Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 35-37)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } إلى قوله { وَلاَ وَاقٍ } التقدير عند سيبويه : " وفيما يتلى عليكم " ، أو : " مما يقص عليكم مثل الجنة ، وهذا قياس مذهب سيبويه . وقال الفراء : التقدير الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ومثل ( … ) . وقيل : هو مردود إلى قوله : { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ } [ الرعد : 18 ] . ثم قال : صفة الجنة التي وعد المتقون ، تجري من تحتها الأنهار . ثم قال : { أُكُلُهَا دَآئِمٌ } أي : المأكول منها دائم لأهلها لا انقطاع له ، كما قال ( عز وجل ) : { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [ الواقعة : 33 ] ، وظلها دائم أيضاً . { تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي : عاقبتهم ، وعاقبة الكافرين النار . ويروى أن ابن عباس كان يتوقف عن تفسـ ( ـيـ ) ر هذه الآية ، ويحلف بالله لو فسرت ما حملها جميع إبل العالمين . يريد ابن عباس أن الجنة لو وصفت على حقائقها ، ما حمل صفتها مكتوباً جميع إبل العالمين : لجلالة أمرها ، وعظيم شأنها ، في نعيمها وملكها . وما أعد الله ( عز وجل ) لأوليائه فيها . ويدل على ذلك ( أيضاً ) : قول النبي صلى الله عليه وسلم : " فيها ما لا أذن سمعت ، ولا عين رأت " . وقال الله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] . وقال : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } [ الإنسان : 20 ] . ثم قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ } المعنى والذين آتيناهم الكتاب مـ ( ـمن ) آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فهم يفرحون بما أنزل إلى محمد . قال قتادة : هم أصحاب ، محمد صلى الله عليه وسلم ، يفرحون بما أنزل إليه . وقيل : { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ( ٱلْكِتَابَ ) } عني بهم اليهود والنصارى ، يفرحون بالقرآن ، لأنه مصدق لأنبيائهم ، وكتبهم ، وإن لم يؤمنوا بمحمد ، ( صلى الله عليه وسلم ) . وقيل : عني بذلك الثمانون الذين آمنوا من نصارى نجران : أربعون وثمانية من الشام ، واثنان وثلاثون من أرض الحبشة . آمنوا بالنبي ( عليه السلام ) وصدقوا به . ثم قال ( تعالى ) : { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } أي : ومن أهل الملل المتحزبين عليك يا محمد من ينكر بعض ما أنزل إليك . وقيل : هم من اليهود والنصارى . ثم قال : { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } : ( أي : قل لهم يا محمد : إنما أمرت أن أعبد الله ، ولا أشرك به ) في عبادته . { إِلَيْهِ أَدْعُواْ } : أي : إلى طاعته أدعو الناس . { وَإِلَيْهِ مَآبِ } أي : مصيري . ثم قال تعالى : { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً } أي : كما أنزلنا عليك الكتاب يا محمد / فأنكره بعض الأحزاب ، كذلك أيضاً أنزلنا الذكر والحكم حكماً عربياً . ونصب ( حكم ) على الحال " وعربي " : نعت ( له ) . وإنما وصف الحكم بالعربي ، لأنه أنزله على عربي ، فنسب الدين إليه ، إذ كان عليه أنزل . ثم قال تعالى : { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به : أمته ، وفيه تهدد .