Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-5)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } إلى قوله { يَعْلَمُونَ } { وَعْدَ ٱللَّهِ } : مصدر ، والمعنى : وعدكم ( الله ) أن يحييكم بعد مماتكم ( وعداً حقاً ) عند سيبويه بمعنى : وعد الله في حق ، فلما حذف حرف الجر نصب ، والمعنى : إليه معادكم جميعاً . وقرأ أبو جعفر يزيد " أنه " بفتح الهمزة : وهي في موضع نصب بمعنى لأنه يبدأ ، ( مثل ) : لبيك إن الحمد والنعمة لك ( لا شريك لك ) . وقال أبو حاتم : هي نصب بـ " وعد " . أي : وعد الله أنه يبدأ الخلق . وقال الفراء : موضعها رفع بحق كأنه قال : حقاً ابتداؤه . ومن كسر ( إن ) وقف على حقاً ) ، ومن فتح لم يقف على ( حقاً ) . { إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } أي : أنشأه قبل أن لم يكن شيئاً ثم يميته ، ثم يعيده في الآخرة كهيئته . { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ } أي : ليثبت المؤمنين على أعمالهم بالعدل والإنصاف . ثم أخبر بما أعد للكفار لتجتمع الأخبار عما أعد ( الله عز وجل ) للفريقين فقال : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } : وهو الذي قد تناهى في الحر . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه ليتساقط من أحدهم حين يدنيه منه فروة رأسه " وأصل الحميم محموم : فهو " فعيل " في موضع " مفعول " . { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : ولهم عذاب مؤلم بكفرهم . ( ثم ) قال تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً } من قرأ " ضياءً " ( بهمزة ) متطرفة فهو الأصل ، لأنه من الضوء . فالهمزة لام الفعل ، والياء في " ضياء " بدل من واو لانكسار ما قبلها . ومن همز موضع الياء فإنما يجوز على القلب ، وذلك أن تقلب الهمزة التي هي لام ( الفعل ) في موضع الياء التي هي عين . فتصير الياء بعد ألف متطرفة . فتنقلب همزة فيصير وزنه " فلاعاً " . وقوله : " منازل " منصوب على حذف المضاف . والمعنى : وقدره منازل . ( و ) قيل : المعنى وقدر له منازل ، ثم حذف اللام ، وعدى الفعل كما قال : { كَالُوهُمْ } [ المطففين : 3 ] . والمعنى : إن ربكم الله { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } ، ثم فعل كذا { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } أي : قدر القمر منازل . لا يقصر دونها ، ولا يجاوزها يكون كل ليلة بمنزلة من النجوم ، وذلك ثمانية وعشرون منزلاً في كل شهر ، وهو قوله : { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } [ يس : 39 ] . { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } أي : فعل ذلك كي تعلموا عدد السنين ، أي : دخولها ، وخروجها ، وحسابها . { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ } أي : ما خلق الله الشمس والقمر والسماوات والأرضين { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } . ومن قرأ " يفصل " بالياء رده على ذكر الله لقربه منه ، فأسند الفعل إليه بلفظة التوحيد . ومن قرأ بالنون أجراه مجرى ما أتى في القرآن بلفظ الجميع ، من / " فصلنا ، ونفصل " وذلك كثير . ومعنى ( نفصل الآيات ) : نبين الحجج ، والأدلة لقوم يعلمون . { ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } : وقف لمن قرأ بالنون . ومن ( قرأ ) بالياء لم يقف عليه ، لأن الفعل مسند إلى الاسم المذكور المتقدم .