Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 7-9)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } إلى قوله { ٱلْمُتَعَالِ } المعنى : أن الله عز وجل أخبرنا أن المشركين يقولون هلا أنزل على محمد آية ، تدل على نبوته ، وهي قوله : { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } [ هود : 12 ] . ثم قال الله عز وجل ، لنبيه عليه السلام : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } لهم لا غير . ثم قال تعالى : { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } : أي : ولكل أمة هاد ، يهديهم ؛ إما إلى هدى ، وإما إلى ضلال ، دليله قوله : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [ الأنبياء : 73 ] ، وقوله : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } [ القصص : 41 ] وقال قتادة : معناه : ولكل قوم داعٍ يدعوهم إلى الله ( سبحانه ) . فأنت يا محمد داعي هؤلاء . فمحمد ، عليه السلام ، هو الهادي ، وهو المنذر . وقال ابن جبير : الهادي هو الله ، ( عز وجل ) ، والمعنى : إنما أنت يا محمد منذر ، ولكل قوم اهتدوا هادٍ يهديهم ، وهو الله ( تعالى ) . ( و ) قال مجاهد : المنذر : النبي صلى الله عليه وسلم ، والهادي / الله ( عز وجل ) ، وقالـ ( ـه ) ابن عباس ، والضحاك . وقال أبو صالح : معناه : ولكل ( قوم ) قادة يقودونهم ، إما إلى هدى ، وإما إلى ضلال . وعن ابن عباس رضي الله عنه معناه : ولكل قوم داع يدعوهم إلى الله تعالى . ثم قال تعالى ( جل ذكره ) : { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } الآية المعنى : إنه ذكر عن قريش أنهم ينكرون البعث ، فذكرهم بعلمه { مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } ، وما يزيد الرحم في حمله على التسعة أشهر ، وما ينقص من التسعة أشهر . وإِنَّ من عَلِمَ هذا قادر على إعادتكم بعد موتكم ، لأن الابتداء أصعب من الإعادة . { وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } : أي : قدره ، ودبره ، فلا تنكروا البعث بعد الموت . وقال قتادة : { تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } : هو ما يسقط من الأولاد قبل التسعة . وقال مجاهد : الغيض : النقصان ، وذلك أن المرأة إذا أهرقت الدم ، وهي حامل ( انتقص ) المولود ، وإذا لم تهرق الدم ، عظم الولد وتم . وقال أيضاً " ( إذا حاضت ) المرأة في حملها كان ( ذلك ) نقصاناً في ولدها . فإن زادت على تسعة أشهر كان ذلك تماماً لما نَقْصَ من ولدها . وقال الحسن : الغيض أن تضع لثمانية أشهر ، وأقل الازدياد أن تز ( يـ ) ـد على تسعة أشهر . وعنه : ( أيضاً ) أنه قال : ( الغيض الذي يولد لغير تمام ، وهو السِّقط . والاز ( د ) ياد : ما ولد لتمام كقوله : { مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } [ الحج : 5 ] : أي تامة وغير تامة . وقال ابن جبير : إذا حملت المرأة ، ثم حاضت نقص ولدها ، ثم تزداد في الحمل مقدار ما جاءها الدم فيه ، فتزيد على تسعة أشهر مثل أيام الدم . وقال عكرمة : غيضها : الحيض على الحمل ، { وَمَا تَزْدَادُ } قال : تزداد كل يوم حاضته في حملها يوماً طاهراً في حملها حتى تُوِفي عُدَّةَ حملها ، وهي طاهرة . وعن مجاهد أيضاً : غيضها دون التسعة أشهر ، والزيادة فوق التسعة أشهر . واجتمع العلماء على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر . واختلفوا في أكثره . فقال قوم : أكثره سنتان ، وهو مروي عن عائشة ( رضي الله عنها ) . وروي عن الضحاك بن مزاحم ، وهرم بن حيان أنهما قاما كل واحد منهما في بطن أمه سنتين . وقال الليث بن سعد : أكثر الحمل ثلاث سنين . وحكي أن مولاةً لعمر بن عبد العزيز ، ( رضي الله عنه ) حملت ثلاث سنين . وقال الشافعي مدته : أربع سنين . وروي عن مالك : مثل قول الشافعي ( رضي الله عنهما ) . وروي أيضاً عن مالك أنه قال : خمس سنين ، وحكي عن امرأة ابن عجلان أنها كانت تحمل خمس سنين . وقال الزهري : المرأة تحمل ست سنين ، وسبع سنين . وقال قوم : لا يجوز التحديد ( في هذا ) ، ومذهب الشافعي / ، ومالك : أن الحامل تحيض . وقال عطاء ، والشعبي ، والحكم ، وحماد ، وغيرهم : الحامل لا تحيض ، ولو حاضت ما جاز أن تستبرىء الأمة بحيضة ، واستبراء الأمة ( بحيضة ) إجماع . فلا يعترض به على من أجاز حيض الحامل ، لأن الأمة خرجت بالإجماع على استبرائها بحيضة . ثم قال تعالى ( جل جلاله ) : { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } : أي : يعلم ما غاب عن الأنظار ، وما ظهر الكبير : أي : العظيم في ملكه . { ٱلْمُتَعَالِ } : أي : المستعلي على جميع الأشياء بقدرته .