Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-52)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً } إلى قوله { تَكْسِبُونَ } . قوله : { مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } الهاء : تعود على العذاب ، وقيل : على اسم الله عز وجل . ويشهد لرجوعها على " العذاب " قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } [ الحج : 47 ، العنكبوت : 53 ] ، ويشهد لرجوعها على الله سبحانه قوله : { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } [ المعارج : 1 - 2 ] ، فإذا جعلتها عائدة على " العذاب " ، " فما " في موضع رفع بالابتداء ، وإذا جعلتها بمعنى " الذي " خبر " ما " ويجوز أن تكون " ما " و " ذا " شيئاً واحداً في موضع رفع . والخبر في الجملة ، وإن جعلت " الهاء " تعود على اسم الله سبحانه وجعلت " ما " و " ذا " اسماً واحداً كانت " ما " في موضع نصب بمستعجل والمعنى : أي شيء يستعجل من الله المجرمون ، وإن جعلت " ما " اسماً ، و " ذا " بمعنى " الذي " كانت كالأولى : ابتداء وخبر . وكون الهاء تعود على العذاب أحسن لقوله : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } . والمعنى : قل لهم يا محمد : أرأيتم إن أتاكم هذا الذي تستعجلون به من العذاب ليلاً أو نهاراً ما يستعجل من نزول العذاب المجرمون ، وهم لا يقدرون على دفعه . فمعنى الكلام : الإنكار عليهم لاستعجالهم بأمر ، لا يقدرون على دفعه إذا حل بهم . ثم قال تعالى : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } . قال الطبري : " أثم " بمعنى " هنالك " إذا وقع العذاب بكم آمنتم بالله عز وجل . وليست عنده ، ثم التي للعطف , وهو غلط منه . وإنما التي تكون بمعنى " هنالك " هي المفتوحة / الثاء بمنزلة قوله : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً } [ الإنسان : 20 ] . والتقدير عند غيره أنها " ثم " التي للعطف . وفي الكلام حذف . والتقدير : أتأمنون إذا نزل بكم العذاب ، فتؤمنون ثم يقال لكم : الآن آمنتم ، وقد كنتم تريدون استعجاله ، وحلوله بكم ، فلما عاينتم حلوله آمنتم حين لا ينفعكم الإيمان ، وهو مثل قوله : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } [ غافر : 84 ] إلى قوله { بَأْسَنَا } [ غافر : 85 ] : أي : لم ينفعهم الإيمان عند معاينة العذاب . كذلك سنة الله عز وجل في الكافرين لا يقيلهم من كفرهم عند معاينتهم العذاب . و " آلآنَ " عند الفراء أصلها : أوان ، ثم حذفت الهمزة الثانية منها ، وقُلِبَتْ الواو ألفاً ، ثم دخلت الألف واللام وبنيت على الفتح . وقيل : أصلها " آن " مثل " حان " ثم دخلتها الألف واللام ، وبقيت على فتحها مثل : " قيل ، وقال " . وقال الزجاج : لا يحسن هذا القول : لأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الألف واللام ، كما لا تدخل على " قيل " . وقال سيبويه : سبيل الألف واللام أن يدخلا لمَعْهُود ، و " الآن " : ليس بمعهود ، وإنما معناه : " نحن في هذا الوقت نفعل كذا ، فلما تضمنت هذا بنيت على الفتح " . قوله : { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي : ظلموا أنفسهم . { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } : أي : العذاب الدائم . هل تجزون إلا ما عملتم في حياتكم من المعاصي ، وما اكتسبتم في دنياكم .