Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 61-65)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَ ( إِنَّا لَفَاعِلُونَ ) } - إلى قوله - { كَيْلٌ يَسِيرٌ } . المعنى : قالوا سنرجع إلى أبيه ، فنسأله في أن يوجه به ( معنا ) ، وإنا لفاعلون ذلك . ثم قال تعالى : { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ } أي : قال يوسف لغلمانه و " فتيته " : أنَسْبُ لأنه للعدد القليل ، و " فتيان " : حسن ، فقال لهم : اجعلوا أثمان الطعام التي أخذوا بها طعامي في وسط رحالهم ، وهم لا يعلمون . قال بعض أهل المعاني : إن يوسف خشي ألا يكون عند أبيه دراهم ، إذ كانت سنة جَدْبٍ . فرد عليهم الدراهم طمعاً أن يأخذها . وقيل : إنما رَدَّ عليهم الثمن رفقاً بهم ( من ) حيث لا يعلمون ، تكرماً منه ، وتفضلاً صلى الله عليه وسلم . وقيل : إنما جعل الثمن في الأوعية لتكون سبب رجوعهم إليه لعلمه ، فكرمهم ، وإنهم لا يرضون بحبس الثمن ، وإنهم يتحرَّجُون من ذلك فيرجعون إليه ضرورة . ثم قال تعالى : { فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ } : من قرأ بالياء : فمعناه : يكتل لنفسه حملاً ، ومن قرأ بالنون : أراد إنهم أخبروا عن أنفسهم ، وعنه بالكيل . والمعنى : إنهم قالوا : ( له ) : يا أبانا منع ( منا ) أن نكتال فوق ما اكتلنا بعيراً لكل نفس . فأرسل معنا أخانا يكتل لنفسه كَيْلَ بعير زائدة على ما اكْتَلْنَا لأنفسنا . قال السدي : لما رجعوا إلى أبيهم قالوا : يا أبانا ! إن ملك مصر أكرمنا كرامةً ، لو كان رجلاً من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامتَهُ ، وإنه ارتهن منا شمعون . وقال : ائتوني بأخيكم هذا الذي عطف عليه أبوكم بعد موت أخيكم / فإن لم تأتوني به ، فلا تقربوا بلادي أبداً . فقال لهم يعقوب : { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ } - الآية - ثم قال : { فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } : أي : إن يفجعني في هذا الولد على كبر سني ، وهو أرحم الراحمين فيَّ إذا آتيتم إلى ملك مصر ، فأقروءه سلامي ، وقولوا له : إن أبانا يدعو لك ، ويصلي عليك لما أوليتنا من الجميل . ثم قال تعالى : { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } : أي [ لما ] فتحوا أوعيتهم التي فيها الطعام ، وجدوا الثمن الذي دفعوه ليوسف في الطعام ، في أوعيتهم . { قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي } : وراء هذا ، إن بضاعتنا ردَّت إلينا ، وقد أوفى لنا الكيل . { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } في رجوعنا : أي : نأتيهم بالطعام . { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } : بسير أخينا معنا ، لأن لكل نفس حمل بعير . { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } : أي : يسير على الملك سهل . وقيل : المعنى : كيلنا الذي نأخذ ، يسير ، فزيادتنا حملاً أحسن من تركه . وقيل : المعنى : الذي جئنا به يسير ، فرجوعنا بأجمعنا نأتي لكل نفس بحمل أحسن . قال مجاهد : حمل بعير : حمل حمار . وقال غير [ ه ] جمل ، وهو المعروف في اللغة .