Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 18-18)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } ، أي : بدم ذي كذب . قال ابن عباس : ومجاهد : ذبحوا سخلة على قميصه . وقال السدي : ذبحوا جدياً ، ثم لطخوا القميص بدمه ، ثم أقبلوا إلى أبيهم ، فقال يعقوب عليه السلام ، ( إن كان هذا الذئب لرحيماً كيف أكل لحمه ، ولم يخرق قميصه ؟ يا بني ، يا يوسف ما فعل بك بَنُو الإماء ! ؟ قال الحسن : جعل يعقوب يقلب القميص ، ويقول : ما عهدت الذئب حليماً ، إنه أكل ابني ، وأبقى على قميصه . ثم قال مكذباً لهم : { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً } أي : زينت لكم في يوسف ، وحسنته لكم . { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } : أي : فأمري صبر جميل ، وشأني صبر . ( أي ) : فصبري عليه صبر جميل . وقرأ عيسى بن عمر بالنصب على معنى : " فاصبر صبراً جميلاً " على المصدر . والرفع أبْلَغُ / ، وأحسن ، وإنما يختار النصب في الأمر خاصة . والصبر الجميل : هو الصبر الذي لا جزع معه . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " هو الصبر الذي لا شكوى معه وكان يعقوب عليه السلام ، قد سقط حاجباه ، : فكان يرفعهما بخرقة . فقيل له : ما هذا ؟ فقال : طول الزمان ، وكثرة الأحزان ، فأوحى الله عز وجل ، إليه : أتشكوني يا يعقوب ؟ فقال : رب خطيئة أخطأتها ، فاغفرها لي " . ثم قال : { وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } : أي : على احتماله . وقال قتادة : " على ما تكذبون " . قال الثوري : ثلاث من الصبر : أن لا تحدث بما يوجعك ، ولا بمصيبتك ، ولا تزكي نفسك . ومن حديث ابن لهيعة ، رفعه إلى ابن عمر ، أن يعقوب عليه السلام قال لبنيه : يا بني " إيتو ( ني ) " بالذئب الذي أكل ولدي ، إن كنتم صادقين ، قال : فخرجوا إلى واد لهم يسعون فيه ، فإذا هم بذئب قد انحطَّ عليهم من شفير الوادي ، فاعترضو ( ه ) سراعاً ، وأخذوه قسراً ، وأوثقوه كتافاً ، وعمدوا إلى حمل لهم من غنمهم ، فذبحوه ، ولطخوا جحفلة الذئب بدمه وصدره . ثم حملوه إلى أبيهم ، فقالوا : هذا الذئب الذي أكل يوسف أخانا . فقال لهم أطلقـ ( و ) ا ، فأطلقـ ( و ) ه فقال له : يعقوب : قف أيها الذئب بإذن الله ، فوقف الذئب مقعى على ذنبه . فقال له : يعقوب : أسألك أيها الذئب بالذي اتخذني نبياً ، وبعثني رسولاً . هل أكلت يوسف فيما أكلت ؟ فقال له الذئب : والذي بعثك رسولاً ، واتخذ ( ك ) نبياً . إن هذه البلاد ما دخلتها إلا ساعتي هذه ، ثم حكى ليعقوب ما صنعوا به وبالحمل . ثم قال الذئب : يا نبي الله ، وأنا أسمو إلى أكل نبيي ! أو ما علمت أن لحوم الأنبياء محرمة على السباع ؟ قال له يعقوب : " صدقت أيها الذئب . أنت كنت أشفق على يوسف من أخوته " ، اذهب حيث شئت .