابن عباس : كذلك أقرأني أبي بن كعب . وقال قتادة ( كأن لم نغن بالأمس ) : " كأن لم تعش ، كأن لم تنعم " . وكان أبو سلمة بن عبد الرحمن يقرأ في قراءة أبي : " كأن لم تغن بالأمس ، وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها ، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " . ولا يحسن أن يقرأ أحدٌ بهذه القراءة ، لأنها مخالفة لخط المصحف الذي أجمع عليه الصحابة والتابعون . وقوله : { يَتَفَكَّرُونَ } : وقف ، ووقَفُ أصحاب نافع { أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ } ، وكذلك { فَٱخْتَلَطَ } [ الكهف : 45 ] في الكهف . وتأويل ذلك " كماء أنزلناه من السماء فاختلط بالأرض " ثم استأنف فقال : { بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } : أي بالماء نبات الأرض . ومن / جعل الوقف ( والأنعام ) رفع النبات . { فَٱخْتَلَطَ } : أي : فاختلط ( نبات الأرض ) بالماء . ثم قال تعالى : { وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } أي : يدعو إلى الجنة التي يسلم من دخلها من الآفات . وقيل : المعنى يدعو إلى دَارتِهِ لأنه تعالى السلام ، وداره الجنة . { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي يوفِّقُ من يشاء إلى الإسلام وهو طريقهُ المستقيم الذي لا عوج فيه : وهو سبب رضاه ، ورضاه سَبَبُ دخول الجنة .