Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 30-33)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ } - إلى قوله - { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } : والمعنى : من يمنعني من الله ، إن هو عاقبني على طردي إياهم ، وهم مؤمنون ، موحدون . { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } في قولكم ، فتعلمون خطأه . ثم قال لهم : { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } هذا معطوف على قوله : ( لا أسألكم ) ، والمعنى : لا أقول لكم : عندي خزائن الله التي لا يفنيها شيء ، فتتبعوني عليها . { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } : أي : ما خفي من سرائر الناس . فإن الله يعلم ذلك وحده . { وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } : فأكذب ، { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ٱللَّهُ } ، أي : للذين اتبعوني ، وآمنوا بي ، فاستحقرتموهم ، وقلتم : إنهم أراذلنا . " والخير هنا : الإيمان بالله عز وجل . { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } : أي : في ضمائرهم ، واعتقادهم ، وإنما لي منهم ما ظهر . { إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ } : أي : إني ظالم ، إن قلت لن يؤتيكم الله خيراً ، وقضيت / على سرائرهم : نفى نوح صلى الله عليه وسلم ، جميع هذا عن نفسه لئلا يتبعوه على ذلك . { قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا } : أي : " قد خاصمتنا ، فأكثرت خصامنا { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } : أي : بالعذاب ، إن كنت صادقاً في قولك : إنك رسول ( الله ) . وقرأ ابن عباس رضي الله عنه : " فأكثرتَ جَدَلَنا " . " والجدل " والجدال : المبالغة في الخصومة . قال لهم نوح : إنما يأتيكم بالعذاب الله عز وجل . { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } : أي : لستم ممن يعجز الله ، سبحانه ، إذ جاءكم عذابه هرباً ، لأنكم في سلطانه حيثما كنتم .