Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 41-43)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا } - إلى قوله - { فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } المعنى : فحملهم فيها ، وقال : اركبوا فيها . ومن قرأ بضم الميم ، فمعناه : بسم الله إجراؤها ، وإرساؤها : ابتداء وخبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على الظرف ، على معنى بسم الله ، وقتَ إجرائها ، وعند إرسائها . ويكون بسم الله كلاماً مكتفياً بنفسه كقول المبتدئ في عمل : بسم الله ، فتكون الياء في موضع نصب على معنى ابتدأت بسم الله ، أو في موضع رفع على معنى أبتدأ ، أي : بسم الله . { وَمُجْريٰهَا } : ظرف كما تقول : زيد قائم خلفك . ومن فتح الميم فعلى هذا التقدير ، إلا أنه يقدر في موضع الإجراء الجري . والمعنى : بالله إجراؤها ، وبالله جَرْيُهَا ، وبالله إرْساؤها . وقال مجاهد ، والجحدري ، والعطاردي : " مجريها ومرسيها بالياء ، وجعلوه نعتاً لله عز وجل ، أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ . وقال الضحاك وغيره : كان إذا قال : بسم الله جرت ، وإذا قال : بسم الله رَسَت . واختار " مجراها " بالفتح لقربه من قوله : وهي تجري بهم ، ولم يقل تُجْري وخرجت " مرساها " بالضم على الإجماع { إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } : أي : لساتر ذنوب من تاب إليه ، رحيم به . ثم أخبر تعالى أنها تجري بهم في موج مثل الجبال ، ثم قال : { وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ } ( أي : في معزل ) عن دين نوح . وقيل : في معزل عن السفينة ، وذلك أن نوحاً ، صلوات الله عليه ، لم يعلم بأنه كافر ، لقوله { وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ } . وقيل : إنه لم يكن ابنه ، إنما كان ابن امرأته . وحكى أبو حاتم أنه قرأ : " ونادى نوحَ ابنَه " بفتح الحاء ، يريد " ابنها " ثم حذف الألف لخفتها ، كما تحذف الواو من " ابنهُو " . وعن علي رضي الله عنه ، أنه قرأ : " ابنها " بألف ، لم يكن ابنه ، إنما كان ابن رجل تزوجَها قبل نوح . وعن الحسن رضي الله عنه ، أنه قال : خانت نوحاً في الولد . والله تعالى يعيذ نبيه صلى الله عليه وسلم ، من ذلك إنما خانته في الدين ، لا في الفراش . قال ابن عباس : ما بَغَت امرأة نبي قطُّ " . ومن قرأ { يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا } بالفتح ، فزعم أبو حاتم أنه أرادَ : يا بَنياهُ ، فحذف الهاء ، لأنه يصل ، وحذف الألف لدلالة الفتحة . ولا يجوز عند سيبويه حذف الألف لخفتها ، وليس مثل الواو . وقال الزجاج : كان أصله " يا بنيَّ " بياءين كما تقول : يا غلاميَّ بالياء ، فأبدل من الكسرة فتحة ، ومن الباء ألفاً ، ثم حذف الألف لسكونها ، وسكون الراء بعدها من " أركب " ، وكتبت على اللفظ . ومن كسر الياء ، فعلى الأصل ، لأن الكسرة تدل على الياء المحذوفة ، ككسر الميم في " يا غلام ! تعال " . ثم قال تعالى إخباراً عن قول ابن نوح لنوح : { سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ } : أي : سأصير / إلى جبل يمنعني من الماء ، قال له نوح : { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } : أي : إلا الراحم ، أي : ليس يعصم إلا الله ، أي : لا يمنع إلا الله الذي رَحِمنَا ، فأنقذنا من الغرق ، وقيل : " من " في موضع نصب استثناء ، ليس من الأول ، أي : لكن من رحم الله ، فإنه معصوم . وقيل : المعنى : إن عاصماً بمعنى معصوم ، فيكون " من " أيضاً في موضع رفع لأنه لا معصوم من أمر الله إلا المرحوم على البدل من موضع معصوم ، والاختيار : أن يكون عاصم على بابه ، و " من " في موضع رفع على البدل من عاصم . والتقدير : لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الله . ثم قال تعالى : { وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ } : أي : بين نوح ، وابنه ، فكان ابنه من المغرقين . { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } : وقف حسن ، إن جعلت إلا من رحم الله استثناء ، ليس من الأول ، وليس من الأول ، وليس بالبين لأنه لا بد للثاني أن يكون فيه سبب من الأول . { إِلاَّ مَن رَّحِمَ } . وقف .