Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 63-65)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } - إلى قوله - { غَيْرُ مَكْذُوبٍ } . المعنى : إن صالحاً قال لهم : إذ قالوا له : { وَإِنَّنَا / تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ لَفِي شَكٍّ مِّمَّا } { يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي } : أي : على برهان ، وحجة ، قد علمت ذلك وأيقنته . { وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } : يعني النبوءة والحكمة والإيمان . { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } : أي : من ينقذني من عذابه إن عصيته . { فَمَا تَزِيدُونَنِي } بعذركم أنكم تعبدون ما كان يعبد آباؤنا { غَيْرَ تَخْسِيرٍ } : أي : تخسرون حظوظكم من رحمة ربكم . ثم قال : { وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } : " آية : حال ، والمعنى : انتبهوا إليها في هذه الحال . { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } : أي : دعوها ، ويذر ويدع لم يستعمل منهما ماض . وأصل " يدع " : يَوْدِعْ ، فحذفت الواو على الأصل ، ثم فتحت العين من أجل حروف الحلق . وشابهت " يذر " " يدع " من أجل أنها لم ينطق منها بماض ، ففتحت العين منها ، مثل " ودع " ، وبابهما جميعاً فَعَل يَفْعِل ، ففتحت " يدع " لحرف الحلق ، وفتحت " يذر " للمضارعة التي بينها وبين " يدع " . وإنما تفتح العين إذا كانت حرف حلق ، أو كانت اللام حرف حلق ، لأن الفتحة أصلها من الألف . فلما وقع بعدها حرف حلق جعلوا حركة ما قبله مما هو من مخرج الحروف ، ليكون الحرف ، والحركة من جنس واحد . وكذلك ، إن كانت العين حرف حلق تفتح ، لتكون حركته من الحرف الذي هو مثله ، فتكون الحركة والحرف من جنس واحد أيضاً . وإنما صارت الناقة آية ، لأنهم طلبوا الله أن يخرج لهم من جبل لهم ناقة ويؤمنوا ، فأخرجها لهم من ذلك الجبل بقدرة الله عز وجل ، فلم يؤمنوا ، فقال لهم : دعوها { تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } ليس على أحد منكم رزقها . { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } : أي : لا تعقروها ، فيأخذكم عذاب قريب : أي : قريب من عقرها . وقيل : المعنى : { قَرِيبٌ } : غير بعيد فيهلككم . { فَعَقَرُوهَا } ، والمعنى : فكذبوه ، فخالفوه ، فعقروها . فقال لهم صالح : استمتعوا في دار الدنيا ثلاثة أيام ، ثم يأتيكم العذاب فهو { وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } . ويروى أن الناقة كانت أحسن ناقة في الأرض ، حمراء عشراء ، فوضعت فصيلاً ، فكانت تغدو ، فتشرب جميع الماء ، ثم تغدو عليهم ، بمثله لبناً ، فإذا انصرفت عنهم عَدَوْا إلى الماء ، فاستقوا حاجتهم ليومين ، فعقروها ، فأخذهم العذاب . قال قتادة : لما أخبرهم صالح أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع ، والأكسية . وقيل لهم : آية ذلك أن تصفر ألوانكم أول يوم ، ثم تحمر في اليوم الثاني ، ثم تسود في اليوم الثالث . وقال قتادة : لما عقروا الناقة ندموا ، وقالوا : عليكم بالفصيل ، فصعد الفصيل إلى الجبل . فلما كان اليوم الثالث استقبل القبلة ، وقال : يا رب ! أمِّي يا ربِّ ! أمي ، فأرسلت الصيحة عليهم عند ذلك . وكانت منازلهم بالحجر بين المدينة والشام .