Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-29)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } إلى قوله { لَغَافِلِينَ } { مَكَانَكُمْ } : نصب بإضمار فعل ، والمعنى : امكثوا مكانكم ، وقفوا موضعكم . ( جميعاً ) : حال ( من الهاء والميم ) في نحشرهم . والمعنى : نحشرهم لموقف الحساب ، ثم نقول للذين أشركوا بالله سبحانه غيره ، { مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } : أي : انتظروا حتى يفصل بينكم . و " مكانك وانتظر " : فتوعد بهما العرب . { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } : أي : فرقنا بين المشركين وما كانوا يعبدون من دون الله ، من قولهم : زلتُ الشيء عن الشيء فأنا أزيله : إذا أنْجَيْتُهُ ، وَزَيَّلْنَا على التكثير . وحكى الفراء أنه قرأ " فَزَايَلْنَا " . يقال : لا أزايل فلاناً : أي : لا أفارقه ، لا أخاتله . فمعنى زايلنا : معنى : زيلنا . والعرب تفعل ذلك في " فَعَّلت " يلحقون أحياناً الألف مكان التشديد فتقول : فاعلت ، والفعل واحد . { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } : أي : تقول آلهتهم التي عبدوها في الدنيا ( لهم ) : لم تكونوا إيانا تعبدون لأنا ما كنا نسمع ، ولا نبصر ، ولا نعقل ، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا . قال مجاهد : تكون يوم القيامة ساعة فيها شدة تنصب لهم آلهتهم التي كانوا يعبدون . فتقول الآلهة : والله ما كنا نسمع ، ولا نبصر ، ولا نعقل ، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا . فيقولون : والله لإياكم كنا نعبد ، فتقول لهم الآلهة : { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } . وكان مجاهد يتأول الحشر هنا الموت .