Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ } إلى قوله { يَسْتَهْزِءُونَ } . والمعنى : أن الذي إليه مرجعكم أيها الناس ، هو الذي خلق السماوات والأرض وما فيهن في ستة أيام ، وهو قادر على أن يخلق ذلك في لحظة . روى أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بيدي ، فقال : خلق الله تعالى التربة يوم السبت ، وخلق الجبال فيها يوم الأحد ، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور فيها يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر ساعات الجمعة " . قال كعب : جعل الله عز وجل ، الدنيا مكان كل يوم من الستة الأيام ألف سنة . وقال الضحاك : { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من أيام الآخرة ، كل يوم مقدار ألف سنة ، ابتدأ في الخلق يوم الأحد ، واجتمع الخلق يوم الجمعة ، فسميت الجمعة لذلك . ولم يخلق يوم السبت شيئاً . وقوله : { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ } : أي : قبل خلق السماوات والأرض " وسئل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ فقال : في عماء " . - في بمعنى على عادة العرب ، لأنها تبدّل حروف الجر ، بعضها من بعض . العماء : السحاب الرقيق . ومن رواه مقصوراً فمعناه ، والله أعلم ، أنه كان وحده ، وليس معه سواه . شبه عليه السلام العمى بالعماء توسعاً ومجازاً - ( فوقه هواء ، وتحته هواء ، ثم خلق عرشه على الماء ) . قال ابن عباس : كان الماء على متن الريح . ثم قال تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } : أي : فعل ذلك ليختبركم أيكم أحسن عملاً له ، وطاعة . وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } : أحسن عقلاً ، وأورع عن محارم الله عز وجل ، وأسرع إلى طاعته . قال ابن جريج : يعني بالاختبار الثقلين . والمعنى : ليختبركم الاختبار الذي تقع عليه المجازاة ، وهو عالم بما يفعل الجميع قبل خلقهم . ولكن أراد الله تعالى ، أن يظهر من الجميع ما يقع عليه الجزاء . ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام : { وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ } : أي : إن قلت لهم يا محمد : إنكم مبعوثون من بعد موتكم ، وتجازون ليقولن الذين كفروا ، ما هذا { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي : ما قولك إلا سحر ظاهر . ومن قرأ ( إلا ساحر ) ، فمعناه : ما هذا الذي يخبرنا بهذا إلا ساحر ظاهر . ثم قال تعالى : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } : أي : ولأن أخرنا يا محمد عن قومك العذاب إلى وقت معلوم عندنا معدود . وقيل : المعنى : إلى مجيء أمة وانقراض أمة . وإنما سميت السنون أمة ، لأن فيها تكون الأمة ، وتنبتُ وتهلك . وأصل الأمة الجماعة . ثم قال تعالى إخباراً عما علم منهم : إنهم يقولون : إذا أخرنا عنهم العذاب . { لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِم } : أي : ليقولن هؤلاء الكفار ما يحبه ، أي : شيء يمنع العذاب أن يأتي تكذيباً منهم به . قال الله تبارك وتعالى : { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً } ( أي : ليس يصرفه عنهم أحد إذا جاء وقته ) . { وَحَاقَ بِهِم } : أي : نزل بهم وحل { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } وهو العذاب . وقيل : المعنى : وحل بهم عقاب استهزائهم بأنبيائهم .