Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 58-60)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ } - إلى قوله - { وَلاَ تَقْرَبُونِ } المعنى : فيما ذكر ابن إسحاق أن يوسف عليه السلام لما أعلمهم بما يأتي من القحط ، وأن يستعدوا لما يأتيهم ، أتى الناس إلى مصر ، يلتمسون المير ( ة ) من كل بلد . فأصاب الناس جهدٌ ، فأمر يوسف ألا يحمل الرجل إلا بعيراً واحداً ، تقسيطاً بين الناس ، ومنع أن يحمل أحد بعيرين . فقدم عليه إخوته فيمن قدم يلتمسون الميرة ، فعرفهم ، ولم يعرفوه لما أراد الله عز وجل . وذكر السدي : أنه لما أصاب الناس الجوع ، أتى أخوة يوسف ليمتاروا ، وهم عشرة : وأمسك يعقوب عند نفسه أخا يوسف بنيامين ، فلما دخلوا على يوسف عرفهم ، ولم يعرفوه . قال لهم : أخبروني بأمركم ، فإني أنكر شأنكم ؟ قالوا : نحن قوم من أرض الشام . قال وما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا نمتار طعاماً . قال : فأخبروني خبركم . قالوا : إنا أخوة ، بنو رجل صديق . وكنا اثني عشر . وكان أبونا يحب أخاً [ لـ ] ـنا وإنه ذهب معنا إلى البرية فهلك فيها . وكان أحبنا إلى أبينا . قال : فإلى من يسكن أبوكم بعده ؟ قالوا : إلى أخ لنا أصغر منه . قال : وكيف تخبروني أنَّ أباكم صديق ، وهو يحب الصغير منكم دون الكبير / . إيتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه . قالوا : سنراود عنه أباه ، قال : فضعوا رهينة حتى ترجعوا ، فوضعوا شمعون وجهَّزوا أبْعِرتهم بالطعام . فقال لهم يوسف ( صلى الله عليه وسلم ) : إنكم إذا أتيتموني بأخيكم ازددتم من عند [ ي ] حمل بعير له . { أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ } : " ولا أبخسه أحداً " . { وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } : أي : وأنا خير من أنزل ضيفاً على نفسه في هذا البلد . { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي } : أي : لا طعام أكيله لكم { وَلاَ تَقْرَبُونِ } : أي : " لا تقربوا بلادي " . وقد اعترض بعض أهل الزيغ في هذا الخبر ، وقال : كيف لم يعرفوه ، ( وقد ) عرف أن لهم أخاً من أب ، وسألهم الإتيان به . فجواب ذلك على قول بعض أهل النظر أن يوسف كان لا يعطي لكل نفس إلا حِمْلاً في تلك المجاعة . ( فلما ) أخذوا لكل شخص منهم حِمْلاً . قالوا : لنا أخ من أبينا غاب فأعطنا له حملاً ، فأعطاهم وقال لهم : إيتوني بهذا الأخ إن أردتم أن أعطيكم عنه حِمْلاً إذا رجعتم للمير ( ة ) لنعلم صدقكم . فإن لم تأتوني به علمت كذبكم ، ولم أعطكم شيئاً . وهذا كله داخل في قوله : { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } صلى الله عليه وسلم .