Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 73-76)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } - إلى قوله - { مَرْدُودٍ } . والمعنى : قالت الرسل : أتعجبين من أمر / قضاء الله عز وجل فيك ، وفي بعلك ، { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ } . ثم قال : { إِنَّهُ حَمِيدٌ } : أي : محمود على نعمه عليكم ، وعلى غيركم . { مَّجِيدٌ } : أي : ذو مجد ، وثناء ، وقيل : معنى { مَّجِيدٌ } : كريم ، والمجد : الكرم ، والجود ، { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } : وقف . { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } : أي : لما سكن خوفه من الرسل ، وعلم منهم من هم . قال الأخفش ، والكسائي : قوله " يجادلنا " : في موضع جادلنا ، لأن جواب " لمَّا " يكون بالماضي ، وقيل " يجادلنا " في موضع الحال . ومعنى يجادلنا : أي : يطلب . وقيل : في قوم لوط . وقيل : المعنى : يخاصم رسلنا في قوم لوط . قال ابن جريج : قال إبراهيم للرسل : أتهلكونهم إن وجدتم فيهم مائة رجل مؤمن ؟ ، قالوا : لا . ثم قال : فتسعين ؟ حتى هبط إلى خمسة ، وكان في قرية لوط أربعة آلاف ألف ، يجادل الرسل عن قوم لوط ، ليرد عنهم العذاب . وقيل : إنه لم يزل يقول : آرأيتم إن وجدتم فيهم كذا ، وكذا مؤمناً أتهلكونهم ؟ فيقولون : لا حتى بلغ إلى أن قال : أرأيتم إن وجدتم فيها واحداً مسلماً ؟ قالوا : لا . فلم يخبر إبراهيم أن فيهم رجلاً واحداً ، يدفع عنهم به البلاء . قال لهم : إن فيها لوطاً يدفع عنهم به العذاب . { قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } [ العنكبوت : 32 ] . وقد بين الله ، جل ذكره ، ذلك في سورة " والذاريات " فقال : { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ الذاريات : 36 ] يعني : بيت لوط إلا امرأته . وقيل معنى : { يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } : أي : في المؤمنين منهم خاصة ، ثم قالوا : { يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبَّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } . قال ابن عباس : قال الملك لإبراهيم : إن كان فيهم خمسة يصلون رفع عنهم العذاب . وقوله : { أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } : الأوّاهُ : المبْتَهِلُ إلى الله ، عز وجل ، المتخشع في ابتهاله ، الذي يكثر التأَوُّهُ خوفاً ، وإشفاقاً من الذنوب ، والمنيب : الرجاع إلى طاعة الله عز وجل . وقيل : إنما وصفه بالحلم ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينتصر لنفسه قط ، إنما كان ينتصر لله عز وجل ، ولم يعاقب أحداً بذنب صنعه إلا لله ، ولم يغضب قطُّ إلا لله . والأوّاه : الدّعَاء ، البكَّاء ، والمنيب : التارك للذنوب ، الراجع إلى ما يحبه الله عز وجل ، ويرضى به . وقيل : الأوَّاه : الدَّعاء ، وقيل : هو المتأوه ، المرتجع من الذنوب .