Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-6)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } - إلى قوله - { لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } المعنى : { وَإِن تَعْجَبْ } يا محمد من هؤلاء المشركين ، فعجب إنكارهم للبعث . قال قتادة : عجب الرحمن من تكذيبهم البعث بعد الموت . وقال ابن زيد : المعنى : أن تعجب يا محمد من / تكذيبهم لك ، وقد رأوا قدرة الله ، عز وجل في الحياة ، وفي جميع ما ضرب لهم به الأمثال ، فعجباً إنكارهم البعث . على معنى : فذلك من فعلهم مما يجب لكم أن تعجبوا منه . وقد قرأ الكسائي { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } [ الصافات : 12 ] بضم التاء على أَحَدِ المعنيين المذكورين . ثم أخبرنا الله ، عز وجل ، أن من أنكر البعث ، بعدما بين له من الآيات الدالات على قدرة الله ، ( سبحانه ) فالأغلال في أعناقهم يوم القيامة ، وأنهم أصحاب النار خالدين فيها . وقيل : الأغلال : أعمالهم ، كما تقول للرجل عمل عملاً سيئاً : " هذا غل في عنقك " ، فسمي العمل السيء بالغل ، لأنه سبب إلى الغل . ثم قال تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ ( قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ ) } الآية . والمعنى : يستعجلك يا محمد ، مشركو قومك بالعذاب والعقوبة ، قبل الرخاء والعافية ، فيقولون : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } [ الأنفال : 32 ] - الآية وهم يعلمون ما حل بالأمم قبلهم من العقوبات وهو قوله : { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ } : أي : العقوبات في الأمم الماضية على تكذيبهم الرسل ، فهلك قوم بالخسف ، وقوم بالرجفة ، وقوم بالغرق في أشباه لذلك من العقوبات . قال قتادة : المُثلاتُ : وقائع الله ، عز وجل في الأمم الماضية . وقال الشعبي : المثلات : القردة والخنازير . ثم قال ( تعالى ) : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } : أي : لذو ستر على ذنوبهم ، وهم ظالمون . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } ( أي ) : ، لمن مات مصراً على كفره . ولما نزلت هذه الآية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله ، ورحمته ، وتجاوزه ما هنأ لأحَدٍ عيش ، ولولا عقابه ، ووعيده ، وعذابه لا تكل كل واحد " . وقال ابن عباس : ما في كتاب الله ، ( عز وجل ) آية أرْجَى من قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } . ( وقيل : المعنى ) هو أن العبد يمحو الله بحسنته عشر سيئات ، وإذا همّ بالحسنة كتب له ، وإن لم يعملها .