Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 6-8)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } إلى قوله : { يَكْسِبُونَ } . والمعنى : إن في ذهاب الليل ، ومجيء النهار ، وذهاب النهار ، ومجيء الليل ، وإحداث كل واحد منهما بعد ذهابه ، واضمحلاله لعلامات { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } : على الوحدانية والقدرة . ويشير إليها ، ويخبر عنها : فالصامت لا يقدر على النطق ، لأن مسكتاً أسكته ، وهو الله ( سبحانه ) ، والناطق لا يعجز عن النطق ، لأن منطقاً أنطقه ، وهو الله ( عز وجل ) ، والساكن لا يقدر على الحركة ، لأن مسكناً أسكنه ، وهو الله ( عز وجل ) ، والمتحرك لا يعجز عن الحركة ، لأن محركاً حركه ، وهو الله ( عز وجل ) : فكلٌّ فيه دليل على الوحدانية والقدرة والملك . { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ( معناه ) : من النجوم والشمس والقمر والجبال والشجر وغير ذلك . ( لآيات ) أي : لحجج وعلامات على توحيد الله ( جلت عظمته ) . { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } : وهذه الآية تنبيه من الله عز وجل لعباده ( على توحيده ) وربوبيته . ثم قال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } أي : لا يخافون الحساب والبعث . تقول العرب : " فلان لا يرجو فلاناً " أي : لا يخافه ، ومنه قوله : { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [ نوح : 13 ] : أي تخافون . وقال بعض العلماء : لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد . وقال غيره : بل يقع بمعنى الخوف في كل موضع دل عليه المعنى . قوله : { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا } أي : جعلوها عوضاً من الآخرة { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } أي : سكنوا إليها . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } أي : عن أدلتنا وحجتنا معرضون ، لاهون . { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } أي : من هذه صفتهم مصيرهم إلى النار . { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ( في ) الدنيا من الآثام . قال قتادة : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } - الآية - إذ شئت رأيته صاحب دنيا ، لها يفرح ، ولها يحزن ، ولها يرضى ، ولها يسخط . وقال ابن زيد : هم أهل الكفر .