Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 45-49)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ } إلى قوله { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } المعنى : ويوم نحشر هؤلاء المشركين ، كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار يتعارفون بينهم ، ثم انقطعت المعرفة . الآن وقد خسروا أنفسهم بتكذيبهم بآيات الله عز وجل ولقائه سبحانه . { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } : أي : موفقين للهدي . وقيل : معنى { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } : أي : يعرف بعضهم بعضاً بالإضلال والفساد ، والجحود . وذلك أشد لتوبيخهم . وقيل : المعنى { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يقولون : قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله . ومعنى : { لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ } أي : قرب عندهم موتهم ، وبعثهم كما قالوا : { لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [ الكهف : 19 ، المؤمنون : 113 ] . ثم قال تعالى : { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ ( أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ) } أي : " نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي تعد هؤلاء المشركين من العذاب ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل أن نريك ذلك فيهم " ، { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } بكل حال { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ } على أفعالهم . قال مجاهد : الذي أراه وقعة بدر . وقيل : المعنى : أن الله أعلم نبيه ( " إن لم ينتقم منهم في العاجل انتقم منهم في الآجل " وقد تقدم ذكره . { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } وذكر معنى ، ثم قال : { وَلِكُلِّ / أُمَّةٍ رَّسُولٌ } : أي : وأرسل إلى كل أمة خلت رسولاً كما أرسل محمداً إليكم أيها الناس لينذركم . { فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ } يعني : في الآخرة { قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } أي : بالعدل . قال مجاهد : إذا جاء رسولهم يعني : يوم القيامة . وقيل : المعنى : ولكل أمة رسول يشهد عليهم ، فإذا جاء رسولهم يوم القيامة للشهادة عليهم { قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، وهو مثل قوله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [ النساء : 41 ] والمعنى الأول مثل قوله : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } [ الإسراء : 15 ] . ثم قال تعالى ذكره حكاية عن قول المشركين : { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } : أي : متى قيام الساعة التي تعدنا به يا محمد . فأمر الله عز وجل أن يقول لهم : { لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } أن أملكه فادفع عنها به الضر , وأجلب إليها به النفع . فأنا إذا كنت لا أقدر على نفع نفسي ، ولا أقدر على دفع الضر عنها ( فأنا عن القدرة على الوصول إلى ) علم الغيب ، ومعرفة قيام الساعة ( أعجز وأعجز إلا بمشيئته لي في ذلك ) . { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي : لكل قوم ميقات لانقضاء مدتهم ، لا يستأخرون عنه ساعة ، ولا يتقدمونه بساعة . وذكرت الساعة لأنها أقل أسماء الأوقات ، والوقت المقدر في انقضاء مدتهم : أقل من الساعة وأقرب .