Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 32-34)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } إلى قوله { مِن وَاقٍ } والمعنى إن يستهزئ هؤلاء من قومك يا محمد ، فاصبر على أذاهم ، وامض على أمر الله عز وجل في إنذارهم . { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي : أَطَلْتُ للمستهزئين بربهم في الأجل والأمل ، ثم أحللت بهم العقوبة . فكيف رأيت عقوبتي ؟ . والإملاء : الإطالة ، ومنه قيل : لليل والنهار الملوان ، لطولهما . ومنه قيل للخرق الواسع من الأرض ملأ لطول ما بين طرفيه . ثم قال تعالى ذكره : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } " من " : رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ، وبه يتم المعنى . والتقدير : أفمن هو قائم على كل نفسٍ بما كسبت كشركائهم ، والتقدير : أفمن هو حافظ على كل نفس لا يغفل ، ولا يهلك ( كمن يهلك ولا يحفظ ) ولا يحصي شيئاً . ( فالجواب محذوف ) لعلم المخاطب ) . وقيل المراد به الملائكة الموكلون على بني آدم ، والقول الأول أشهر ، وأكثر . ثم قال ( تعالى ) : { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ } هذا يدل على المحذوف ، والمعنى : أفمن هو قائم كشركائهم . ودلّ { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ } على المحذوف ثم قال : قل لهم يا محمد { سَمُّوهُمْ } : أي يسموا هؤلاء الشركاء ، فإن قالوا : آلهة فقد كذبوا ، لأنه لا إله إلا هو الواحد ( القهار ) ، لا شريك له . { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } ( أم ) تخبرونه بأن في الأرض إلهاً ، ولا إله إلا هو في الأرض والسماء . وقوله : { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } : أي : أم قلتم ذلك بظاهر قول ، وهو في الحقيقة باطل لا صحة له . ثم قال ( تعالى ) { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } المعنى ما لله شريك ، بل زين للذين كفروا مكرهم : أي : زيِّن لهم عملهم ، وصدوا الناس عن الإيمان . ومن قرأ بضمِّ الصاد ، فمعناه : أن الله أعلمنا أن صدَّهم عن الهدى عقوبة لهم . ودلّ على ذلك قوله : { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي : من أضله الله عز وجل عن إصابة الحق ، فلا يقدر أحد على هدايته . ثم قال تعالى : { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي : لهؤلاء الكفار الذين تقدم ذكرهم عذاب في الحياة الدنيا ، وهو القتل والأسر . { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ } أي : أشد من عذاب الدنيا . { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } أي : ليس يقيهم من عذاب الله ( سبحانه ) أحد .