Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 93-96)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي } إلى قوله { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } المعنى : أن يوسف لما أعلم إخوته بنفسه سألهم عن حال أبيهم ، فقالوا : ذهب بصره من الحزن ، فعند ذلك أعطاهم قميصه ، وأمرهم أن يلقوه على وجه أبيهم . { يَأْتِ بَصِيراً } : أي : يَعُدْ بصيراً . { وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } : أي : جيئوني بهم . قيل : إن القميص كان من الجنة كساه الله عز وجل إبراهيم حين ألقي في النار . وقوله : { وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلْعِيرُ } أي خرجت من مصر ، يعني : عير بني يعقوب . ذكر أن الريح استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف ، قبل أن يأتيه البشير ، فأذن لها ، فأتته [ به ] من مسيرة ثمان ليال ، فقال : { إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ } . وقوله : { لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ } ، ( أي ) : تسفهون ، فتقولون : ذهب عقلك . وقيل : معناه : لولا أن تكذبون ، قاله السدي ، والضحاك . { قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ } ، أي : في خطئك . قال له ذلك من بقي من ولده . ثم قال تعالى : مخبراً لنا عن حال يعقوب إذ جاءه البشير بأمر يوسف : { فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ / وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً } : وكان البشير يهوذا أخا يوسف لأبيه صلى الله عليه وسلم . قال السدي : لما قال يوسف { ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا } . قال يهوذا بن يعقوب : أنا ذهبت إلى يعقوب بالقميص ، مُلَطَخاً بِالدَّم ، وقلت له : إن يوسف أكله الذئب . فالآن أذهب أنا بالقميص ، فأخبره أنه حي ، فأفرحه كما أَحْزَنْتُهُ . قوله : { أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ } : أي : ( ألقى ) القميص على وجه يعقوب ، فعاد بصره ، بعدما كان عمي . فقال لمن حضره من ولده : { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) } إنه سيرد علي ولدي يوسف ويجمع بيني وبينه ، وأنتم لا تعلمون من ذلك شيئاً . وروي أن يعقوب قال للبشير : " هون الله عليك غصص الموت " ، كأنه استقال له أن يكافأه بشيء من عرض الدنيا . وروي أيضاً عن سفيان ، أنه قال : لما جاء البشير إلى يعقوب ، قال له يعقوب : على أيِّ دين تركته ؟ قال : ( على دين ) الإسلام ، قال يعقوب : ألآن تمت النعمة وروي أنه لما التقى يوسف ويعقوب بأرض مصر ، قال له يوسف : يا أبت بلغني ( عنك ) أنك بكيت عليّ حتى ذهب بصرك ، وحزنت حتى انحط ظهرك . قال يعقوب : قد كان ذلك يا بني . قال له يوسف : أفما كانت القيامة تجمعني وتجمعك ؟ قال يعقوب : بلى ، ولكن تخوفت أن تبدل دينك فلا تلقني .